في المشاعر والقلق الشعوري

رواء محمود حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4703 - 2015 / 1 / 28 - 04:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

يرى روبرت ليهي أنه لا بد من توظيف المشاعر بدلاً من القلق منها، ويمكن فهم ذلك إذا تم تعريف القلق بأنه: " محاولة لكبت وتجنب المشاعر البغيضة بواسطة محاولة التفكير في ما يكفل لك التغلب على طغيان مشاعرك عليك". ويؤكد توم بوركفويتش أن الأشخاص القلقين لا يشكلون في عقولهم صوراً حية عن الأشياء التي يخافون منها. وبذلك يصعب على القلقين أن يتعرفوا على مشاعرهم لأنه يصرحون بخوف أكبر تجاه هذه المشاعر، ولديهم عدد أكبر من وجهات النظر السلبية تجاه المشاعر الفرحة ( روبرت ليهي: " علاج القلق: سبع خطوات لمنع القلق من إعاقة حياتك"، ط1، مكتبة جرير، الرياض، 2007 م، ص 162، 164).
ويقترح ليهي عدداً من الخطوات من أجل التخلص من ( الكبت الشعوري)، منها: الأسلوب التعبيري أو التكيف المكتوب، والتنفيس عن المشاعر، وكتابة يوميات المشاعر. وإذاً هناك على سبيل المثال وسائل عدة لمعالجة القلق الشعوري، منها: 1- استخدام المشاعر للتعرف إلى الحاجات، فالمشاعر هي النافذة التى نرى من خلالها ما هو مهم بالنسبة لنا، كما هو الحال في الألم العضوي، فالمشاعر تطلعنا على بواعث انزعاجنا، وما إذا كانت الضرورة تستدعي التغيير لشيء ما. 2- إرتقاء سلم المغزى: فالإحباط والتوتر من شأنهما الإشارة إلى ما هو ذو مغزى وقيمة بالنسبة لنا، فلمعالجة القلق لا بد من إرتقاء السلم. 3- تقبل المشاعر من أجل التعامل معها بشكل صحيح. 4- مراقبة المشاعر وإستشعارها وصولاً إلى تقييمها بشكل صحيح. 5- استخدام الصورة لتكوين المشاعر: أي محاولة تشكيل صورة حية تصاحب الشعور الذي ينتابك بينما نستشعر هذا الشعور، وهذا الأسلوب قوي حقاً، أي أسلوب إعادة صياغة الصور المتخيلة وإعادة تشكيل الصورة ( ليهي: نفسه، 165، 166، 167، 169، 170، 171، 172).
ومن خطوات التخلص من الكبت الشعوري التي يقترحها ليهي: 6- تقليل الشعور غير الواقعي بالذنب، فالمشكلة لا تكمن في استشعار الشعور بل في العمل به وتنفيذه. فظاهرة إلتباس الأفكار بالأفعال لأن بعض الناس يعتقدون أن أفكارهم ومشاعرهم ستؤدي بهم إلى الفعل، والأمر يبدو كما لو كانت الفكرة والفعل الشيء نفسه. 7- أن نعلم أن الجميع تنتابهم المشاعر ذاتها، فيبنغي أن لا نحصر أنفسنا في دائرة ضيقة في هذا الخصوص. 8- تقبل المشاعر المتناقضة. 9- أسلوب التخلي العقلاني: فمشكلة التشديد على العقلانية دون المشاعر تكمن في أن الناس فطروا على الإحساس بالمشاعر واستخدامها كوسيلة لتحديد حاجاتهم، وكلما زاد الإصرار على تحري العقلانية في كل الأمور زاد مستوى الإحباط الشعوري. 9- مواجهة أسوأ الظروف: فطول التعرض للصورة العاطفية المتخلية دون استغلال القلق وغيره يجعل الصورة الشعورية القلقة والمحبطة مملة وغير مزعجة. 10- إحكام السيطرة على الوقت: فالإحساس بالوقت وأهميته سيقلل من القلق بشكل كبير. فالوقت عبارة عن إحساس بالإلحاح أو هو إحساس فردي يقع في الذهن ولا مكان له في عالم الواقع. وبهذه الطريقة ننظر إلى الوقت أحياناً على أنه سريع وأحياناً بطيء ( ليهي: نفسه، 173، 174، 175، 176، 177، 178، 179، 180، 182، 183).

#رواء_محمود_حسين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات