|
الحقيقة المرة : نحن شعوب لا أمل فينا
عمرو اسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 4703 - 2015 / 1 / 28 - 10:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد بداية ثورات الربيع العربي كان عندي أكل ولكن بعد أربع سنوات تبخر هذا الأمل وبقيت الحقيقة المرة كما هي . فالحقيقة المرة اننا شعوبا قبل حكومات نتحرك في اتجاه و الانسانية كلها تتحرك في اتجاه آخر... الحقيقة المرة أننا اصبحنا أكثر شعوب الارض تخلفا ..واقلها انتاجا ..وحكوماتنا هي اكثر حكومات الارض استبدادا و فسادا..وشعوبنا تزداد خنوعا .. وتتحكم فيها مفاهيم خاطئة ..ترجع بها الي الخلف و تعمي عيونها عن رؤية الحقيقة
الحقيقة المرة .. اننا اصبحنا لا نعرف الفرق بين الوطن والحاكم ,لانعرف الفرق بين الوطن والقبيلة ولا نعرف الفرق بين الوطن والطائفة .. وحتي الانتخابات عندنا هي انتخابات ..الولاء فيها الي الطائفة قبل الوطن .. الحقيقة المرة اننا نسينا طعم الحرية واستمرأنا العبودية .. نهرب من طاغية الي آخر طالما يثير فينا مشاعرنا البدائية ويخدعنا بشعارات شرف القبيلة .. أو شعارات دينية جوفاء الحقيقة المرة .. أننا لا ننظر حولنا ومرآتنا لا تعكس الحقيقة.. لانري الشعوب حولنا في العالم .. كيف تعيش في اوطانها آمنة تختار حكامها وتنتج غذاءها كما تنتج سلاحها لتدافع به عن نفسها .. ولهذا تستمر اسرائيل في هزيمتنا و إذلالنا .. ولكننا نصر ألا نتعلم منها .. الحقيقة المرة يا سادة.. أننا لا نري الحقيقة .. حقيقة من المنتصر و من الذي انهزم .. حقيقة أن الذي انتصر في العالم كله .. هو مفهوم ان الحاكم هو خادم لشعبه .. أن الحاكم يصل الي السلطة من خلال رضي شعبه و لا يبقي في منصبه الا من خلال أرضاء شعبه.. حقيقة بسيطة ولكننا لانستطيع ان نراها .. حقيقة لا تستطيع شعوبنا قبل حكامنا ان تعيها ولذا سنظل نردف في تخلفنا .. فهنيئا لنا به .. نريد حلا .. الحل أمامنا في كل مكان ولكننا نصر أن نتعامي عنه لأننا نصر الا ننظر في المرآة ألا لأنفسنا .. الحل أمامنا .. في ماليزيا و أندونيسيا وكوريا .. وقبلهم في اليابان ..حتي في الصين الحل موجود .. والاهم من هذا أن الحل أمامنا .. لأننا لم نفكر ابدا لماذا انتصرت علينا اسرائيل ومازالت .. وهو حل ليس ضد الاخلاق ولا يتعارض مع الدين ولا الاسلام.. هو حل تبنته كل الشعوب التي حققت تقدما . ولكننا نصر أن نبحث في كل الحلول الا تلك التي أثبتت نجاحها .. وحتي نتخلص من مرآتنا النرجسية التي لا تعكس الحقيقة .. فلن نجد الحل
الحل هو أن نبدأ من حيث انتهي الآخرون .. الحل هو أن نستفيد من التجارب .. الحل هو العمل والانتاج وأن يستمد الحاكم شرعيته من صناديق الانتخابات .. للأسف الحل هو أن يكون عندنا حكاما.. يفعلون أكثر مما يقولون .. يخططون أكثر مما يخطبون .. والاهم أن يستجدي الحاكم من شعبه البقاء في السلطة مثلما يفعل أي حاكم في أي دولة ديمقراطية.. هنيئا لنا بشعاراتنا التي لا نجيد غيرها .. و ستظل اسرائيل تنتهك كرامتنا .. ونحن نستجدي أمريكا وأوباما ليتقذونا .. ونستمر في قتل بعضنا البعض .. فليلعني من يشاء .. فالحقيقة مؤلمة وموجعة ولكن ان لم نتجرع مرارتها .. فسنظل كما نحن لا نستطيع عمل شيء الا كتابة الشعر واتهام العالم كله بالكفر .. نفخر أننا خير أمة أخرجت للناس و نفخر اننا شعوب تحب الموت وهم شعوب تحب الحياة .. وللأسف لايموت أبدا من يطلق هذه الشعارات الجوفاء وهو يعيش حياة البذخ .. بل يموت الغلابة من الشباب الذي يحلم بالحياة الكريمة داخل وطنه .. ولن يحصل علي مايريد .. لأننا نسينا مقولة سيدنا علي بن ابي طالب .. أعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا .. ولكننا لا نعمل لدنيانا ولا نعمل لآخرتنا .. هم يعملون وينتجون ونحن نلعنهم دون عمل شيء .. هم يفكرون ويخططون للمستقبل .. ونحن نجتر ذكريات الماضي الثليب .. وعندما نصاب بالاحباط واليأس .. نبعث شابا كان ممكن أن يكون رصيدا للمستقبل والأمة ليفجر نفسه ومعاه كام واحد من الاعداء ليس لهم قيمة ليستغل باراك ونتنياهو وغيره ما فعله في قتلنا وأذلالنا اكثر وتمرير مخططاته .. لا دراسة للهدف بعناية ولا لتأثيره .. لا تفكير استراتيجي ولا حتي تكتيكي .. لندرس ما هو العامل المشترك بين كل الحلول التي تجد رواجا في عالمنا لأنها تخاطب القلوب وليس العقول ..جميعها تجتر قصص من الماضي .. جميعها تساعدنا أن نستمر في غيبوبة الماضي الجميل وذكريات البطولة , اعذروني لصراحتي والعنوني .. فأنا لا أجد حلا لشعوب لا تريد أن تري الحل الواضح أمامها .. وتجري وراء كل كذاب مخادع .. من بن لادن الي اسماعيل هنية .. من مهدي عاكف الي يوسف القرضاوي و عائض القرني .. يدغدهم بافيون ديني .. ليس له علاقة بأي دين حقيقي .. لماذا لا نتعلم من أمريكا التي نلعنها ليل نهار .. وكيف غيرت مسارها واتت بالحزب الديمقراطي واوباما الي الحكم بعد ان استفادت من بوش في مرحلة معينه .. في الطب ..المهنة التي انتمي اليها .. العلاج الناجح .. هو العلاج الذي صمد أمام تحدي الزمن وأمكن تكراره بنجاح في مراكز متعددة .. وهو نفس الشيء في السياسة والاقتصاد .. العلاج الناجح .. الذي اثبت نفسه في كل دولة في العالم تبنته .. من اسرائيل .. الي اليابان شرقا .. ومن تركيا الي الولايات المتحدة غربا .. هو الديمقراطية والعلمانية التي تفصل الدين عن الدولة والتي تحترم حقوق الانسان وحرية العقيدة .. واقتصاد السوق الحر الذي يخضع للرقابة ولا يتجاهل العدالة الاجتماعية وإعادة توزيع الثروة .. وكما في الطب ..دائما العلاج الناجح ياتي به ويقوده في البداية الصفوة من الاطباء ..ثم يتبعهم عامتهم .. ونفس الحال في السياسة والاقتصاد .. المشكلة عندنا أن الصفوة انتهازيون ..تغلب عليهم ثقافة القبيلة والطائفة .. ولعل مايحدث في العراق واليمن وليبيا لخير دليل ..
كلنا مثلا في مصر نعرف ما هو الحل ونطالب به مهما كانت انتماءاتنا السياسية .. كلنا نطالب بسيادة القانون والعدالة الاجتماعية وحقوق المواطنة الكاملة .. نطالب بحق انتخاب رئيس الجمهورية ونائبه بين عدة مرشحين .. نطالب بحرية تكوين الاحزاب وحرية الراي والتعبير والابداع .. نطالب بالفصل الحقيقي بين السلطات الثلاث وليس الفصل الزائف كما هو حادث الآن .. كلنا يعرف أن القانون لن يكون له احترام إن لم يطبق علي الجميع بدون تمييز .. علي الحاكم والمحكوم ..الغني والفقير .. الرجل والمرأة .. المسلم والقبطي .. هذا هو المهم .. قانون مدني حقيقي أو نتوقف عن الادعاء أنه مستمدا من الشريعة .. كلنا يعرف أن الرشوة والفساد لن يمكن القضاء عليها .. أن لم يتم توفير الحد الأدني من الاجور والحياة الكريمة .. ثم معاقبة من يرتشي بعد ذلك وتطبيق القانون عليه بحذافيره .. سواء كان وزيرا أو غفيرا .. كلنا يعرف أن الانسان لن يبذل جهدا في العمل ويبدع وينتج أن لم يجد مقابلا لهذا الجهد ..سيبدع أن وجد أن قيم الكفاءة والجهد هي معيار التقدم والترقي وليس قيم الواسطة والمحسوبية والنفاق والرياء .. ولذا نجد أن نفس الانسان الذي يتكاسل في عمله في الشرق الاوسط إن ذهب الي دولة من الدول التي تحترم القانون وسيادته علي الجميع .. وتكافيء المجتهد علي اجتهاده وليس علي درجة قرابته من هذا المسئول أو ذاك ,, يبدع وينتج ..
#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خلط السياسة بالدين هو سبب كل ما نحن فيه من تخلف
-
هم الخوارج لم يتغير شيئا
-
مطالب مواطن بسيط لا يهمه اسم الدولة .. اسلامية كانت ام ليبرا
...
-
تخاريف ديموكتاتورية
-
للقضاء علي داعش ..يجب ان تجدوا اولا حلا لهذه النصوص
-
عندما يلبس الشيطان ثوب الله .. فالنتيجة الطبيعية هي داعش
-
مرة أخري .. هل القدس مدينة السلام أم لعنة علي البشرية
-
دستور صح حرام عليكم ..
-
جمهوية الضباط المصرية
-
مصر التي احبها ..
-
رئيس غبي اسقط جماعته الاكثر غباءا
-
لم تصدقوني ..فخسرتم .. يا اخوان ستخسرون لان مصر علمانية حتي
...
-
ثقافة السمع والطاعة هي ثقافة العبيد ..
-
اضحك مع مرسي الاستبن
-
مرحبا بالفاشية الدينية في عالمنا الغبي
-
ذلك الكتاب لا ريب فيه .. رسالة الي المتاجرين بالدين
-
الدين لله و الأرض للإنسان
-
صكوك التكفير والاستبداد
-
من كان يعبد محمدا فان محمد قد مات .. ومن كان يعبد الله فان ا
...
-
أبو القاسم المصري: اذا الشعب يوما اراد الموت .. فلا بد ان يس
...
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|