|
ما يتحدّد به النص عن اللانص... وقفة مع اعتبارات ومعايير شائعة
سعد رفعت سرحت
الحوار المتمدن-العدد: 4704 - 2015 / 1 / 29 - 00:02
المحور:
الادب والفن
النصيّة, اعتبارات ومعايير ((يتميّز من خلالها النّصّ عن اللانصّ))(1)أو هي مقوِّمات تناط بها الحكم على العمل اللغوي ،وغير اللغوي كذلك ،بأنّه نصّ، نظراً لاشتماله على مجموعة من المزايا البنائية والشكلية، أو الجمالية والفنية، أو الثقافية والاجتماعية. للنص مفهوم يفتقر الى أقدام ثابتة نظراً لاستوائه على أرضية وعرة قوامها اختلاف الرؤى والتصورات، الأمر الذي يجعل منه مفهوماً ملتبساً وعائماً يَسلبه خصيصة الثبات والاستقرار .ولكن ، في المقابل، يكسبه مرونة كافية تؤهله لأن يدخل ((ضمن تصورات نظرية ومنهجية مختلفة))(2).فإلى هذا الحدّ نصل الى استنتاج سابق لأوانه في هذا المقال، والذي يبرّر سبقه هو أنّه مُسَلّمَة ،مسلّمة تقول: إنّ الحكم بنصيّة النص أمر نسبيّ ، لطالما كان زمام النصّيّة في يد تصوّرات ورؤى مختلفة ، فقد تحدّدُه الأمزجة والموجهاتُ الثقافية التي تختلف من ذات الى أخرى ،ومن ثقافة الى أخرى، فالعمل ربما عُدّ عند واحد نصّاً، وعند آخر غير ذلك ،وعند طبقة أو شريحة نصّا ،وعند أُخريين خلاف ذلك، وربّما اعتُرف بنصيته في ثقافة ما ، و عدَّ في ثقافة أخرى خلاف ذلك. فالنصية، بناءً على ما تقدَّم، تتعكّز على اعتبارات نسبية ،مهما أظهرت هذه الاعتبارات من الدقَة والمنطقية ،إثْرَ تحصّنها بمرتكزات علمية رصينة. أخذت الرؤى والتصورات ،في الآونة الأخيرة، تتساجل وتتداخل في سبيل طرح معايير واعتبارات مقنعة لنصية النص ،وذلك بالاستناد الى مناهج ترفدها أسس ومنطلقات نظرية تجهد لأن تجعل للنصّ علماً خاصّاً به. ولكن ، في المقابل ، نجد مجموعة من الاعتبارات الشائعة والبديهية ما تزال تفرض نفسها بقوة ، على الرغم من أنّ من بينها اعتبارات هشّة لا تستند على أسس رصينة، ولاسيما وأنها اعتبارات لا تعدو أنْ تكون رواسب ثقافية ترسّخت في الوعي الجمعي وتمكّنت منه، فهي لذلك ما تزال ثابتة في الوعي الأدبي العام ،يعتمدها حشد غير قليل من المختصين باللغة والأدب ، بحيث ظلّت هذه الاعتبارات تزاحم طروحات علم النصّ، بل ويعلو صوتها عليها ،نظراً لما لها من قوّة تداولية كبيرة، ومن مقبولية واسعة، على ما يتضح عند الحديث عن (الثقافة )و(التنظيم الداخلي)و(الفصاحة)و(وشهرة المؤلف)و(الاعتبار الزمني) .كما أنّ من بينها ،أيضاً ، معايير تستند الى أسس نظرية رصينة ،الّا أنها أسئ فهمها ،لأنها بحاجة الى توضيح، وذلك مثل اعتبار (تجاوز نطاق الجملة)،أو أنّها سيقت -عند مجموعة من النقّاد - كمعايير حتمية، ، مع أنّها ،في الواقع ،نسبيّة ،وذلك مثل (الكتابة)و (التناص) . لنا هنا أن نقدّم لمحة عمّا يتحدّد به النص عن اللانص في العرف العام ،وذلك من خلال جملة من الاعتبارات البديهية المعتمدة في تكريس هذا الحكم قديماً وحديثاً. مع مراعاة أنها ليست نهائية، الّا أنها مهمة ومعروفة أكثر من غيرها ،فقد اعتُمدت ،قديماً وحديثاً، في تكريس هذا الحكم، بل يكاد يكون أغلبها ثابتاً في الوعي الأدبي، كما قلنا، على الرغم من أنّ الإقرار بحاجتها الى المزيد من النظر أمر في غاية الاستقامة والمنطقية، وهي فضلاً عن كلّ ذلك اعتبارات متشابكة يغطي ويستوعب بعضها بعضاّ ،وهنا سنقف على كلّ اعتبار بما يأتي: (1)- الثقافة . الثقافة - من فيض ما قيل عنها وفيها – مكوَّنةٌ من مجموعة من النصوص (3)، ولأنّها كذلك ،فمحال أن تعتمد الثقافة أعمالاً تخالف أنساقها، أو أعمالاً صالحة لأن تكون مشروع تهديمها .بهذا يكون الاعتبار الثقافي جماعَ كلّ الاعتبارات ،إذ يستوعبها جميعاً، فالثقافة ،بما لها من سطوة وبما لها من جبرية على نفوس أهلها ووعيهم، أساس كل الاعتبارات، بل انّ الاعتبارات الأخرى أغلبها ،ممّا سنأتي عليها ، ما هي إلّا حجج وأدوات تسخّرها الثقافة في لعبة الانتقاء : تختار بها ما تشاء من الآثار ،وتقمع بها ما تشاء لتلقيه في دائرة اللانص ،ذلك أنّ((ما ترفضه الثقافة وتنفيه لا يقع في دائرة النصوص ،وما تتلقَّاه الثقافة بوصفه نصاً دالاً فهو كذلك))(4) فالاعتبارات الثقافية، في الغالب الأعم، تأخذ مسحة إطلاقيّة ،و تحدّد النصّ على وفق المنظور الايديولوجي الذي ينطوي عليه العمل ،فان توافق المنظور مع المنظومة الثقافية ،تبنّته الثقافة نصّاً واحتضنته بعناية ،وان لم يوافقها واجهته بسيل من أدوات الشجب والادانة التي تكون كفيلة بقمعها. وعلى أيّ حال ((فما دام النص له مدلول ثقافي فانّه يُحتفظ به ويخشى عليه من الضياع))(5) ،.وكما تقدّم قبل أسطر ، فإنّ عملاً ما ربما نال في ثقافةِ ما النصيّة ،وفي ثقافة أخرى لم يحرُزْها ، بل وربّما عُدّ العمل في هذه الثانية ضرباً من الهوس و الاسفاف والمجانية ،لأمرِ أنّ ((من وجهة نظر ثقافة معيَّنة تظهر الثقافات الأخرى كخليط من الظواهر العشوائية))(6).كذلك ،فإنّ عملاً ما ربما عدّ عند واحد نصّاً لاحتوائه على مضامين تلامس ثقافة هذا الواحد ،ولم تعد عند آخرٍ نصّاً لأنّ هذه المضامين انزاحت عن أفقه الثقافي ،ولاسيّما وأنّ الثقافات - القديمة منها خاصة - تركن الى النظر في الأبعاد الثقافية التي يحملها النص ،بما ينسجم و يأتلف مع الأنساق المسيطرة والشائعة فيها ، ففي التراث العربي أمثلة من هذه الاعتبارات في الحكم على الأعمال الأدبية، فنظرية عمود الشعر(7)، وما احتوته من مقوّمات ،قابلة لأن تنهض على أنها معايير معتمدة في الحكم على نصية العمل الشعري عند شريحة عريضة من الأدباء، فتلك المعايير كانت تعبّر عن وجهة نظر الثقافة العربية ،من خلال أنّها انبنت على مألوف العرب في أشعارها، فوجهة النظر هذه هي التي أملت على ابن الأعرابي - مثلاً- ألّا يعدّ قصائد أبي تمّام الطائي(ت شعراً(=نصّاً)ولو كان الأمر غير ذلك ،لكان ما قالته العرب باطلاً(8). على أنّ هذه الاعتبارات قد لقيت من المزاحمة والرفض ما يجلَّان عن الذّكر، ،فشعر أبي تمام انزاح عمّا عهدته العرب في أشعارها ،لذا لم يعدّ نصّاً عند ابن الأعرابي وطبقته ، لأنّه لم يتوافق مع أفق توقعاتهم، على حين كان عند طبقة أخرى، تناوئ ابن الأعرابي و مشايعيه، نصّاً، لأنّه جاء متوافقاً مع أفق توقعاتهم ، ولنكونَ أكثر صراحةً نقول: توافق شعر أبي تمام مع الإيديولوجية المتبعة من هذه الطبقة ،ولم يتوافق والايديولوجية التي يدين لها ابن الأعرابي وطبقته بالولاء. هذا ،ولتصورات لا تختلف عمَّا هي عند ابن الأعرابي ومشايعيه ،نظراً الى أنها جميعاً تستقي من معين واحد ،نرى أنّ أعمالاً أدبية قد حظيت ،في التراث، بقبول المؤسسة الثقافية ،في الوقت الذي لم تعترف فيه هذه المؤسسة بأعمال لها ما لها من قيم ومضامين حضارية، فكان أن ((أهمل النقد الادبي والبلاغي أعمالاً ثقافية مهمة كألف ليلة وليلة والقصص الشعبية والسير والأحاجي والألغاز والأخبار و النوادر وملح الأعراب والكثير من الشعر الذي رفضت أكثرية الرواة تدوينه))(9)لا لشيء الّا لأنَّ هذه الأعمال ،بما تحتويه من أفكار ومضامين، تخالف ما ترتضيه المؤسسة الثقافية ،ومن ثمّ ألصقت بها المؤسسة من العيوب والمثالب ما ينأى بها عن أن تكون في عداد النصوص ، فألف ليلة وليلة - مثلاً-((حسب وجهة نظر الثقافة الكلاسيكية لم تكن تعتبر نصاً. كان ينقصها التنظيم الداخلي الذي يحدّد النص))(10) .على حين عدّ أعمال الجاحظ نصوصاً مع أنها مفتقرة لسمة التنظيم أيضاً، من جانب أنّ الحسَّ الموسوعي لم يكن مستساغاً ولا منسجماً مع مألوف استقبال العرب للنصوص، وحسب تلك الثقافة الكلاسيكية ،أيضاً، لم تعتبر ألف ليلة وليلة نصاً ،بحجة مضامينها المشينة الداعية للفساد والاباحية ،وهي في مقابل ذلك تواطأت مع مجون أبي نواس ،الذي كان نديماً وخير قرين للأمين العباسي .وكذا حسب تلك الثقافة لم يعّد الكثير من تلك الأعمال نصوصاً ،بدعوى أنّها لا تتمتّع بالسلامة النحوية وشروط الفصاحة، على حين عدّت الأمثال العربية (11) ،التي وصلت الينا وأغلبها جاءت على علاَّتها النحوية ، نصوصاً وتسنَّمت عرى النصية ،وحظيت بقبول المؤسسة(=السلطة) فاحتضنتها أدبيات التراث من لغة وفقه وتاريخ وفلسفة وعلم الكلام... . وبهذا لم تتمكَّن تلك الأعمال ذات المضامين العبقرية أنْ تكسب رضا النسق المؤسساتي(السلطوي) الذي ((تمكّن من الثقافة وسيطر على كلِّ قيمها الذوقية والعقلية))(12). ومن هنا كان الكشف عن الأسباب التي حالت دون الاعتراف بهذه الأعمال، وجبة سائغة على مائدة (النقد الثقافي)الذي تمكَّن من النظر مليَّاً في ما أهمِل قديماً من الأعمال ،على أساس احتوائها على مضامين وقيم وأصداء وموجهات غير متآلفة مع الأنساق المسيطرة آنذاك ،فوظّفت هذه الأخيرة حواجز شائكة ، ترسَّخت وأضْمِرَتْ في الوعي الأدبي والثقافي، فحالت دون اعتبار تلك الآثار نصوصاً، ومن هنا كان مهمَّة الكشف بل التنقيب عن هذا المضمر ملقاةً على عاتق أصحاب النقد الثقافي ،بغية إعادة الاعتبار لتلك الاعمال من دون المبالاة بما قاله النقد القديم ،لأنّ النقد آنذاك كان معبِّراً عن وجهة نظر شبه رسمية (مؤسساتية)قامت على تقديس نوع أو أنواع من الانتاج الثقافي ،وأهملت نوعاً أو أنواعاً أخرى ما كان لها أن تهملها(13). (2)-اعتبار زمني (صراع القديم والحديث) وقد جئنا ،عند الحديث عن الاعتبار الثقافي ،على شيء منه ،فالاعتبار الزمني لا يعدو أن يكون من إفرازات أحد هذين الاتجاهين داخل كلّ ثقافة: اتجاه يتعصب للقديم ،وآخر ينتصر للجديد على حساب القديم .فهذان الاتجاهان لا تخضع اعتباراتهما وحججهما للموضوعية أكثر من خضوعها لدوافع تنجح - ربَّما مرحلياً- في إثارة النفوس عبر خلق سياقات عاطفية تؤلّب النفوس على ما لا ترتضيه من النصوص، من دون أدنى تروِّ لمضامينها. فالانتصار للقديم عقدة مرحلية تزول بزوال من يعانونها داخل ثقافة ما ،ذلك أنَّ اتجاه الثقافة قد يختلف ((في اختيار النصوص من مرحلة تاريخية الى مرحلة تاريخية أخرى ،فتنفي الثقافة ما سبق لها أن تقبَّلته، وتتقبَّل ما سبق لها ان نفته من النصوص))(14).وكذا الانتصار و التعصب الأعمى للجديد ،فإنَّ فيه هدراً لتألّق القديم، و هدراً لما يحتويه من جوانب مشرقة من سمات فنية وقيم ثقافية. فالاعتبار الزمني ليس أساساً موضوعياً يُؤمن له جانب للتمييز بين النص واللانص ،إذ النصوص لا ترتبط فقط بالفترة المعاصرة ،كما أنَّ الأعمال القديمة تتضمَّن نصوصاً, وكثير من الأعمال المعاصرة لا تعدُّ نصوصاً(15) ،وهذا ما أشار اليه رولان بارت ،حين جعل هذا الاعتبار خارج حدود تمييزه بين النصّ والأثر ، يقول بارت:((ويجب ألّا نترك العنان لأنفسنا لنقول : إنّ العمل كلاسيكيّ والنص طليعيّ لأنّ الأمر لا يتعلق بإنشاء جائزة فظة باسم المعاصرة ولا بإعلان بعض النتاجات الأدبية في النص وأخرى خارجة عنه بسبب وضعها الزمني، اذ نستطيع أن نجد نصَّاً في أقدم الأعمال، وأنَّ كثيراً من الأعمال الأدبية المعاصرة لا حظَّ لها في النصّ))(16). (3)-شهرة المؤلّف تناول الدكتور عبد الفتاح كليطو هذه القضية تحت ما سمّاه ب(المؤلّف الحُجّة)منتهياً الى أنّ كثيراً من النصوص لا يعترف بنصيتها إلّا إذا كانت صادرة عن مؤلف معترف بقيمته ،تشهد له الأوساط بإنتاج النصوص ،إذ ليس بإمكان أيٍّ كان أنْ تُعتبر أقواله نصوصاً ،فإذا كان الكلام لا يحصى فإنّ النصوص نادرة (17).ولعلّ هذه القضية - كما يشير كليطو- أثارها ميشيل فوكو في مقال له بعنوان:(ما معنى المؤلف).فحسب فوكو أنّ حقيقة وجود خطاب له مؤلف - سواء كان وجوده بالاسم أم من خلال شخص ما يشير الى أنّ هذا الخطاب كتبه فلان- يقول فوكو: إنَّ هذه الحقيقة تثبت أنَّ هذا الخطاب ليس من كلام الحياة اليومية العادية ،و ليس شيئاً قابلاً للاستهلاك السريع ، بل على خلاف ذلك فهو كلام لا بدّ من أنْ نتلقّاه بطريقة مختلفة ، و لا بدَّ في ثقافة معينة أنْ يحتلَّ مكانة معينة(18). على أنّ هذا الاعتبار، على الرغم من حضوره الحي وتفعيله في الحكم على نصية العمل، لا يشكّل حقيقة نافذة بغيرها لا يمكن تكريس هذا الحكم ،وفوكو ينصّ على هذه النسبيّة ، إذ لا تؤثّر وظيفة-المؤلف ،لديه، في كلّ الخطابات بطريقة واحدة ومطّردة ،لقد أتى حين من الدّهر حين تمّ قبول النصوص التي نسمِّيها اليوم أدبيّة ، وتمّ وضعها قيد التداول وثبُتتْ قيمتها من دون التساؤل عن مؤلفيها ،ولم يسبِّب عدم وجود مؤلف أيّة صعوبات ،لأنّ قدمها(انظر كيف أنّ التعصب للقديم يصرف الأنظار عن أن تقيم وزناً للمؤلّف) يقول : لأنّ قدمها كان ينظر إليه على أنّه ضمان كافٍ(19). كذلك نضيف هنا : أنّ ثمَّة أعمالاً أخرى أضلّت مؤلفيها ،وفي كل عصر تقريباً ،مع هذا بقيت موضع عناية ،ونظِرَ اليها بعينٍ لا تختلف عمّا ينظر بها الى تلك النصوص التي تنسب لمؤلفيها، فقد وجدت ضروباً من العناية، سواء بالغناء أم بالاستشهاد أم بالتمثيل أم بالدراسة ،وذلك بفضل ما فيها من خصائص فنية وجمالية ،وقيمٍ ثقافية وقفت بوجه الزمن ،فانتشلتها من آفة النسيان ،وألقتها في مركز دائرة النص، وهي تزاحم نصوصاً لمؤلفين (حُجَج). فشهرة المؤلف ، بل ووظيفته كذلك ليستا مطلقتين بحيث يتوقّف عليهما نصية الأثر، إلّا أنّ وظيفة المؤلف عون وفاعلية على تحقيق سمة الثبات للنصّ وخروجه من طائلة التغيير والتبديل، و بخاصة في النصوص الشفاهية ، كما أنّ فَقْدَ النصِّ مؤلفَه يجعل من جهد القارئ شاقّاً ،إذ ما ينفكّ هذا القارئ يستدعيه بغية تكييف منتجه لسياقه ،وهو سياق لا يستقيم ،في الغالب، إلاّ بالمؤلف . بل وربّما تؤول ممارسة القراءة- في أحايين- الى ((لعبة اعادة اكتشاف المؤلف))(20). (4)-التنظيم الداخلي رأينا معاً كيف أنّ هذا الاعتبار قُدِّم حجة قوية على عدم تقبّل ألف ليلة وليلة في الثقافة الاسلامية ،بدعوى أنَّها ينقصها التنظيم الداخلي الذي يحدّد النص، ولذا لم تخرج عن دائرة اللانص، فافتقار الأثر الى التنظيم يعني عدم استجابته للتفسير والتأويل ،بل انّ انعدام ايجاد تفسير للأثر يشكّل سبباً كافياً لعدم اعتباره نصّاً(21).فالوجهة هذه ما تزال ذات حضور حيّ في الراهن، عند من لا يجد في أثر ما تنظيماً معيّناً، فيعجز عن إيجاد تفسير له، وهذا ما يمكن ملاحظته - مثلاً- في موقف المتزمّتين بالقديم من قصيدة النثر . والجدير بالعناية هنا أنّ نحاة النص وجدوا أنّ أعمالاً كثيرة تعتريها انحرافات عن النسق المألوف، مضحية بالشيء الكثير من مستلزمات الصحّة والتنظيم ،إذ قد تأتي عبارة عن أصوات مبعثرة تمنع أن تكون قضية ،فالكاتب أو الشاعر ،ولاسيّما الشاعر ،لا يلتزم أحيانا بقواعد الترتيب ،فيبدو عمله جملاً مفكّكة أو مبعثرة لا يجمعها جامع ، إلّا أنّ ترابطه متحصّل من تفاعل المعنى في العمل تفاعلاً داخلياً خبيئاً(22)يثير حساسية المؤول الذي بدوره يعيد الترتيب والتناسب لما هو مبعثر ومتفرّق، ويحقّق للعمل استقامته وانسجامه من خلال إيجاده المنطق الرابط بين تلك الأشتات المبعثرة ،وعندئذٍ ينال هذا العمل ،بفضل نجاعة التأويل، نصيته ((تبعاً لأهداف المؤول))(23)الذي يلوح وكأنه ((يمارس نوعاً من الإبداع في اكتشاف تلك الروابط الخبيئة))(24). هذا ،ثمّ إنّ التنظيم -على أهميته- ليس كافياً لأنْ يحقّق للعمل هذه الغاية لوحده ،من دون أن يأتلف مع خصائص أخرى ،وإلّا فكثيرة تلك الأعمال المتوفّرة ((على تنظيم معيّن ،إلّا أنّه تنظيم لا يحمل بعداً ثقافيّاً ،أي لا تنطبق عليه مجموعة من الخصائص النوعية :فنية وجمالية ،والتي اتّفق على كونها معياراً للنصّيّة من اللانصّيّة داخل نسق ثقافي محدّد))(25)أو عند مؤولٍ له حضوره الواعي المنتج في المعترك الأدبي والنقدي والثقافي. (5)-الكتابة إنّ كون العمل ، في الثقافة الكلاسيكية الشفاهية، يعدّ نصّاً بمجرّد دخوله حيّز التدوين ، وكون عدم تدوين الأثر في الثقافات الشفاهية يعني الدفع به الى دائرة اللانص، هذان السببان دفعا بالمؤسسة الثقافية الى أن تستغل التدوين وسيلة تشجيعية ضاغطة لأنْ يأتلف النتاج الثقافيّ والأدبي مع أنساقها ويساير أهدافها ،بحيث يترسّخ في نفوس الأدباء أنّ ما لقيصر لقيصر والويل والثبور لعملٍ يقترب منه، وأنّ ما للفن للفنّ فلْيصنع فيه الأدباء ما شاءوا وما اشتهوا . تضفي الكتابة على العمل صفات الديمومة والتنظيم والحكمة والدقّة والفرادة ،بما يجعل من المكتوب مقدّماً على الشفاهي من خلال أنّ((المكتوب - يقول بول ريكور- يحافظ على الخطاب ،ويجعل منه سجلّاً جاهزاً للذاكرة الفردية والجماعية .كما أنّ خطيّة الرموز تسمح بترجمة تحليلية تتميّز فيها كلّ السِّمات اللغوية المتتابعة القائمة بذاتها ،فتزيد بهذا من فعاليتها.))(26) ومن خلال - أيضاً - أنّ((الكاتب- يقول مايكل ريفاتر-أشدّ وعياً برسالته من المتكلّم.))(27)ولكن ، مع كلّ ما تتميّز به الكتابة من سمات إيجابية ،لا يمكن أن تكون شرطاً قطعياً لنصيّة العمل ،إذ (( لا يكفي أن يُكتب قولٌ ليصير نصّاً ،لا ينبغي أن ننسى أنّ النص يكون نصّاً حسب وجهة نظر ثقافة معينة ،ففي المجتمعات التي لا تكون الكتابة فيها منتشرة انتشاراً واسعاً ،يمكن اعتبار التدوين معياراً كافياً، إذ لا تدوّن إلّا النصوص ،وهذا ما حصل مثلاً في العصر الكلاسيكي العربي، أمّا في المجتمعات التي تنتشر فيها الكتابة انتشاراً واسعاً ،فإنّ التدوين ليس بالمعيار الكافي))(28). لقيت الكتابة تأكيداً منقطع النظير من لدن نقاد معاصرين ،نقاد بزنة رولان بارت وبول ريكور وجاك دريدا ،ممّن جعلوا الكلام المكتوب مركز ثقل في كل الانشطة الثقافية ،من جهة أنّ اللغة الأثيرية (=المنطوقة )تنسى نفسها دائماً ،على حين تظلّ الكتابة حافظاً أميناً، ومن جهة أنّها تقود الى المزيد من الكتابة الى مالا نهاية(29).ومع هذا لم يُقبل هذا التأكيد ، ولم يَشفع لأن يكون معياراً قطعيّاً يأخذ به العمل بعده الثقافيّ والنصّيّ ،يقول كلاوس هيشن: ((لا يفهم في ذلك تحت (نص)وثيقة مكتوبة فحسب ،بل كلّ تحقيق للغة يمكن ضبطه، أي مجموعة نشاطات انسانية سواء أكانت مكتوبة أم منطوقة أم على نحو آخر))(30) . فالكتابة اعتبار تدعمه مبرّرات علمية دقيقة، بيدَ أنّها((-فيما يبدو-غير كافية للتمييز بين ما هو نصّ وما ليس كذلك ،نحتاج ،إذاً، الى عناصر ثقافية مميّزة ،فالكلام شفوياً كان أم كتابياً لا يأخذ بعده النصيّ إلّا داخل ثقافة معينة ،بحيث ينضاف الى المدلول اللغوي مدلول ثقافي ))(31)يمكّنه من أن يعتمد نصّاً داخل ثقافة ما. (6)-القيمة الأخلاقية هذا الاعتبار معتمد عند من يرى أنّ أجلّ وظيفة للأدب هو خدمة الفضائل والمثل العليا فمثلاً أنّ ((العقل الفلسفي الذي حكم العالم القديم نظر الى النص الأدبي الفني في ضوء قيمته الايجابية أو السلبية من الوجود المثالي الذي صاغه فضاء العقل ،فقد ذهب افلاطون الى أنَّ الشاعر (فنان العصر الفلسفي)يبتعد عن الحقيقة مرتين لأنّه يستنسخ على مستنسخ))(32) وعند ذاك لم يحفل بأعمال الشعراء ولم يرحب بهم في جمهوريته. كذلك فإنّ أغلب ما لم تروِه الرواة ولم تدوّنه من الشعر العربي القديم ،يعود الى أنّ هذا الاعتبار وقف حائلاً دون ذلك ،فمع مجيء الإسلام بدأ الوعي بهذا الاعتبار يتبلور بقوة ،فتعاليم الاسلام غزت الميدان الأدبي ،وكانت ذات تأثير سلبي على هذا الميدان الذي قصّره الإسلام على((الجانب التوجيهي الأخلاقي))(33).و جعل للأدب ثوابت فكرية ومنطلقات عقديّة حادّة لا بدّ للأديب من أن ينطلق منها، وليس له مجانبتها قيد أنملة. على أنّ التراث الأدبي يكشف لنا عن ضيق الأدباء والرواة، ،بهذه الثوابت والمنطلقات ذرعاّ، ولهذا يقول الأصمعي تأييداً لذلك :((طريق الشعر إذا أدخلته في باب الخير لانَ))(34).وتأييداً لهذا الضيق ،أيضاً، أنّ كثيراً من الشعر الذي يفتقر الى الثوابت الأخلاقية قد احْتفِظ به ودخل حيّز التدوين ،نظراً لاشتماله على قيم بنائية وفنية وذوقية قوية متمكّنة من النفوس ،ومن ثمّ لم تقوَ السلطة من ردّها واهمالها. ولكن ،وفي مقابل ذلك، لقيت هذه النصوص أنواعاً أخرى من القمع والاهمال ، فالنصّ ((لا يُدوّن فقط بل يحرص على تعليمه ،فالمقررات المدرسيّة والجامعية لا تتضمّن الّا الأقوال التي تعتبر نصوصّاً ،أي الأقوال التي يجب الأخذ بها والاستشهاد بها والنسج على منوالها والعمل بمقتضاها ...))(35). ولذا لم تقم لها المؤسسة اعتباراً في مجالات وحقول المنظومة المعرفية ، فهي - مثلاً- أهملتها في الجانب التعليمي، وكذا لم تعتمدها أدبيات التراث ،أو لنقل اعتمدتها مثالاً لسوء الخلق والتجاوز، وانهالت على أصحابها بشتى وسائل التشويه والتقزيم وانتهت بهم الى الحضيض ،على نحو ما حصل في احد الاجتماعات المنعقدة لأقسام اللغة العربية في الجامعات العراقية بخصوص وضع مقررات ومواد جديدة لمرحلة البكالوريوس، حين وقع اختيار مجموعة من الأساتذة على الشاعرين العراقيين حسين مردان وجان دمّو، فقام أحد جهابذة النحو ممَّن لم يسمع بأيِّ منهما من قبل ،ولكن إثر إشارة خاطفة وصلته من أحد زملائه من أنّ لكلا الشاعرين تاريخاً أسود ، وأنّ لهما أشعاراً إباحية، فكان أنْ قال هذا الجهبذ النسقي قولاً يلخِّص فيه الموقف الأرثوذكسيّ تجاه الجديد و المختلف، قال: ((نحن نسعى الى أنْ نبنيَ جيلاً يحافظ على مكارم الاخلاق ، ولسنا مستعدين لأن ندفع الى المجتمع بجيلٍ من العراة والصعاليك أو من أصحاب الحانات!!)). وقد كان هذا النحوي محقَّاً في قوله ،نعم كان محقّاً ،لأنّه لو اطّلع على إحدى قصائد هذين الشاعرين ،لخرج منها كما دخل، لا لشيء إلّا لأنّه لو أراد أن يخرج بتفسير من هذه القصيدة لاستدعاه ذلك أن يعيد النظر في جميع مراحل حياته العلمية. (7)- الفصاحة أعطت نظرية علم النص المعاصرة قيمة علمية كبيرة لنصوص مهمَّشة، كانت ،الى عهد قريب جدّاً، تغرِّد خارج السرب ،ولم تنل ما لها من حقوق، إذ لم تعدّ نصوصاً من وجهةِ نظرٍ رسميَّة ،على الرغم من أنَّها تشكِّل جزءاً جوهرياً من الثقافة وتجسِّد قيمها ووعيها ،إلّا أنّها كانت تَعتمد لغة طبقات وشرائح تنتمي - رسميّاً- الى قاع هذه الثقافة . فالثقافة العربية كانت – وما تزال ولكن بدرجة أقلّ – تعتمد الفصاحة معياراً مطلقاً كشرط لتحقيق النصيّة ،وهي تنظر الى الأعمال غير الفصيحة بوصفها تهديداً لقدسية العربية . بيد أنّ عالمنا المعاصر يوضّح لنا هشاشة هذا الاعتبار، في الحكم على النص ، عند النظر الى القوّة التداولية اللافتة التي غدا عليها الأدب الشعبي ،بحيث أخذ يجد سُبُلاً توصّله الى وجدان من كان يرفضه في الأمس القريب فأصبح يتقبّله برغبة مكينة ، وأخذ يخترق مضامير البحث العلمي ويولّى عناية من الأكاديميين. على أنّ هذا لا يعني تصادمه السافر مع الفصيح ،بقدر ما يعني أنّ علاقة تكامل تجمعه به، وبقدر ما نريد هنا أن نظهر به نسبية هذا الاعتبار . (8)-تجاوز نطاق الجملة يأتي الحديث عن (تجاوز الجملة) في سياقات تشي بأنّه معيار مطلق لتحقيق النصيّة، ،ثمّ إنّ أغلب التعريفات المسوقة لمفهوم النص/الخطاب، يتضمّن التأكيد على ضرورة تجاوز نطاق الجملة ،كشرط لوجود النص ، فتعريف النصّ بأنّه متتالية من الجمل، أو من مجموعات من الجمل يكاد يكون له الغلبة في الدراسات النصِّية(36). هذا في الوقت الذي نجد فيه أنّ كلَّ هذه التصوّرات المطروحة لتحديد النصّ تتّفق مبدئيّاً مع هيلمسليف و تودروف على إمكانية أن يتطابق النص مع كلمة أو مع جملة ،كما يمكنه أن يتطابق مع كتاب ضخم (37). فما معنى ذلك : هل ثمَّ تناقض؟ نرى أن لا تناقض، علينا أن لا نفهم تجاوز نطاق الجملة حرفيّاً من أن المفهوم تحته الحجم(=الكم) لكي نميّز من خلاله النص عن اللانص ،وذلك لأمور :أولها، أنّ أغلب التعريفات تعود الى جهود نظرية واجرائية جعلت من النصوص المطولة مركز عنايتها ،وبخاصة النصوص الابداعية :السردية أو الشعرية بتعقيداتها النوعية . ثاني الأمور، أنّه ممّا لا يخفى على أحد أنّ من النصوص ما لا يتجاوز نطاق الجملة ،وأغلب النصيين يشيرون الى هكذا ضرب من النصوص ويعرف لديهم ب(النص الأحادي الجملة) ،وإنْ كان منهم من يعدّه حالة استثنائية ، ويشترطون في وجوده أن يكون عيِّنة من السلوك اللغوي ،أي وحدة مستعملة في سياق ،لا أن يكون وحدة نظامية غير منجزة .كذا، فانّ منهم من يشير الى نصوص لا تكوِّن بتمامها جملة، كأنْ تأتي على هيئة المركب الإسمي أو اسم صوت (38).وثالث الأمور :أنّه ليس كلّ بناء لغويّ عابر – كمّاً- حدود الجملة أكتسب بذلك نصيته ،بل لا بدّ من أن يتمتع بمؤهلات وسمات لغوية ،وأخرى غير لغوية ، تثيران قناعة من يستقبله لكي يصادره على أنّه نص. فتجاوز نطاق الجملة ،إذاً، يحيل على معنى الغلبة ،أي أنّ العناية بالنصوص المطوّلة، في نظرية النص، غالبة على العناية بالنصوص الموجزة، هذا من جهة .ومن جهة أخرى نرى أنّ القول بتجاوز نطاق الجملة ليس المقصود به البنية التي يأتي عليها النص بقدر ما أنّه تعبير عن ذلك التحوّل الذي شهده علم اللغة ،وانتهى به الى مجال أوسع وفضاء أرحب بكثير من ذلك الفضاء الذي قيّد الدرس اللغوي بين سكتتين أوبين بياضين. نعم، إنّه تعبير عن ضرورة التعامل مع المكوّن اللغوي بروح جديدة ، لا على مثال ما كانت البلاغة الكلاسيكية تتعامل حين كان همُّها ضبط بناء النصّ عن طريق سوق أمثلة وشواهد مقتطعة عن سياقاتها ،ولا على مثال الدرس النحوي الذي حصر همّه الأكبر بالصحة النحوية بالاستناد الى مجموعة من القواعد المعيارية الضابطة ،كذا ،ولا على مثال الدرس اللساني الحديث الذي جعل من الجملة نهاية المطاف. ينبغي ، إذاً ، أن نفهم من (تجاوز نطاق الجملة)الحثّ على أن نتعامل مع المكون اللغوي بوصفه سلوكاً فعلياً يحمل ضروبا ًمن الدلالات ،سواء كان تعاملنا مع نصوص مطوّلة أو مغرقة في الطول، أم مع نصوص تستوي في وحدات لغوية صغيرة كأنْ تكون هذه الوحدة جملة أو وحدة أقل من الجملة . (9)- التناص يُطرح التناص في نظرية النص، بوصفه شرطاً حتميّاً لا حياد عنه في أيّة فعالية خطابية ، وهذا ممّا لا ينسجم مع أهمِّ ركيزة من ركائز علم النصّ ،ألا وهي النسبية. فالذهاب الى أنّ التناص شرطٌ مطلقٌ لنصيّة العمل ، يثبت انطباعاً خاطئاً عن مفهوم النص، انطباعاً يؤدي الى أن تُسْلَبَ النّصّيّة من فئات عريضة لا نهاية لها من الفعاليات التواصلية التي لها حضورها الحيّ في حياتنا ،إذ نلحظ أنّ الكثير من هذه الفعاليات التواصلية لا تجمعها أيّة علاقة تناصية مع الفعاليات الخطابية الأخرى ،سوى علاقة اجتماعها معها في حيز اللغة ،و نحن نعلم أنَّ التناص ينتسب الى مجال الكلام (=الخطاب) و لا ينتسب الى مجال اللغة(=النظام) (39)، عندئذٍ ،سيظهر لنا أنّ النصوص المستوية في وحدات لغوية صغيرة- مثلاً- تقف حجّة في غاية الخطورة لدحض حتمية التناص في نظرية النص المعاصرة. نعم ،إنّ الحديث عن التناص في النصوص الأدبية ،وكذا في النصوص غير الأدبية الطويلة نسبيّاً، يختلف عمّا إذا دار الحديث عن النصوص المستوية في وحدات صغيرة ،فهذه النصوص لا تحمل من التعقيدات والحيثيات التي تحملهما النصوص الطويلة ، ولا سيّما إذا كانت أدبية، فإذا كان التناص في هذه النصوص أمراً مقضياً ،فإنّه ليس كذلك في كثير من الفعاليات التواصلية.
الإحالات 1- مدخل الى علم النص ومجالات تطبيقه، محمد الأخضر الصبيحي/ 81. 2- تقابلات النص وبلاغة الخطاب ،د- محمد بازي/137. 3- الأدب والغرابة ،عبد الفتاح كليطو/16. 4- مفهوم النصّ، دراسة في علوم القرآن ،د- نصر حامد أبو زيد/27. 5- الأدب والغرابة/18. 6- م-ن/16. 7- ظهر مصطلح (عمود الشعر)عند المرزوقي ، في شرح ديوان الحماسة لأبي تمّام ،غير أنّ غياب المصطلح ،في المراحل التي سبقت المرزوقي من تاريخ النقد ،لا يعني غياب مضمونه ،وإلّا فإنّ نظرية عمود الشعر هي صورة معبِّرة عن استقراء المرزوقي للنقد السابق ... – ينظر : مقوّمات عمود الشعر ،د- رحمن غركان /133. 8- إشارة الى قول ابن الأعرابي ،حين سمع شعراً لأبي تمّام ،)): إنْ كان هذا شعراً فما قالته العرب باطل)). - أخبار أبي تمام ،لأبي بكر الصولي ، بتحقيق خليل محمد عساكر/244. 9- النقد الأدبي الحديث من المحاكاة الى التفكيكية، خليل محمود ابراهيم/140. 10- الأدب والغرابة /19. 11- مع أنّ كلّ تلك الأعمال تقريباً تحتوي على الأمثال والحكم والأقوال المأثورة الموجزة. 12- أبلغ الشعر أكذبه وأبلغ السّرد أفضحه، مقال للدكتور عبد الله الغذامي ،مجلة العربي الكويتية ،ع(577)ديسمبر 2006م/96. 13- ينظر : -النقد الثقافي ،د-عبد الله الغذامي/58. -كذلك النقد الادبي الحديث من المحاكاة الى التفكيكية/140. 14- مفهوم النص ،دراسة في علوم القرآن/27. 15-ينظر: تقابلات النص وبلاغة الخطاب/135. 16-من العمل الى النص ،مقال لرولان بارت ،ضمن :دراسات في النص والتناصية، د- محمد خير البقاعي/12. 17- ينظر :الأدب والغرابة/19. 18- ينظر :ما معنى المؤلف ، مقال لميشيل فوكو ،ضمن :القصة –الرواية –المؤلف ،دراسات في نظرية الأنواع الأدبية، ترجمة د- خيري دومة/205. 19- م-ن/206. 20- م-ن/206. 21-ينظر الأدب والغرابة/18. 22- ينظر: - دينامية النص (تنظير وإنجاز)، د- محمد مفتاح/99. - كذلك النقد الأدبي الحديث من المحاكاة الى التفكيك/159. - كذلك اللغة والإبداع الأدبي ،د- محمد العبد/39. 23- تقابلات النص وبلاغة الخطاب/ 137. 24- نحو النص ....د- أحمد عفيفي/98. 25- تقابلات النص وبلاغة الخطاب/134. 26-الأسلوبية وتحليل الخطاب ،د- منذر عياشي/131. 27- الأسلوبية ،الرؤية والتطبيق، د- يوسف أبو العدوس/140. 28- الأدب والغرابة/18. 29- ينظر: - الكتابة والاختلاف ،جاك دريدا ،ترجمة كاظم جهاد/140. – كذلك المركزية الغربية ،د- عبد الله ابراهيم/426. 30- القضايا الأساسية في علم اللغة ،كلاوس هيشن، ترجمة د-سعيد بحيري/131. 31- تقابلات النص وبلاغة الخطاب/134. 32- فاضل ثامر ناقداً...الإحالة والمواءمة. مقال في ملحق جريدة المدى ،ملف خاص بالناقد فاضل ثامر ،ع(2505)،الخميس،7حزيران 2012م. 33- الأسس الجمالية في النقد العربي،،د- عزّ الدين اسماعيل/185. 34- الموشّح ،للمرزباني/79. 35-الأدب والغرابة/18. 36- ينظر بحثنا بالاشتراك مع د- خالد عبد حربي، ود-حسين نوري محمود :من لسانيات الجملة ونحوها الى لسانيات النص ونحوه ،مجلة جامعة تكريت للعلوم الإنسانية، م(20)،ع(11)تشرين الثاني 2013م/219. 37- ينظر: - النص ،مقال لتزيفيان تودروف، ضمن :العلاماتية وعلم النص، ترجمة د- منذر عياشي/109. - كذلك بلاغة الخطاب وعلم النص ،د- صلاح فضل ،طبعة دار الكتاب المصري/272. 38-ينظر في هذا شأن: - أصول تحليل الخطاب ،محمد الشاوش 1/57-58. - كذلك نسيج النص...، الأزهر الزنّاد/14. - كذلك المعنى وضلال المعنى ،د- محمد يونس علي/139. 39- ينظر :ميخائيل باختين، المبدأ الحواري ،تزفيان تودروف، ترجمة فخري صالح/122.
#سعد_رفعت_سرحت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
((الربيع))حلم يطاردني في سبات الشتاء
-
مصير فتاة راديكالية...أخرى وأخرى يا هزائمي
-
عصرنة الأبويّة وتلفيق خطاب (ما بعد بطرياحداثوي )...على خطي ا
...
-
النص يفسر بعضه بعضا التناص ( الاصولي ! ) عند الدكتور تمام حس
...
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|