أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد الحمداني - الدين والدولة وضرورة الفصل بينهما














المزيد.....


الدين والدولة وضرورة الفصل بينهما


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1315 - 2005 / 9 / 12 - 10:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يتصاعد الجدل بين السلطة التي تتربع عليها الأحزاب الإسلامية ،والأوساط الشعبية حول طبيعة الدستور العراقي المنشود ،حيث ينشد الفريق الأول تشريع دستور إسلامي ، يتخذ من الشريعة الإسلامية أساساً في تعيين شكل الحكم القادم في البلاد ، ويهدف في نهاية المطاف إلى إقامة دولة إسلامية ربما تكون على غرار جمهورية إيران الإسلامية ، والفريق الثاني يهدف إلى تشريع دستور علماني قائم على أساس ديمقراطي يضمن الحقوق والحريات والمساواة بين سائر المواطنين بصرف النظر عن الدين أو القومية أو الطائفة أو الجنس .
وحيث أن الشعب العراقي يضم قوميات واديان وطوائف مختلفة فإن ما يناسب مجتمعنا بكل تأكيد هو قيام نظام حكم ديمقراطي ودستور علماني يحقق الأماني المشروعة لكل أطياف المجتمع ، ويحترم سائر الأديان والقوميات والطوائف ،ويحول دون شعور أية فئة من مكونات شعبنا بالغبن أو التهميش.

لقد عانى شعبنا منذ قيام الدولة العراقية عام 1921 صنوفاً من التمييز القومي والطائفي ،وبلغ التمييز شكلاً صارخاً ومدمراً منذ انقلاب 8 شباط الفاشي عام 1963 وحتى التاسع من نيسان 2003 ، تاريخ سقوط الديكتاتورية الصدامية وحزبها الفاشي ، وهو اليوم بعد تلك المعانات القاسية والتضحيات الجسام يتطلع إلى تحقيق الديمقراطية الحقيقية التي يضمنها دستور علماني يضع في صلب مواده كافة الحقوق والحريات التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، والمساواة بين المواطنين كافة ، ويضمن قيام دولة القانون ، وانتخاب ممثلي الشعب للبرلمان دون أي تلاعب أو تزوير ، وقيام محكمة دستورية عليا ذات استقلالية تامة وصلاحيات حقيقية ودقيقة لكي يكون لها القول الفصل في أي تجاوز على الدستور من أي جهة كانت ، وعلى أي مستوى كان ، ومنع أي تلاعب بالدستور أو تجاوز عليه ،كما حدث في العهد الملكي على يد الحكومات المتعاقبة، وبشكل خاص على يد الحكومات السعيدية التي أفرغت الدستور من جميع الحقوق والحريات التي نص عليها.
إن شعبنا بما يمتلكه من وعي سياسي ، وبعد كل تلك المعانات القاسية خلال 40 عاماً من حكم البعث الفاشي ، يرفض رفضاً قاطعاً أي نظام قائم على أساس ديني أو طائفي أو قومي ، وإن المعيار للحكومة التي يطمح إليها هي التي تأتي عن طريق الورقة الانتخابية والتي تؤمن بتداول السلطة وتصون حقوق وحريات الجميع ، وهذا هو السبيل الوحيد للحفاظ على وحدة سائر أطياف شعبنا وتحقيق أمانيه في الحياة الحرة الكريمة دون اضطهاد أو تمييز أو تجاوز .

أن العزف على نغمات الطائفية أو الدينية أو القومية ، ومحاولة فرض دستور لا ديمقراطي ، ومحاولة تطبيق الشريعة الإسلامية ، لا يمكن أن يلبي طموحات شعبنا ، فالعالم قد تغير وهو دائم التغير والتطور باستمرار ، وتبدلت الظروف واتسعت وتطورت حاجات المجتمع تبعاً للتطور الحاصل في العالم في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .
إن الإصرار على بقاء القديم على قدمه دون تغيير لن يوصل شعبنا نحو غاياته في التقدم والتطور واللحاق بشعوب العالم التي سبقتنا بمراحل طويلة ، وسنبقي على حالة التأخر والتخلف عن ركب الشعوب .
إن مما أثار دهشتي وقلقي تصريحات [آية الله محمد علي تسخيري] أحد قادة النظام الإيراني والذي اعتبره تدخلاً سافراً في شؤون بلادنا وشعبنا ، حيث دعا إلى تشريع دستور إسلامي في العراق ، وكأنه قد نصّب نفسه قيماً علينا يختار لنا ما يرتأيه من دولة ونظام ، وهو بلا شك يهدف إلى إقامة نظام على غرار النظام الإيراني الذي أثبتت الأيام أن شعب إيران يتطلع إلى اليوم الذي يتخلص منه ومن القيود الجائرة التي قيدوا بها حقوق وحريات المجتمع باسم الدين ، وأقاموا نظاماً ديكتاتورياً صارماً يتدخل في كل خصوصيات الإنسان الصغيرة منها والكبيرة وكأنما شعبهم يعيش في القرون الوسطى وليس في القرن الحادي والعشرين !! .

إن شعبنا يرفض رفضاً قاطعاً السير في هذا الطريق ، وإن لديه من الخبر والتجارب وما يجده ويلمسه ويراه يجعله أكثر حذراً وأشد حرصاً على إقامة النظام الديمقراطي التعددي الذي يضمن كامل الحقوق والحريات الإنسانية ،وهو يؤمن إيماناً حقيقياً لا شائبة فيه أن هذا السبيل هو الطريق لصيانة الوحدة الوطنية والسير بالعراق نحو الأمام لتحقيق الحياة الرغيدة لشعبنا ويصون سيادة واستقلال عراقنا العزيز .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا أعدت قوى اليسار والديمقراطية والعلمانية للانتخابات القا ...
- فاجعة الكاظمية ومسؤولية الحكومة
- خاب أمل الشعب بالأمريكان وبكم يا حكام العراق
- حسناً فعل سماحة السيد السيستاني فهل يلتزم الآخرون ؟
- التصدي للإرهاب مسؤولية المجتمع الدولي
- إلى أين تقودون العراق وشعبه أيها السادة ؟
- جرائم الإرهابيين وضمائر الأشقاء العرب
- أما آن الأوان لكي يتحسس المثقفون العرب مواقع أقدامهم؟
- في الذكرى السابعة والأربعين لثورة 14 تموز المجيدة - الزعيم ع ...
- صدور كتاب صفحات من تاريخ العراق الحديث للباحث حامد الحمداني
- حول خطاب السيد رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري ، وخطاب القسم
- حول المقبرة الجماعية الجديدة المكتشفة قرب السماوة
- إلى متى يستمر التلاعب بمصير الشعب والوطن
- ذكريات عمرها نصف قرن مع الشهيدين صفاء الحافظ وعبد الجبار وهب ...
- في ذكرى حملة الأنفال المجرمة ضد الشعب الكوردي
- السلطة العراقية المنتخبة وآفاق المستقبل
- صدور ثلاثة كتب للباحث حامد الحمداني
- تحية للحزب الشيوعي العراقي في الذكرى الحادية والسبعين لعيد م ...
- البعثيون هم الذين يقودون وينفذون النشاط الإرهابي في البلاد
- جريمة البصرة ومسؤولية الحكومة والأحزاب الدينية وموقف المرجعي ...


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد الحمداني - الدين والدولة وضرورة الفصل بينهما