حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 4703 - 2015 / 1 / 28 - 17:45
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
حلوة زحايكة:
سوالف حريم-أرجوحة
ها هي ذاكرتي تعود بي مرة تلو أخرى الى طفولة مليئة بالألم والحسرة، لقد كان بجانب بيتنا شجرة لوز، والدتي ربطت لي على إحدى جذوعها أرجوحة بسيطة مكونة من حبل ألعب عليها كل يوم، وأقضي وقتي عليها كانت تلك لعبتي المفضلة أو بالأحرى الوحيدة، حيث كنت أشعر عندما كانت ترتفع بي بأني أحلق الى أعالي السماء، فأشعر بفرح غامر كأنني أحلق مع الطيور، وفي أحد الأيام استيقظت على صوت ضجيج الجرافات فخرجت مسرعة مهرولة حتى أرى ما يحدث، واذا بالجرافات قد وصلت الى شجرتي وأرجوحتي، فأسرعت أصرخ وأصيح واتشبث بشجرتي لأحميها، ولكنهم أمسكوا بي ورموني أرضا غير آبهين.
وما زلت أحمد ربّي لأن حالي أفضل من حال أطفال قطاع غزة، عندما شاهدتهم على شاشة التلفاز وهم يلعبون ويمرحون على أراجيحهم سعيدين وهم يحلقون الى أعالي السماء، وفي ثوانٍ بسيطة سقطت عليهم صواريخ القتل فجعلتهم أشلاء متناثرة، فسكنت ضحكاتهم، التي كانت تتعالى وصاروا يحلقون في حواصيل طيور في سماء غزة بعيدا عن هذه الحياة الدنيا.
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟