|
سر الرقم (50)...
عماد حياوي المبارك
(Emad Hayawi)
الحوار المتمدن-العدد: 4706 - 2015 / 1 / 31 - 00:33
المحور:
سيرة ذاتية
سر الرقم ( 50 )
هو أقل رقم يعني النجاح بالامتحان، وكان أمل وهدف التلاميذ بتحقيقه أيام الدراسة ! ولكنه أيضا يعني ( اليوبيل الذهبي) تحتفل به الدول والمنظمات في ذكرى إنشاءها أو قيام ثورات استقلالها... كما يحتفي به الأشخاص والأصدقاء، فقد تكون ذكرى زواج أو ميلاد، والأوربيين يحتفلون به بشكل خاص...
أتذكر قبل عدة أعوام، اختصرتْ مُدرستنا (الهولندية) درس اللغة لنصف ساعة ثم أحضرت لنا نحن طلاب الصف الأجانب، (كيكة) يتوسطها وقم 50 ملوّن مرسوم بالحلوى صفق الجميع ثم جاءوا لتهنئتي ! كنت اعرف انه عيد ميلادي، ولكن ما كنت أدري أن للخمسين نكهة خاصة لديهم، فنحن بالعراق نبدأ (نمل) العد والحساب ونرى السنين متشابهة لا تفرز سوى آلام المفاصل وأمرض العصر الأخرى، وعلى رأي البعض بأن على الإنسان أن يتألم بذكرى ميلاده لأنه (فقد) عام من حياته ! الاحتفال الخمسيني بالنسبة لهم شيء مميز وفيه طعم خاص، وهو قد لا يعني بثقافتنا شيئاً، لكن على أية حال، فقد كان هذا الطعم بالنسبة لي، (حلو) وطيّب بطعم الكيك ونكهة البرتقال... × × ×
(خمسين) تعني في أوربا، السرعة القصوى داخل المدن، وما أن تسهو بأفكارك وتضغط (شوية) أكثر على البنزين، حتى تجد الغرامة وبسرعة الطلقة تأتي (تهلهل) بالبريد !
فكرتُ أرجع 50 سنه بتاريخ العراق، إلى بداية الستينات وأرى ماحدث في بلدنا الحبيب... وجدت أنه في تلك الفترة رحل عن العراق شباباً، هم أعلاماً لا تُنسَ، أذكر منهم: ـ رائد ألقصيده الحرة، شاعر أنشودة المطر الساكنة قلوبنا... بدر شاكر السياب. ـ سفير الأغنية العراقية، الفنان الخالد... ناظم الغزالي. ـ الرسام ونحات نصب الحرية القريب من ضمائر العراقيين... جواد سليم. وإذا كانت يد المنون قد حصدت أرواحهم شباباً بسبب الحزن والغربة الشد العصبي والمرض، فقد حصدت يد الغدر روح الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم، والذي (ربما) لو كتب له الحكم حتى اليوم، لكان يحكم بلداً أخراً عظيماً بأبناءه الطيبين... أسمه ( العراق ) ! المهم ، ألغيتُ فكرة ان نحتفل نحن العراقيون بهكذا مناسبه، لانها ستقلب المواجع و قلت (ذوله ناس بطرانه) ، وأحنه ما ناقصين ذكريات مؤلمه و(دك و لطم)...
عماد حياوي المبارك
مفاصل أجدها مهمة (منقولة) بتصرف عن... × كان السيّاب شاعراً فذّاً اصطبغ شعره بصبغة الأطوار التي تقلّبت فيها حياته المعاشيّة والاجتماعية والفكريّة. عصَره الألم في شبابه، وشعر بالغربة القاسية وهو في بيت أبيه وفي بيئته، ولم يجد قلبه الشديد الحساسيّة مَن يخرجه من أتون آلامه، ولم يجد في طريقه فتاة أحلامه، تلك الفتاة التي يسكب روحه في روحها، فتنتشله من أحلامه وأوهامه، وتُغرقه في عالمٍ من الحنان والرقة، ورافق ذلك كله تتبّع فكري وعاطفي لحركة الرومانتيكية التي شاعت في أوربا والتي ازدهرت في بعض الأقطار العربيّة ولاسيّما لبنان، فاندفع في تلك الحركة وراح في قصائده الأولى يداعب شجونه في جوّ من الضبابية اليائسة، وفي تمزق لا يخلُ من نبضات ثورية حالمة، وراح يناجي الموت، وينظر إلى مصيره نظرة اللوعة ليهوي في لجة عالمه المنهار.
× من اقوال جواد سليم في الفن (الفن قطعة موسيقية لموزارت، وقصيدة من أشعار المعري وصفحة من موليير... على الفنان الجيد أن يخدم الإنسان. كذلك من اقواله... ليس الفن بالشيء الذي يحتاج الى فنان فقط ، وإنما الفن هو العيش في بقعة ما تربط بين الإنسان وما بين أرضه التي يعيش عليها، وهو بحاجة إلى أن يفهم شعباً جديداً وأرضاً جديدة كلاهما الآخر يستغرق زمناً طويلاً.
× يعتبر صوت ناظم الغزالي من الأصوات الرجالية الحادة، أما مجاله الصوتي فيراوح بين أوكتاف ونصف إلى أوكتافين، والأوكتاف يتضمن ثماني نوتات أو درجات، وتنحصر حلاوة الأماكن في صوت الغزالي بين النصف الأول والثاني. بهذا الشكل تكون مساحة صوت ناظم قد زادت على أربع عشرة درجة في السلم الموسيقي، ومع انفتاح حنجرته كانت قدرته غير العادية على إجادة الموال وتوصيل النوتات بوضوح، بجوابه المتين وقراره الجيد في مختلف ألوان المقامات وأنواعها، وإضافة إلى ذلك كله فقد ساعدته دراسته للتمثيل على إجادة فن الشهيق والزفير في الأوقات الملائمة. لقد أجاد الغزالي الموال باعتراف النقاد وكبار الموسيقيين الذين عاصروه، وما كان يميزه في ذلك معرفته وتعمقه في المقامات العراقية وأصولها إضافة إلى ذلك انفتاح حنجرته وصفاؤها، وكذلك جوابه المتين وقراره الجيد في مختلف ألوان المقامات.
× حدثت إبان حكم قاسم مجموعة من الاضطرابات الداخلية جعلت فترة حكمه غير مستقرة على الصعيد الداخلي. أما على الصعيد الإقليمي فقد أثار موقف عبد الكريم قاسم الرافض لكل أشكال الوحدة مع الأقطار العربية - ومنها رفضه الانضمام إلى الإتحاد العربي الذي كان في وقتها مطلباً جماهيرياً - خيبة أمل لدى جماهير واسعة من العراقيين ولمراكز القوى والشخصيات السياسية العراقية والعربية ومنها الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي أشيع أنه في أيلول 1959 ساند ومول المعارضين لقاسم والذي أدى إلى محاولة انقلاب عسكري على حكم قاسم في الموصل. كما كانت لمطالب قاسم بضم الكويت تداعيات تسببت برد فعل عبد الكريم قاسم وغضبه انتهت بانسحابه من عضوية العراق في الجامعة العربية في وقت كانت للجامعة العربية هيبتها وأهميتها في تلبية مطالب الدول العربية.
إهداء أجمل (خمسين) بيت شعر غزل للمتنبي...
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه........... و لكن من يبصر جفونك يعشق .
أغرك مني أن حبك قاتلي........... و أنك مهما تأمري القلب يفعل .
يهواك ما عشت القلب فإن أمت ........... يتبع صداي صداك في الأقبر .
أنت النعيم لقلبي و العذاب له ........... فما أمرّك في قلبي و أحلاك .
و ما عجبي موت المحبين في الهوى ........... و لكن بقاء العاشقين عجيب .
لقد دب الهوى لك في فؤادي........... دبيب دم الحياة إلى عروقي .
خَليلَيَ فيما عشتما هل رأيتما ........... قتيلا بكى من حب قاتله قبلي .
لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم ......... و لا رضيت سواكم في الهوى بدلا ً .
فياليت هذا الحب يعشق مرة........... فيعلم ما يلقى المحب من الهجر .
عيناكِ نازلتا القلوب فكلهـــــا........... إمـا جـريـح أو مـصـاب الـمـقـتــــلِ.
و إني لأهوى النوم في غير حينـه........... لـــعـل لـقـاء فـي الـمـنـام يـكون.
و لولا الهوى ما ذلّ في الأرض عاشـق......... ولـكن عـزيـز الـعاشـقـيـن ذلـيل.
نقل فؤادك حيث شئت من الهــــوى........... ما الــحـب إلا لـلـحـبـيــــب الأول.
إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها ففـي.......وجـه مـن تـهوى جـمـيع المحاسن.
لا تحـارب بنـاظريك فــــؤادي........... فــضــعـيــفــان يــغـلــبــان قـويــــا.
إذا مـارأت عـيـني جـمالـك مـقـبلاً......... وحـقـك يـا روحي سـكرت بـلا شرب.
كـتـب الـدمع بخـدي عـهــــــده........... لـلــهــوى و الـشـوق يمـلي ماكـتـب.
أحـبك حُـبـين حـب الـهـــــــــــوى........... وحــبــاً لأنــك أهـل لـذاكـــــا
رأيـت بهـا بدراً على الأرض ماشـياً.......ولـم أر بـدراً قـط يـمشي عـلى الأرض.
قـالوا الفراق غـداً لا شك قـلت لهـم.....بـل مـوت نـفـسي مـن قبل الفراق غـداً.
قفي و دعيـنا قبل وشك التفـرق ........فمـا أنا مـن يـحـيا إلى حـيـن نـلـتقي.
موبس احبك انا والله من حبك.............احب حتى ثرى الارض اللي تاطاها
ضممـتـك حتى قلت نـاري قد انطفت.........فلـم تـطـفَ نـيـراني وزيـد وقودها.
لأخرجن من الدنيا وحبكــــم........... بـيـن الـجـوانـح لـم يـشـعر بـه أحـــــد.
تتبع الهوى روحي في مسالكه حـتى......جـرى الحب مجرى الروح في الجسد.
أحبك حباً لو يفض يسيره علـى........... الـخـلق مـات الـخـلـق من شـدة الـحب.
فقلت :كما شاءت و شاء لها الهوى.........قـتـيلـك قـالـت : أيــهـم فـهم كـثر.
أنـت مـاض و في يديك فــؤادي...........ردقـلـبـي و حـيـث مـا شـئــت فامـضِ.
ولي فؤاد إذا طال العذاب بــه........... هـام اشــتـيـاقـاً إلـى لـقـيا مـعـذبــه.
ما عالج الناس مثل الحب من سقم ........... و لا بـرى مـثـلـه عـظـما ًو لا جسـداً.
قامت تـظـلـلـنـي و من عجــــــب........... شـمـس تــظــلـلـنـي متن الـشـمـــس.
هجرتك حتى قيل لا يعرف الهــوى........و زرتـك حـتى قـيـل لـيـس لـه صـبـرا.
قـالت جنـنت بمن تهوى فقلت لهـا ........الـعـشـق أعـظــم مـمـا بالـمـجـانـين.
ولو خلط الـسـم المذاب بريقهـــا ........... وأسـقـيـت مـنـه نـهـلـة لـبـريــــت.
و قلت شهودي في هواك كـثيــرة .....وأَصـدَقـهَـا قـلـبي و دمـعي مـسـفـوح.
أرد إليه نظرتي و هو غافــــل ..........لـتسرق مـنـه عـيـنـي مـالـيـس داريــا.
لها القمر الساري شـقيـق و إنهــا........... لـتـطـلـع أحـيـانـاً لـه فـيـغــيـــب.
و إن حكمت جـارت علي بحكمهــا ......و لـكـن ذلـك الـجور أشـهى من العـدل.
ملكت قـلبي و أنـت فـيــــــه........... كـيـف حـويـت الـذي حـواكــــــــا.
قـل لـلأحبة كيف أنـعم بعدكـــم ........... و أنـا الـمـســافر و الـقـلـب مــقـيم.
عـذبـيـنـي بـكـل شـيء ســوى........... الـصـدّ فمـا ذقـت كالـصـدود عـذابــا.
و قد قـادت فؤادي في هـواهــا ........... و طـاع لـهـا الفؤاد و مـاعـصـاهــا.
خـضـعت لـهـا في الحب من بعد عزتي ........... و كـل محب لـلأحـبـة خـاضـــع.
ولقد عـهدت الـنار شـيـمـتها الـهــدى ........و بـنار خـديـك كـل قـلـب حائـــر.
عـذبـي ما شئـت قـلـبـي عـذبـــي ........... فـعـذاب الحب أسـمـى مـطـلـبــي.
بعضي بـنار الـهـجر مـات حـريـقـا ......... و الـبعض أضـحى بالـدموع غـريقـا.
قـتل الـورد نـفسه حـسداً مـنــــــك ........... و ألـقى دمـاه في وجـنــتــيــك.
اعـتـيادي على غـيـابـك صـعــب ........... و اعـتـيـادي على حـضورك أصعـب.
قد تـسربـت في مـسامـات جـلــدي ........... مـثـلـمـا قـطرة الـنـدى تـتـسـرب.
لـك عندي و إن تـنـاسـيـت عـهـد ........... في صمـيـم القـلـب غـيـر نـك
#عماد_حياوي_المبارك (هاشتاغ)
Emad_Hayawi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة من الأعماق
-
زورائيات
-
نكسة أم هزيمة؟
-
ذبابة... نانو
-
قِ ثلوجك... سيد كلمنجارو
-
سبع سبعات... أو أكثر
-
مهرجان (الأبل بوب)
-
سيمي كوندكتووووور
-
الفضولي... يصل الأحمر
-
كفتحري
-
مجرد كلام كلاب... وسفن آب
-
خُبزة (7) وطماطيّة
-
ذاك ال(6)طاس وذاك الحمّام
-
أي(5)ام صعبة
-
هولوكوست المل(4)جأ رقم 25
-
م(3)ركز 12047
-
جليكان مل (2) يان بالمجان
-
خ(1)راب البصيّة
-
(سِكس) طابوق
-
الأمرأة التي تحب عمرها... وتعشق الحياة
المزيد.....
-
سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص
...
-
السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
-
النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا
...
-
لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت
...
-
فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
-
-حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م
...
-
-الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في
...
-
-حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد
...
-
اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا
...
-
روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|