حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 30 - 12:24
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
سحقا لهذه الحروب التي تحملني الى ذكريات مؤلمة يصعب نسيانها، فقد عادت بي الذاكرة الى منزلنا الذي يقع في أعلى قمة الجبل مسقط رأسي، فيه ولدت وفيه فقدت أبي الذي لم أعرفه يوما، وفيه لعبت وضحكت وتشاركت مع أخواتي وإخوتي الأفراح والأحزان، فهذا البيت بالنسبة لي أعز وأغلى من كلّ شيء، فكلّ شيء يذكّرني بوالدي الشهيد، فقد كانت والدتي تروي لي دائما كلّ شيء، وكانت تقول لي أين كان ينام ويجلس؟ وأخبرتني بأنّه كان يحبّني أكثر من كلّ إخوتي؛ لأنني الصغرى، أو ربّما كان يشعر بأنّه سيفارقنا الى غير لقاء.
وعندما أنظر الى أطفال غزة والعراق وسوريا وليبيا وغيرها هذه الأيام، خصوصا الذين دمّرت بيوتهم ومحيت أحياؤهم السكنية بكاملها، ولم يعد لها وجود أصاب بالفزع، فهل خطط القتلة الذين أبادوا عائلات بكاملها ودمّروا حارات وأحياء؛ لمحو ذاكرة من بقي على قيد الحياة؟ ويا لوعة القلب على هؤلاء الأطفال، ويا حسرة على أيام ذهبت ولم يعد لها مكان إلّا في ذاكرتهم.
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟