أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باسل ديوب - حسقيل قوجمان قبلة لجبينك أيها اليهودي الجميل














المزيد.....

حسقيل قوجمان قبلة لجبينك أيها اليهودي الجميل


باسل ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1315 - 2005 / 9 / 12 - 10:45
المحور: حقوق الانسان
    


رفيقي حسقيل أتمنى أن تعذرني لمخاطبتك باليهودي ، ولتعلم أني ما وصفتك باليهودي إلا من باب الرد لمظلمة وقعت عليك ، فيقيناً لدي أن نظرتك وارتباطك باليهودية لا تختلف عن نظرتي وارتباطي بالإسلام ،
لم التق بيهودي واحد لكني علمت أن أحد من حاورتهم في يوم من الأيام كان يهودياً سورياً ، وكم حزنت عندما علمت انه غادر سورية إلى فرنسا لا إلى ((إسرائيل )) التي يمقتها أكثر ما يمقت الأرض السورية التي لفظته ولم تقبله كيهودي ملحد ورافض للصهيونية وعنصريتها وجرائمها ، منذ خمس سنوات وقفت وصديقتي أمام كنيس يهودي في حلب ، شتمت الطائفية والأصولية بشدة فكلانا يعاني هذا التمييز الظالم وكلانا ينتمي لطائفة مختلفة ولا يمكنها ان تبوح لأسرتها بصداقتها مع شاب من جماعة مختلفة ، كان الكنيس مغلقاً تجاوزنا السياج وتطاولت لأرى داخله أكثر ،يمكنك ان تتخيل إحساسي ذلك الوقت وأنا العلماني العروبي الماركسي ، كم يتمزق وجداني أمام ما أراه من فجيعة في الهوية العربية و تذرير مستمر وضبابية هوية تحمل في داخلها ميكانيزم فظيع للإنشطار المستمر ، كيف فقد اليهودي السوري هويته العربية القلقة وفقدت سورية و(كل بلاد العرب ) أبناءها اليهود لا كمهاجرين فحسب بل كمنتقلين إلى خندق العدو ن مؤلم هو جداً هذا الانتقال الرهيب ،
لا يعنيني هنا إلقاء المسوؤلية على الاستعمار والصهيونية على أهمية ومحورية الدور الذي لعبوه في سلخ اليهود ( كحالة خاصة في تاريخ البشرية ) من أوطانهم يعنيني أن أنتقد دورنا نحن العرب في تسهيل ذلك ،
لم يكد العرب يخرجوا من دولة الملة العثمانية حتى وقعوا بين براثن الاستعمار المتساوق مع تبني الحركة الصهيونية ودولتها ، وفي نفس الوقت لم تتشكل هويات وطنية في الدول العربية وحيث نهضوا قومياً لم يتخلصوا من نزوعهم القبائلي، ولم يتبنوا المحتوى الأنضج والحداثي للقومية وأعني استنادها لمفردات الديمقراطية البرجوازية متزامناً ذلك مع إقامة (( إسرائيل )) فاختلط الأمر على الشعب ذي نسبة الأمية القاتلة أكثر، ولازال الأمر كذلك مع تفشي و تجذر الديكتاتورية والأصولية الدينية لاحقاً في بلدان المد القومي العربي،
المسألة اليهودية من أكثر القضايا الإنسانية المعقدة حيث يتداخل الإرث التاريخي الرهيب لـ 2500 عام مع استغلال إمبريالي لهذه الحالة الإنسانية الشاذة ،
لكن ما يدفعنا للتفاؤل بمستقبل المنطقة والإنسانية عموماً هو أمثالك من العراقيين الذين ورغم جسامة وفداحة ما عانوه وعانته بلادهم لا زالوا محافظين على علمانية ووطنية تهز مشاعرنا ،
يا ليت من والى مشروع الاحتلال من شيوعيين عراقيين تمسكوا بمقاربتك الحالية وأنت العراقي "الإسرائيلي" البريطاني الذي تمزقه ولاءات وانتماءات مختلفة ،
البارحة صرح مفتي سورية الشيخ أحمد حسون أن بيوت اليهود في سورية تنتظرهم !!
كلام متأخر جداً ويخشى منه ان يكون في سياق التسوية في المنطقة المفروضة على العرب ، وبالتأكيد لن تعيد عودتهم في هذا السياق الشكلَ السوري الراقي للحياة الوطنية، فما رسخته الممارسات الصهيونية في نفوس السوريين المنتقلين جماعياً للوعي الطائفي والأصولي سيمنع تقبل العائدين كمواطنين
وهم أنفسهم يحملون ذكرى غير طيبة عمن لا ينظر إليهم إلا كيهود مثقلين بشتى الحمولات العنصرية .
هذا الأمر يجب أن يجري في سياق إعادة تعريفنا لهويتنا ، نصف سكان إسرائيل اليوم هم من العرب ( يهود مسلمين مسيحيين )
فهل ستمضي الهجمة الأمريكية – الصهيونية مهزومة مترتباً على هزيمتها انطلاقة جديدة لوعي حداثي أشمل لشعوب المنطقة على أساس العلمانية والمواطنة والديمقراطية مستندة إلى شرعة ومواثيق حقوق الإنسان؟؟؟
أم ستنتصر وتفرخ كيانات جديدة مستندة إلى الهويات المذهبية والدينية أكثر فيصبح حديثنا للذكرى وللتاريخ للمتاحف أيضاً ؟؟

تحية لك من حلب



#باسل_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى المحقق ميليس إيسوب* أعترف أنا من قتل الحريري !!!
- القذافي : ست وثلاثون عاماً نزداد شباباً !!! ديمقراطية بنكهة ...
- الخنساء الأمريكية في مزرعة بوش
- الإخوان المسلمون ديمقراطيون و أصدقاء المرأة جداً جداً
- المواطن السوري في مواجهة افتراضية مع نائب رئيس الوزراء عبد ا ...
- هؤلاء المساطيل التكفيريين لا يغبرون على حذاء القمني !!!
- القد موس تحترق!!!.... إلى المطالبين برفع قانون الطوارىء
- ......لبيك يا بشار
- رحمة الله عليك يا نور الدين الأتاسي
- زياد بن أبيه يعلن حالة الطوارئ في البصرة وصاحب شرطته يأمر بإ ...
- البورنو الأمريكي حوارياً اغتصاب حُر على قناة حُرّة
- (من زار قبوي وجبت له فلقتي (حديث أمني شريف
- !!جلالة الملك البعثي
- الليبرالية ضحية جديدة للسلفية العقلية
- *!!سيدتي سمر : لبنان ليس شعب الطنطات لكن : إني أتهم
- أنا وموريس وحسن نصر الله و التلوث الإلكتروني ... عينات مخبري ...
- الوقوع في شراك شيراك
- لبنان على شفير ... الخاوية !!برابرة ما بعد الحداثة يحاضرون ف ...
- قتلتنا يا سيد محمود القمني قتلت قراءك اليتامى
- الحرية لنبيل فياض 1 من 4 الليبراليون العرب الجدد ِسفاحُ الفِ ...


المزيد.....




- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- هآرتس: ربع الأسرى الفلسطينيين في سجون -اسرائيل- اصيبوا بمرض ...
- اللاجئون السودانيون في تشاد ـ إرادة البقاء في ظل البؤس
- الأونروا: أكثر من مليوني نازح في غزة يحاصرهم الجوع والعطش
- الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- الاونروا: الحصول على وجبات طعام أصبح مهمة مستحيلة للعائلات ف ...
- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- منظمة حقوقية يمنية بريطانيا تحمل سلطات التحالف السعودي الإما ...
- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باسل ديوب - حسقيل قوجمان قبلة لجبينك أيها اليهودي الجميل