أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هاشم عبد الرحمن تكروري - الله والتفكير














المزيد.....

الله والتفكير


هاشم عبد الرحمن تكروري

الحوار المتمدن-العدد: 4704 - 2015 / 1 / 29 - 21:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الله والتفكير
هل الله عزوجلَّ بحاجة للتفكير؟ سؤال لعله توارد على ذهن بعضكم كما ورد على ذهني، أقول وبالله المُستعان، إن التفكير هو الأداة الأكثر رُقيا التي يمكن لإنسان أن يمارسها ، وهي التي تميز ما بين الإنسان وغيره من الكائنات الأُخرى، وعندما نريد أن نصف إنسان بأعلى درجات الوعي العقلي نقول أنه إنسان مُفكر، والمفكرون هم الذين يقودون الأمم سواء على الصعيد الفكري المحض أو الفكر التجريبي المؤدي إلى أدوات ملموسة كنِتاج لهذا التفكير، والتفكير نفسه هو الدال الأكثر وضوحاً على محدودية الإنسان وعدم اكتمال معرفته العلمية، فالتفكير يكون إمّا لحل مشكلة ما تواجه الإنسان، أو لإيجاد أدوات جديدة تُعينه على الحياة، وهو وسيلته للتخلص من قصوره الملازم له إلى الكمال البشري النسبي، والتفكير لا غنى عنه للإنسان فبدونه يصبح كائن متقوقع وغير قادر على وضع الحلول المناسبة لما يواجهه من مشاكل وتعقيدات في الحياة، ونخلص هنا أن الأداة الأكثر رقياً التي يستخدمها الإنسان وهي التفكير إنما يستخدمها للتخلص من القصور الذي يعتريه، وهي بالتالي تدل على أن الإنسان يبقى محدود القدرات والطاقات وأنه بحاجة للتفكير كأداة للرقي في نفسه.
إذن ماذا عن الإله؟ إن نظرة بسيطة لإمكانيات وقدرات الإله اللامحدودة، والتي يمكن رؤيتها في كل فمتوميتر في الكون لهي الدالة أن هذا الإله يمتلك من القدرات الفكرية ما لا يمكن قياسه ولا وصفه إلا باللغة المعبرة لنا عن عجزنا نحن كبشر ألا وهي أن علم وقدرة الإله لامحدودة، وهذا يُبنى عليه بالتالي أن الله عزوجلَّ صاحب علم مطلق وقدرة مطلقة وهو بهذه الصفات ليس بحاجة للتفكير لأن التفكير- وهي أداة تدل على رقي البشر- تصبح أداة عجز بحق الله وحاشاه من ذلك، لأن من يتمتع بصفات الكمال لا يعجزه شيء يؤدي به إلى البحث عن حلول أو التفكير بوضع يكتنفه القصور للعمل على إتمامه، وعلم الله المطلق من معانيه تساوي الماضي والحاضر والمستقبل امامه، فما هذه المُسميات إلا كأداة للإحساس بالزمن عند البشر لا عند الله، فالإحاطة بكل شيء وهي من الصفات الثابتة لله تجعل من المطلق لوحة صغيرة امام ناظري الله، وامّا ما يتجدد ويحدث فهو خاص بالبشر، فالله عالم بما لم يكن وبما سيكون، وبما مالم يكن لو كان سوف يكون، ولهذا نرى أن الله عزوجلَّ ليس من صفاته التفكير ، فالتفكير صفة رقي للبشر دالة على قصورهم، وصفة قصور لا تجوز بحق الله.



#هاشم_عبد_الرحمن_تكروري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف والفعل
- الفاعل والفعل والمفعول به
- سلسلة نثريات السجن(16)، مجدو
- سلسلة نثريات السجن(15)، الحزام
- سلسلة نثريات السجن(14)، قلم وورقة بيضاء
- قصة من بلاد القفقاس
- سلسلة نثريات السجن(13)، هدريم
- سلسلة نثريات السجن(11)، هدى
- سلسلة نثريات السجن(12)، سجن الدامون
- رسالة إلى رئيس وزراء حكومة تسيير الأعمال في رام الله
- الإسْتِخْرَاءْ العالمي للعرب؛ لماذا؟
- سلسلة نثريات السجن(10)، حياة جديدة
- سلسلة نثريات السجن(9)، ثورتي
- -إنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ ... وَظُهُورَ الْقَلَمِ-
- سلسلة نثريات السجن(8)،مشهد درامي
- صناعة الأعداء
- سلسلة نثريات السجن(7)، معادلة بسيطة
- إن مشيئة العبد تتناسق تناسقا كليا مع مشيئة الرب
- سلسلة نثريات السجن(6)، أخي سلام أرسله إليك
- المُسْتَهْبِلونَ والمُسْتَهْبَلِينْ


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هاشم عبد الرحمن تكروري - الله والتفكير