|
خريف الإسلامييون
محمد شرينة
الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 30 - 00:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعد 2011 انطلاقة الربيع العربي انسد الأفق تماما أو هكذا بدا، بدا أن شيئا لم يتحقق بل أن النتيجة كانت خسارة صافية وفادحة في نفس الوقت؛ ما الذي حصل، اين نحن الآن، وهل اتضحت الصورة؟ برأيي الصورة اتضحت والذي حصل لا يمكن تحديد بدايته بالضبط لكن نهاية 2010 وبداية 2011 كان الوقت الذي ظهرت فيه التفاعلات على السطح، هذه التفاعلات التي كانت تتشكل تحت السطح ومرت بلحظات أثرت فيها عميقا وشكلتها؛ أهمها يوم 11 أيلول 2001. ولفهم ما حدث رغم انه لم يبدا في ذلك اليوم الا أنه لا بد من البدء بذلك اليوم لأنه اليوم الذي وضع الشأن العربي الاسلامي في مركز التفكير والبحث عن حل لهذا الشأن المأزوم عند صانع القرار العالمي ليس فقط الأميركي فالاسلاميون تأخروا كثيرا بفتح النار على الولايات المتحدة حليفهم السابق في أفغانستان والمسؤولة الأولى عن ما يسمى بالصحوة الاسلامية من خلال تشجيعها اليمين بكل اشكاله الدينية وغير الدينية في حربها ضد الشيوعية هذا التشجيع أثمر تماما وساهم في انهيار الاتحاد السوفييتي . كان الاسلاميون مشتبكون مع الروس وفي الهند وشرق آسيا(الفلبين) والصين وفي أفريقيا، في كل مكان من العالم عندما أضافوا حليفهم السابق الى قائمة أعدائهم . في 11 أيلول أصبحوا في مواجهة العالم وبدأت الولايات المتحدة، التي شعرت أنه لا بد من التصرف، كعادة القوى العظمى بالرد حسب ما قدرت أنها الطريقة المناسبة، تلك الطريقة التي تبين سريعا عدم فاعليتها وهذا يحصل كثيرا. لقد قدرت الولايات المتحدة أن السبب الرئيسي لما وقع في 11 أيلول هو غياب الديمقراطية عن العالم العربي الاسلامي، وأن الحل هو استبدال الأنظمة الديكتاتورية بما هو أفضل: لكن ما هو البديل المتوفر؟ انه ما يسمى بالاسلام المعتدل وعينته موجودة؛ حزب العدالة في تركيا؛ هذا التقدير تبين أنه ناقص. منذ 2006 تبين للاميركيين أن ردهم لم يكن ناجعا ودخلت الولايات المتحدة مرحلة مراجعة الطابع الغالب عليها هو الحيرة، وجاء العام 2011 والحيرة مستمرة. في البداية ربما ظن صانع القرار العالمي أن الأمور نضجت وأخذت مجراها الطبيعي الايجابي لكن أي مراقب لا بد ولاحظ أن الحيرة الأميركية استمرت وهذا الاستمرار مبرر فتجربتين كبيرتين سابقتين في ايران 1979 والعراق 2003 بينتا أن سقوط ديكتاتور ليس بالضرورة يأتي بما هو أفضل منه كما أن أردوغان في تركيا بدء يتصرف، حتى قبل 2011 بشكل لم يتوقعه أحد فالرجل أظهر أن الاسلام (السياسي) يظل معتدلاً ما ظل ضعيفا وما أن يصبح قويا حتى يتغير الى شكل يصعب التفريق بينه وبين أي اسلام أصولي، انه في العمق أصولي سلفي لكن بطريقة مقنعة لأسباب برغماتية مرحلية ليس الا، فالذي بدء يحدث في تركيا هو نفسه الذي سبق وحدث في ايران والعراق وحتى في السودان وغزة. بتقديري أن الاميركيين بدؤوا يبحثون عن طريق بديل لا يعتمد على ما يسمى بالاسلام المعتدل في خريف 2012 بعد مقتل السفير الأميركي في بني غازي على يد حلفاء الأميركان، فقد تبين لهم أن ما يسمى بالاسلام المعتدل لا وجود له على الأقل بين القوى الاسلامية الرئيسية الموجودة في الساحة حتى أن النظام السعودي نفسه ربما يكون أكثر اعتدالا من العدالة التركي وأن المشكلة تكمن في المؤسسة الدينية السعودية والمجتمع السعودي أكثر منها في العائلة المالكة التي أصبح يمكن تصديق ما تقوله وهو أنها تحاول بأقصى ما تستطيع الحد من تطرف المؤسسة الدينية ومؤيدوها الكثر في المجتمع دون الصدام المباشر لأن ذلك سيكون مدمرا. أظن أن الحيرة الاميركية لم تستمر بعد ذلك طويلا فالتغيرات الواسعة التي اجتاحت المنطقة في صيف 2013 من قطر الى تركيا مرورا بمصر وسوريا وانطلاق المفاوضات الايرانية - الدولية وما تلاها في ليبيا واليمن تدل على أن الأميركيون كانوا قد حسموا أمرهم في الربيع السابق وأعتقد شخصيا أن الموقف الاميركي الجديد تم التفاهم عليه مع الروس افي اجتماع وزيري الخارجية في أيار 2013 وأن الأوربيون – خاصة الفرنسيين - اعترضوا على الموقف الأميركي الجديد، لكن ليس التأثير الأميركي وحده بل الأحداث على الأرض جعلت الأوربيون يوافقون في النهاية وربما آخرهم فرنسا حتى قبل أحداث باريس مطلع العام 2015 لكن هذه الأحداث عززت ذلك، فما هو الجديد؟ من الصعب التصديق أن الولايات المتحدة كانت غائبة ومشلولة تماما ازاء ما حدث في ايران عام 1979 وفي مصر صيف 2013 مع معرفتنا بالعلاقة المتينة بين الأميركيين والجيشين الايراني والمصري في التاريخين المذكورين، فحضور الاميركيين الفاعل فيما حدث في مصر عام 1952 مؤكد وفي مذكرات كبار ضباط ثورة 1952 الأحرار مثل عبد اللطيف البغدادي فقد اتصل الضباط الأحرار بالسفارة الاميركية واعتمدوا على الاميركيين في منع تدخل القوات البريطانية التي كانت موجودة في منطقة القناة لصالح الملك، لكن صانع القرار الأميركي ،وهو أميركي بالتأكيد، مشبع بالروح الأميركية المحبة للتغيير والمغامرة: كان هذا الصانع يقول لنفسه: هناك وضع بائس وهناك من يعمل على تغييره فما هو الضرر بمساعدة هذا الأخير أو الأقل عدم التدخل ضده لنرى ما الذي سيحدث؛ فهل يمكن أن يحدث أسوء مما هو حادث! العراق 2003 وقبلها ايران 1979 والأهم بنغازي 2013 لأنها الأقرب زمانا أقنعت الأميركيين أن ذلك ممكن. ربما كان الأميركيون في لحظة ما بين نهاية 2012 ومنتصف 2013 يفكرون أن عليهم أن يلقوا بكل قوتهم في سبيل الحفاظ على الوضع في الشرق الأوسط كما هو؛ فهو دائما يتغير الى الأسوء ليس فقط فيما يخص القوى العالمية الكبرى بل أيضا حتى فيما يخص مواطنيه أنفسهم أو على الأقل جزء لا يستهان به منهم فالكثير من الايرانيين اضطروا في آخر الأمر لأن يتحسروا على الشاه وكذلك فعل الكثير من العراقيين فبالنهاية تحولت الحكومة العراقية المنتخبة وتحت ضغط جمهور ناخبيها الواقعين تحت تأثير قياداتهم الدينية القرون أوسطية الى شكل ديني اقصائي متطرف وهذا كان سيحصل في مصر حتما لولا ما حدث في صيف 2013. بل هو كان آخذا في الحدوث حتى في أيقونة الاعتدال الاسلامي أعني تركيا وقبلها حدث أن أدت الانتخابات الحرة الى ما أدت اليه في غزة . البعض قد يوافق على ما تفعله حماس في غزة لأنها حكومة حصلت على أغلبية انتخابية لكنهم ينتقدون ما فعله المالكي في العراق وكلاهما جاء الى السلطة بأغلبية مهووسة عقائديا في لحظة أزمة! لسان حالهم يقول:نعم لأغلبية مهووسة عقائديا في سوريا – كما يتصورون - ولا لها في البحرين! لكن لحسن الحظ فان ذلك لم يحدث فالأحداث من 2011 حتى 2013 كشفت أشياء لم تكن واضحة – بكل تواضع أزعم أنني كنت أحس بها – فهي كشفت عن أن العلمانية وخلال القرن الماضي تجذرت أكثر كثيرا مما كان يُظن في المجتمعات العربية والاسلامية خاصة الشرق أوسطية وأن التيارات الاسلامية متطرفها ومعتدلها تستفيد من المال النفطي الذي يغدق عليها لا التعاطف الشعبي وأن تأثيرها في الشارع أضعف كثيرا مما كان يُعتقد. بل ان رفض الحكم الديني موجود بعمق لدى الشعوب فلا العثمانيين الذين حكموا المنطقة لقرون ولا من سبقوهم كانوا حكومات دينية كما يتصورها منظروا الاسلام السياسي في القرن العشرين. ما حدث في مصر صيف 2013 وما تلاه كشف تماما هشاشة الاسلام السياسي ولا عقلانيته وهنا بدت اللحظة مناسبة والفرصة سانحة لتغيير من نوع آخر ربما أهم بكثير من دمقرطة المنطقة التي تبين أن الاسلام السياسي المنظم والممول جيدا سيستغلها، سيستغل لحظة تأجج عاطفي لجمهور مسلم وغير اسلامي بالمرة للوصول الى السلطة وما أن يصل حتى يغير قواعد اللعبة للبقاء في السلطة الى الأبد وهو بذلك لا يختلف عن أي فكر شمولي يصل الى السلطة بدعم جماهيري حقيقي كما حصل مع هتلر في المانيا. الفرصة بدت سانحة لتغيير فكري اجتماعي عميق في جميع العالم الاسلامي وفي الفكر الاسلامي بالتحديد. والعامل الأهم في ذلك أن وصول الاسلاميين الى الحكم أو حتى اقترابهم منه أظهر صورة مختلفة تماما عن الصورة التي كان الجمهور يكونها لهم وأظهر ليس فقط عدم تقبل الجمهور لصورتهم الحقيقية بل نفوره منها واستعداده للعمل ضدهم. هذا التغيير يركز على مشكلة تجاوز عمرها الألف ومئتي عام ، تحديث الفكر الاسلامي الذي تشكل في القرن الثاني الهجري كاجتهادات فقهية ما لبثت أن تحولت الى ثوابت دينية غير قابلة للنقاش ناهيك عن النقد ومن ضمنها كل تفاسير النصوص بل بصراحة النصوص ذاتها، ولا يحصر تر كيزه في مشكلة عمرها نصف قرن أو أكثر قليلا؛ الدكتاتوريات الشمولية العربية الحديثة. هذا المنحى الجديدالذي أظهر اتفاقا في الهدف بين القوى العالمية وجزء هام من شعوب المنطقة ربما الأغلبية مع أن تحديد النسب غير ممكن عملياً، بدى للكثيرين على أنه فتح الفتوح وأنا أتفق جزئيا مع ذلك لكنه لن يتم بدون خسائر فهو حتما يتطلب تأجيل دمقرطة المنطقة. يتطلب ذلك لأسباب كثيرة منها أنه لا يوجد حكيم يحارب على جبهتين عريضتين في آن واحد. ناهيك عن أن الديمقراطية – بمعناها الناقص الذي يختزل الديمقراطية بمبدأ حكم الأكثرية- في المرحلة الحالية تعني حكم اسلامي أصولي قرونوسطوي هذا ما حدث في ايران والعراق وغزة وكاد يحدث في مصر وليس أردوغان عن ذلك ببعيد. الحالة الفريدة تونس لم تكن لتحدث لولا ما حدث في مصر فخطاب حركة النهضة تغير جذريا بعد الذي حدث في مصر ففي مطلع 2013 رفضت حركة النهضة تشكيل حكومة وحدة وطنية ما أدى الى استقالة رئيس الوزراء المنتمي للنهضة نفسها حمادي الجبالي ثم عادت لتقبل الفكرة في نهاية 2013 بعد أحداث مصر. بعد أن بدى جليا أن الجمهور العربي والطبقة الوسطى الأكثر فاعلية تحديدا، مسلمة لكنها غير اسلامية بل هي معادية تماما للإسلامية صارت الأولوية للتحديث الفكري في العالم الاسلامي على حساب الديمقراطية وهذا ليس بشيء عجيب فأمراء أوربا المستنيرين هم الذين حموا مفكريها التقدميين ليس فقط من الكنيسة بل أيضا من الجمهور الذي تحركه الكنيسة - والديمقراطية في أوربا عكس ما يظن الكثيرون - فكرة حديثة فدول أوربية هامة جدا كالنمسا وألمانيا لم تتحول الى ديمقراطيات حقيقية الا بعد الحرب العالمية الثانية بالطبع هي لم تكن تشبه الديكتاتوريات العربية لكن هذه الأخيرة تلقت ضربة قاسية منذ2011 ولن تعود كما كانت قبلها. هذا الاتجاه الجديد واضح فبوكو حرام والدولة الاسلامية في العراق وحركة الشباب في الصومال وغيرها من الحركات الاسلامية كانت موجودة منذ عقود وتم احتواؤها وحصرها لكنها ظهرت فجأة وكأنها قوى من غير الممكن السيطرة عليها؛ الهدف واضح تماما: فقد آن أوان التطهير و الفصل فلتخرج الأفاعي من جحورها وليلتحق بها من في نفسه مرض. السبب الثاني أن أي حكيم يدخل حربا يجمع حوله كل حليف ممكن، وكثير من الدكتاتوريات في المنطقة بما فيها السعودية تقع تحت هذا التوصيف بل ان بعض الأنظمة الدينية التي تضطرها ظروفها لذلك يمكن أن تصبح من بين الحلفاء المحتملين وايران مثال على ذلك. قبل الحرب العالمية الثانية كان الغرب يصب عداءه على ستالين لا على هتلر لكن لما بدء الأخير الحرب على الغرب تحالف الغرب مع ستالين. هل يعني هذا أنه عند الانتهاء من المعركة الأولى سنعود الى المعركة الثانية ، معركة الديمقراطية؟ للأسف ليس بالضرورة فبعد انتهاء الحرب الثانية قبِل الغرب ستالين كمنتصر على أرض الواقع ولولا أن الاتحاد السوفيتي في مرحلة لاحقة بدء معركة ضد الغرب لكان الغرب تركه بحاله. فالحكيم أيضا لايدخل حربا الا اذا اضطر لذلك فلا أحد يمكنه التنبؤ بنتيجة حرب. حتى لو كانت النتيجة الانتصار فان هذا لا يعني الفوز فرغم أن بريطانيا انتصرت في الحربين العالميتين الأولى والثانية الا أن الامبراطورية البريطانية انهارت واختفت نتيجة للحربين. على كل حال فان دمقرطة المنطقة خطت خطوات واسعة الى الأمام خلال الفترة المنصرمة وان لم تكتمل وأن الأمور لا يمكن أن تعود الى ما كانت عليه قبل 2011 أما كيف سيستكمل الطريق فلنترك ذلك للزمن فالنقاط الفاصلة في التاريخ تحدث بشكل مفاجيء لا يتوقعه أحد فلم يكن أي سوري أو مصري عاش عام 630م ليصدق أنه سيحكم بعد عشر سنوات من الحجاز التي ربما لم يكن سمع بها ولم يكن أي ألماني شرقي في عام 1987 ليصدق أنه سيعيش في ألمانيا موحدة عام 1990 وما حصل عام 2011 في العالم العربي لم يتوقعه أحد في العالم كله في عام 2010. اشدد على أني لا أقصد أن المستقبل سيحقق كل أماني شعوب المنطقة فهذا لا يحدث عادة، ما أقصدة أن التقلبات التي لا يمكن التنبا بها يمكن أن تغير حتى هذه الأماني ولكن ليس بالضرورة لما هو أفضل بمعنى أن الديمقراطية يمكن أن تتحقق بعد أن يتحقق التحديث الفكري وربما لا ومن الممكن أن تصير المنطقة الى وضع لا يمكن تصوره الآن. الحرية لا يمكن إلا أن تظل الأمنية الأهم لكل انسان لم يفقد انسانيته ولكن ديمقراطية تأتي بالمالكي الى السلطة في العراق أو هنية في غزة تقضي على الحرية ولا تأتي بها. فكما ذُكر آنفا كشفت الأحداث منذ 2011 أنه قبل العمل على احلال الديمقراطية نحتاج لتعريفها فالديمقراطية لا يمكن اختزالها بمبدأ حكم الأكثرية بعيدا عن الاعتراف بحقوق الجميع الأساسية وبدون وجود ضمان فعلي لتداول السلطة وليس لانتخابات المرة الواحدة التي يغير الفائز بعدها القوانين ليبقى في السلطة مستفيدا من لحظة حماس جماهيري أو من عباءة دينية يلبسها. لا أريد لأحد أن يعتقد بأنني سعيد بالتخلص من الأصولية الاسلامية على يد الديكتاتوريات الشمولية ولكن للأسف لا يمكن تحقيق هددفين عظيمين دفعة واحدة والمرض المزمن يحتاج علاجه لجراحة مؤلمة ذات أثر سيء يمتد طويلا. ثم أن التخلص من الأصولية قد يقود الى التخلص من الديكتاتورية والعكس ليس صحيح. حقيقةً ان الانسان الحر تماما من الصعب ان لم يكن من المستحيل أن يكون سعيدا في هذا العالم. الانسان الواقعي، وهو القادر على أن يتعرى فيبيع كساءه ليشتري طعامه، يمكن أن يكون مسرورا في هذا العالم. طيلة العام المنقضي شعرت أن كل الدماء والمعاناة التي مر العالم العربي بها في الأربع سنوات الماضية لم تذهب هدرا وحسب؛ بل اخذتنا للأسوء، لكنني الآن اعتقد أننا لسنا في الطريق بل حققنا فتحا مبينا، ما تبثه الكثير من الفضائيات - قناة القاهرة والناس مثلا وأخص بالذكر برنامج اسلام بحيري، رغم انني لا أتفق مع الكثير منه – لم يكن يتوقع أن تجرؤ قناة ناطقة بالعربية – عدا قنوات التراشق الديني - ولو كانت تبث من جبل قاف أو جزر الواق الواق على قوله منذ سنتين لكن ذلك حدث. التغير يحدث بشكل سريع ويزداد تسارعا. لقد كان نقاش الشأن الديني حصرا على القنوات الدينية وتراشقاتها التي يقوم بها رجال دين مختلفي المشارب ولكنه ممنوع على العلمانيين تماما بل ان مواقعهم المتواضعة على الانترنت كانت تُغلق. اما الآن فقد صار للعلمانيين صوتا مسموعا وبقوة. أما أماننينا الواسعة في 2011 فكانت طفولية فالخير لايأتي كله دفعة واحدة هكذا؛ بل يتطلب معاناة طويلة والكثير من الصعود والهبوط ورغم كل ذلك فهو لا يأتي كاملا أبدا في الكثير من الحالات. بالتالي فان التخلص من كابوس التفكير الاسلامي التقليدي الممتد منذ أكثر من 1200 سنة، ليس فقط ما يسمى بالاسلام المتطرف بل كل فكر اسلامي لا زال يفكر بفرض قوانينه وفضيلته كما تصورها واستقاها من أي نص يعتبره مقدسا سواء كان هذا الفرض بالقوة العنيفة أو الناعمة، هذا التخلص الذي أعتقد أنه أصبح في متناول اليد تماما يمكن اعتباره نصرا كبيرا وأن تضحيات شعوبنا أثمرت وأينعت فالعام الاسلامي عام 2030 لن يشبه ما كان عليه لمدة 1200 سنة أو أكثر.
#محمد_شرينة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثورة فعل انهدام
-
لا يُمكن التعلم من نبي
-
معرفة الله
-
العلمانية تخدم الدين في الأساس ثم الدنيا
-
غروب وزوال
-
هل الوعي فوق كوني؟ مسيرة الدين والعلم مع الفكر الصوفي
-
سوريا؛ يخسر الأقوياء ويختفي الضعفاء
-
زيادة السكان مشكلة المنطقة الأهم
-
الديمقراطية ليست حكم الأكثرية
-
الطيران
-
بستان التفاح والإبداع البشري
-
الروح
-
التوحيد بين الايمان والالحاد -سر التثليث-
-
المفقود
-
دين التقدم
-
الإعجاز بين الفهم واللافهم
-
الإله كصديق
-
تحول أسلوب السلطة في الإسلام بعد فتح مكة وتأثيره على الإسلام
-
سأغفر لله
-
قيمة الدين بشكله القديم
المزيد.....
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال
...
-
الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت
...
-
تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ
...
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|