|
في فلسطين الاطاحة بالنظام أم برأس النظام ؟
طلال الشريف
الحوار المتمدن-العدد: 4704 - 2015 / 1 / 29 - 22:41
المحور:
القضية الفلسطينية
النظام معطل وعاجز عن تحقيق الوحدة وعودة غزة وإنهاء معاناة أهلها هذا إذا كان هناك أصلا هدفا لإنهائها لدى أي من المنقسمين والمنقلبين أو حتى أي حزب أو جماعة على الخارطة السياسية الفلسطينية. هناك جزء من الفلسطينيين يريدون عودة غزة ولا يريدون حماس في الحكم وهم لا يريدون الفوضى وضعف الحال الفلسطيني وهناك جزء آخر في غزة بنظرة سطحية للوظائف بعد أن صادرت حماس الوظيفة العمومية واحتكرت التجارة لحمساوييها. للأسف المؤسسة الرسمبة وغير الرسمية الحكومية وغير الحكومية طرأ عليها تغييرات أنانية شخصية حادة وتزداد حدة في وقت بهتت فيه اهتماماتهم بالصالح العام والجمهور ولم تعد لديهم الروح الوطنية والثورية التي تدفعهم للمشاركة في التغيير وجلسوا كالمتفرجين على الحياد ينتظرون ما ستؤول اليه الامور ويحافظون على مكاسبهم في ظل الانقسام. هناك جدل كبير في جماعة الناس التي تسمى بالشعب الفلسطيني وعلى رأسها سؤال كبير يقول هل الاطاحة بالنظام أم برأس النظام هو الحل ؟ بعد أن غدت المصالحة ليس حلا ممكنا وان حدثت فستعيد ترتيب عناصر الأزمة ويتواصل التدمير للذات والمجموع. لا فائدة لتكرار الشخيص مادام العلاج غير متوفر والجميع يعرف التشخيص ونتائج إزمان المرض والمضاعفات غير المرتجعة التي أدت لضمور الحياة الفلسطينية بكل أبعادها وقد يكون الطريق إلى الاستسلام الكبير والهزيمة النهائية للمشروع الفلسطيني في سابقة تاريخية فريدة وهنا لا حاجة للمأزومين المأزمين من استلال سيوف الادعاء بأننا صامدون وهي حكاية لم تعد تفيد في الوضع البائس والخطير الذي أوصلتنا إياه ثلة من فطاحلة السياسة من رأس النظام إلى أقدامه. إهدأو أيها الحالمون كذبا بأنكم رجال سياسة وثقافة ومجتمع فسراويلكم مخزوقة بالفشل وعقولكم وسلوككم ﻻ-;- يتناسب مع القدرة على الخروج من المأزق والمأساة التي كانت من صنعكم بعد الاحتلال حيث للمرة الأولى يفقد شعبنا الفلسطيني البوصلة ونظامه يتعفن منذ ثماني سنوات وهو في حالة تحلل. محاولة استعادة الاحترام والالتزام من شعبنا تجاه حكومة التوافق ورأس النظام والاحزاب الفاشلة دون رضى الشعب ومساندته باتت في الميزان وبلغ شعبنا اللحظة التي لم يعد ممكنا فيها للاستماع لكم والسير واءكم . هذا النظام بكل معارضيه ومواليه ومؤيديه بات يحتاج إلى ثورة وتغيير ليس فقط بالاسماء بل بتجديد الفكرة والنهج والشخوص بالمجمل والقطع وكلكم تعرفون أن الشعب قد رفضكم ولكن الحديد والنار التي لا ترحم منكم تؤجل قدرته على اسقاطكم وحتما سيسقطكم. هذا النظام الذي يحمل تناقضات واحتلافات مرضية لا يعكس مفاهيم علوم السياسة والاجتماع في التعددية المفيدة كما هو معروف بل تعكس تعددية كيس المال السياسي البغيض التي ليس لها علاقة بواقع الصراع وما تظهرونه من وجه مزيف لتحرير فلسطين يتناقض تماما مع ما تفعلونه بشعبنا وقضيتنا . في فلسطين دوامة تناقضات صارخة تعطل الوحدة والوصول للهدف أولها عدم توفر ارادة للاحزاب والسياسيين وكلكم تحملون اجندات الدافع والممول. لا إرادة حقيقية لشعبنا فهي مصادرة بقوة سلاحكم وغطرستكم من نظام متهالك يدعي الجميع فيه حرصه على الانضباط كذبا وشفاهة وينفذ سياسة حزبه التي عبثت وتعبث في مكونات هذا النظام نحو الفوضى والدمار وأخطرهم من يدعو لتأجيل الانتخابات أقوى مطالب شعبنا ومستحقاته وتأجيل المؤجل إلى أجل غير معروف. هذه الحالة القائمة على الالتباس والكذب والجهل لابد أن تنهار على رؤوس صانعيها في لحظة ما وقريبا وهذا الاحتقان والاستنكار الشعبي بلغت ذروته وضخامته درجة لا ولن يستطيع عباس وحماس والنظام السياسي بمجمله الاستمرار معها وقتا طويلا. المنطق العنيد الخاص بمعاناة الناس بدأ يعبر عن نفسه فعلى مدى الشهرين الماضيين فقدت حكومة التوافق ومن شَكَلها حظوتها واعتبارها وانضمت لطابور القادة الفاشلين السابقين ونزل الناس للشارع في كثير من المناسبات ليعبروا عن التذمر ولم يعد الصبر لتذليل الخلافات بين عباس وحماس وباقي المكونات كاف فقد استنفذ الشعب الصبر ولم ولن تعود محاولات التسكين بزيارة أو التلاعب بالكلمات وتبادل الردح والاتهامات واجتماعات الفصائل مجدية بعد أن توقفت الجماهير عن الاصغاء والثقة في المجموع. الجماهير تزداد أعدادها في الاصغاء لمن يتحرك من أجل الانقاذ والتغيير والحراك الفتحاوي خير دليل على ذلك في تنظيمه وينتظر الاخرين للتحرك لتغيير الحال معه. أما الاجابة على السؤال المطروح هل اسقاط النظام أم رأس النظام هو الحل ؟ نقول في الحالتين مخرج للازمة أما في حالة اسقاط النظام بما فيه حماس يتطلب ثورة يشارك فيها الثوريين عند تركهم أحزابهم الفاشلة ويتعاونوا على قلب الظاولة ومعهم شعبهم وهذا ليس مستحيلا وأما اسقاط رأس النظام فالمطلوب بعد التحرك والحراك الفتحاوي أن تدعم الاحزاب الوطنية وتقف بجانب الحراك للاطاحة بعباس ورفع الغطاء عنه وهذا أيضا ليس مستحيلا .. هل تقرأ الاحزاب الواقع جيدا؟ 29/1/2015م
#طلال_الشريف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نداء فلسطين ... جبهة موحدة .. إنذار آخر
-
الحراك الفتحاوي إلى أين ؟
-
بعد الحرب (9)
-
بعد الحرب (8)
-
بعد الحرب (7)
-
بعد الحرب (6)
-
بعد الحرب (5)
-
بعد الحرب (4)
-
بعد الحرب (3)
-
بعد الحرب (2)
-
بعد الحرب (1)
-
لا نحتاج مبادرات ولا مفاجآت أيها الرئيس
-
عباس أكبر الخاسرين
-
غموض بدء المصالحة هل كان اللغز الذي أطاح بأصحابها
-
اليوم بدنا نحكي بالبلدي وعالمكشوف
-
قطر تحكم فلسطين وتفصل كوادر فتح
-
المشهد القادم في غزة
-
لن يلتفت شعبنا لخزعبلات الرئيس بعد اليوم
-
أي حكومة ينتظر الشعب الفلسطيني
-
صبرا فالمصالحة التوافقية ليست فعلا ثوريا
المزيد.....
-
لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق
...
-
بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
-
هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات-
...
-
نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين
...
-
أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا
...
-
الفصل الخامس والسبعون - أمين
-
السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال
...
-
رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
-
مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|