|
ضحايا بعض كتب التراث المتهافتة
محمد الشريف قاسي
الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 30 - 12:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حق إبداء الرأي والنقد مكفول للكل وفي كل بلدان العالم الحر فلا شيء يعلو فوق العقل والمنطق، كما أن حرية الرد وإبداء الرأي المختلف والمخالف كذالك مكفول للكل وفق ما يقرره العقلاء والأنظمة والأصول، ومن هذا المنطلق وكرجل حر ومن بلد الأحرار الذين دفعوا الغالي والرخيص في سبيل حرياتهم واستقلال بلدانهم وشعوبهم نريد أن نبدي فيما ميزنا به عن غيرنا من المخلوقات ونعطي رأينا فيما نراه ونلاحظه ونعيشه وما نسمو إليه من وحدة الانسانية وعقلنة الواقع. وأنا أشاهد في قناة الحياة التبشيرية لحصة الأخ رشيد المغربي الأصل بعنوان داعش ومحمد بتاريخ 29/01/2015 الحقيقة أنه لم يأتيني النوم ليلتها، وقلت في نفسي لولا علمي بمختلف المذاهب الاسلامية ودراستي للتاريخ وكتب السير والتفسير، ومعرفتي بتاريخ المسيحيين وخاصة الفرنسيين في الثورة الجزائرية بصفتي ابن مجاهد وجدي شهيد، مع اطلاعي على الانجيل وغيره، لولا هذا كله لصدقت ما قاله الاخ رشيد ووحيد في قناة الحياة . ولهذا تجدني اعذر وابرر للملحدين وللمتمسحين الجدد وغيرهم . بل ابرر واعذر الارهابيين من دواعش وغيرهم ولكل جرائمهم التي ارتكبوها باسم الاسلام وفي حق الاسلام والمسلمين والانسانية . لابد من غربلة كتب التراث واعادة دراستها وتجديد المفاهيم عن الاسلام ، يعني لابد من نهضة وثورة على ومن عملية احياء فهم جديد للاسلام وفصل التاريخ وصناعه من خلفاء وفقهاء عن النص الديني المقدس (القرآن وما صح عن النبي وقبله العقل والمنطق). فالاخ رشيد يأتي على ذكر جرائم داعش ويبررها بكتب تراث الإسلام الأموي المتهافتة، وينسب ما جاء في تلك الكتب إلى محمد رسول الإسلام بأنه هو جد وسلالة الدواعش اليوم وما يخرج من دواعش أمويين من بعد، فيعرض لنا من خلال كتب معتمدة لدى المسلمين التقليديين الكلاسيكيين والمحافظين، يعرض ذلك الرسول والنبي قاطع الرؤوس والمجهز على الأسرى والممثل بالموتى وقاطع الاشجار وحارق الدور والبشر بالنار، والذي يقاتل من من أجل الغنائم والأموال . أما عن الأسرى من النساء فهو بعد ان يقتل الرجال يسبي نسائهم ويغتصبهم وهم يبكون وممن اغتصبها بعد قتل اهلها صفية اليهودية اغتصبها من ليلتها بسبب جمالها وصغر سنها، والحقيقة أن اي مستمع وباحث في كتب التراث المتهافت إن كان له عقل وانسانية في قلبه لا ولن يتبع محمد أبدا ولا إلاله مصاص الدماء والقاتل المفسد في الارض. فكتب التراث دائما تصوف لنا رسول الاسلام برسولين متناقضين ومحمد بمحمدان متناقضان في الشخصية واحد انساني رحيم والاخر قتل مصاص للدماء وهمجي متخلف. وفي نفس الوقت كنت اتفقد ما يقوله شيخ وهابي في قناة البصيرة وهو يكفر ويفسق في الصوفية المشركين حسب قوله، أما قناة صفا فهي تكفر وتفسق في الروافض الشيعة إلا الشيخ رشيد في قناة الحياة الذي ينقد في محمد من خلال كتب التراث التي تدافع عنها قناة صفا والبصيرة وغيرهم من القنوات الدينية ، وكان الصادق حقيقة هو الاخ رشيد فيما ينقل من حقائق أما الاخرون فهم يثبتون صدق ما تقول قناة الحياة التبشيرية. والحقيقة الاخرى ان ما تقول به هذه القنوات الحياة والبصيرة وصفا يثبت صدق ما يقول به الدكتور والباحث المجدد إسلام بحيري في قناة القاهرة والناس الذي فضح وكشف زيف كتب التراث الأموي المتهافتة والتي يستشهد بها الاخ رشيد ووحيد في قناة الحياة ، كذلك ما يقوم به الدكتور والباحث والمجدد الشيخ عدنان إبراهيم من سويسرا والباحث الحجازي حسن فرحان المالكي والشيخ محمد عبد الله نصر الذي يسميه الخوانجية والوهابية بالشيخ ميزو في مصر وغيرهم مثل المرحوم جمال البنا وحسن الترابي والسيد كمال الحيدري والسيد حسين فضل الله والفيلسوف حسين نصر وعلي شريعتي ومالك بن نبي الجزائري ومحمد أركون وغيرهم من التنويريين الإسلاميين. فكل كتب التراث التي أخذت من مصادر مختلفة ومتناقضة جمعت في العصر الأموي والعباسي كانت سياسية ومعادية للمصادر الموثوقة التي أمر الرسول بالأخذ منها فقال : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليدخل من الباب وليس من النوافذ والثقوب.، كما أنه أمر بالتمسك بالثقلين فقط بعد وفاته وهما الكتاب والعترة لكن السياسة والمصالح والنفاق فعل فعلته. ولما نرجع للقرآن نجده ذكر المنافقين في عدة آيات وصور، والسؤال المنطقي المطروح هو هل بعد وفاة الرسول أصبح المجتمع بلا منافقين، هل مات المنافقون بمجرد وفاة الرسول واصبحوا كلهم معصومين عدول فيما يقولون ويروون ويفعلون؟؟؟ هل انتهى المنافقون والمعادون للاسلام أم زادوا وانتشروا وحكموا وملكوا وكتبوا ما أرادوا من تشويه للاسلام ؟ فلابد من دراسة ما وقع بعد وفاة الرسول إلى أن كتبت هاته الكتب المتهافتة والمتناقضة في العصر العباسي. فظهور المذاهب وكتب التاريخ والسير والفقه والحديث كلها ظهرت بعد قرنين من وفاة الرسول. ولسوء حظ المسلمين اليوم أنه لم ينتصر تاريخيا في الصراع الدائر بين الفقهاء التراثيين والعلماء العقلانيين تيار العقلنة بل انتصر التيار الفقهي السلطوي هذا هو سبب التهافت الموجود في كتب التراث، فعلماء مثل الرازي وابن رشد والشريف الإدريسي لم يكن لهم مكان في تاريخنا بل اتهموا وحرقت كتبهم بواسطة الغثاء والغوغاء وتجار الدين والسياسة، فانتصر السيف على القلم وهذا سبب المأساة. فما سمي قديما بمذهب الاعتزال والفلسفة من الذين قدموا العقل على النقل، إلا أنه انتصر مذهب النقل على العقل الذي كان يتزعمه فقهاء المذاهب الذين فرقوا الأمة وخدروها وجهلوها باسم ما نقل إليهم من روايات لا يقبلها عقل منصف، فانتصر الغزالي (تهافت الفلاسفة) على ابن رشد (تهافت التهافت). مما جعل الامة تتقهقر للوراء ولا تقدم أي جديد لا في العلوم الانسانية ولا التقنية، وغلق الاجتهاد وفتح باب الجهاد على كل مفكر أو ناقد مبدع بدعوى ليس في الامكان خير مما كان ولا يصلح هذه الامة الا بما صلح به اولها وانتهت القصة في ان المسلمين اليوم هم في مؤخرة القافلة البشرية وسوف يبقون هكذا إلا إن غيروا بما في انفسهم وغربلوا كتب تراثهم المتهافتة واعتموا على عقولهم بدل نقولهم وعنعناتهم روي وقيل.
#محمد_الشريف_قاسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المسلمون ضحايا كتب تراث الإسلام الأموي المتهافتة
-
دين جديد
-
هل آل إبراهيم هم قادة العالم في الحقيقة ؟
-
الحرية والإكراه في حياة المسلمين
-
شكرا وألف شكر لداعش
-
الكل ينقد الكل بلا بدائل
-
لا لاستنساخ الصراعات التاريخية يا مسلمين اعقلوا
-
من هم بنو إسرائيل ؟
-
بالسيف ...افعل لا تفعل
-
ماذا لو حكم الاسلاميون ؟
-
صراع الثيران والديكة إلى أين ؟
-
بومدين نم قرير العين أيها الزعيم العالمي
-
ربيع الجزائر
-
عزوف الشباب عن الشأن العام لماذا؟
-
طاقاتنا (شبابنا) معطلة وسلبية
-
محمد رسول الله كما يراه أحفاده
-
أكسروا مصابيح النور عنا
-
ديكتاتورية الرجل في المجتمعات الرجولية
-
لا لدولة الخلافة
-
الديموقراطية مطلب الأحرار
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|