رواء محمود حسين
الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 30 - 08:00
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يقول روبرت ليهي: " إن أحد معالم الإستقرار العاطفي هو التحلي باحترام واقعي للذات حتى في سياق قدر من الإستنكار ... إن احترام الذات المغالي في الخيال قد يمثل مشكلة كبيرة بالمثل كما الحال في احترام الذات المغالي في التدني. فالشخص الذي يغالي في الإعتداد بنفسه لا يدرك أنه يواصل الوقوع في نفس الأخطاء، فهو لا يتعلم من تجاربه. وعلاوة على ذلك، قد يفضي الإعتداد بالذات المفرط إلى العجز عن إدراك وتقبل حدودك، مما يؤدي بك إلى الإضطلاع بمهام أكبر من قدراتك الحقيقية. وهذا من شأنه زيادة احتمالات إثقال كاهلك بالمهام أو تعرضك للفشل" ( روبرت ليهي: " علاج القلق: سبع خطوات لمنع القلق من إعاقة حياتك"، ط1، مكتبة جرير، الرياض، 2007 م، ص 197).
ويرى ليهي أن المرونة في تصور الذات والقدرة على استغلال الملاحظات التقويمية الموجهة للشخص ذاته لا تسمح له بقدرة أكبر على التكيف مع المحيط الإجتماعي. فعندما يكون للشخص تصور للذات أكثر مرونة، فسيتمكن من الإستفادة من النقد الموجه له. أن النقد المتواضع الذي يعيش بشكل سوي ويقدر حدوده سيعمل على الإستفادة من النقد الموجه له من أجل بناء شيء إيجابي مفيد في المستقبل. إن إدراكات السياقات الإيجابية والأبعاد المتعددة للذات، يمكن أن تجعل الشخص قادراً على التمييز بين ما هو سلبي وإيجابي في الذات، بما يتيح للوصول إلى تقييم واقعي وحقيقي للذات بعيداً عن القلق ( ليهي: نفسه، ص 198).
ويقرر ليهي أن الشخصية الإجتنابية تتسم بالتدني في احترام الذات، والحساسية تجاه النبذ من الآخرين أو التقييم السلبي من لدنهم، مع خوف من التواصل الإجتماعي إلا إذا حصل الشخص الإجتنابي على ضمانات أنه لن يقابل بالنقد والسخرية والإستنكار ( ليهي: نفسه، 198).
إذأ، ومن خلال ما تقدم، يعد التواضع وسيلة عملية ناجعة من وسائل العلاج النفسي من أجل علاج القلق، فعن طريق التقييم الواقعي للذات يصل الإنسان المتواضع إلى تقييم حقيقي لما هو سلبي وإيجابي في الذات.
#رواء_محمود_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟