أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مثنى حميد مجيد - خطاب إلى صعلوك ثقافي














المزيد.....

خطاب إلى صعلوك ثقافي


مثنى حميد مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 4702 - 2015 / 1 / 27 - 23:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هزأ بي أحد القراء المتحاورين في صفحة الأديب الكاتب أفنان القاسم مدعياً إني أُعظم الصابئة وأنسب إليهم عظائم المناقب والفضائل وحتى أني إدعيت أن ماركس أخذ فلسفته عنهم ، نعم أيها الزميل القارئ ، وليسمح لي بتسميته صعلوك الثقافة كردٍ مشروعٍ على هزئه ، ولمَ لا ياصعلوك ؟ أنا من الأرومة الآرامية الجليلة النورانية الضاربة في أعماق التاريخ التي رسمت وكتبت على الطين قبل غزوات برابرة الجبال والصحارى ، أنا سليل حران ، قبلة ومنار الثقافة القديمة ، جيناتي هي نفس جينات أبي إسحق الصابي الذي علمكم النثر ، وجابر بن حيان الذي علم العالم منهج البحث العلمي والكيمياء والباراسايكولوجي والفلسفة ، وسنان بن ثابت الذي علم الطب ، وحنين بن إسحق الذي علم الترجمة ،والحسن بن الهيثم علم البصريات ، والفارابي الذي أبكاكم ثم أضحككم وخرج بعد أن ترككم نياماً تشخرون...

أنا مع كل هؤلاء ، وعديد غيرهم من نجوم المعرفة ، وممن تأبى نفوسهم لسموّها الإشارة لأسمائهم من إخوان الصفاء وخلان الوفاء ، وماركس وآينشتاين وعبد الجبار عبد الله ننحدر من جد واحد وسلالة واحدة فلمَ لا أنطق بإسمهم وأنا أحق بذلك ؟
نحن ورثة أسرار كهنة بارو ياصعلوك!

هل تريد أن أمنحك شيئاً منها ياوريث وعاظ السلاطين وفقهاء أزمنة الإنحطاط تنال به جائزة ثمينة من ملك أو أمير بترول؟ شيئاً؟ لا ، بل ما تشاء من الأشياء لمعرفتي أنك لن تفقه شيئاً...

أنا لا أبالغ ولا أمدح بل أنصح المهزوء بهم ، وأذكّر أمثالك من صعاليك الثقافة لكني لست عليك بآمرٍ أو مسيطر لمعرفتي أنك من أحفاد مخترعي الفلقة والخازوق وموقد الجمر الذي أكل منه إبن المقفع شواء جسده .

لطالما ذكّرتُ بحجم الكارثة المقبلة ، وقبل عقد كامل من الزمن ، وقلت للجاهلين من صعاليك الثقافة أن يوماً سيأتي سترون فيه بنات صهيون يرقصن وينشدن على ضفاف الفرات.

أن الله ،وهو أمكرُ الماكرين ، يضع سره في أبسط خلقه فلمَ لا يضعه في شعب مسالم صغير في عدده ، عريق بحكمته ، كالصابئة تستهين وتهزأ بمكانته الحضارية وإنجازاته الثقافية كواحد من أقدم شعوب العالم ؟.

الصابئة هم الفرقة الغنوصية الوحيدة التي نجت وبإعجوبة من الإبادة الجماعية ، لا بل وبالمناسبة ، الصابئة هم الفرقة الناجية التي تبحثون عنها دون جدوى ، بلى ! حاضركم يبلغ غائبكم ياورثة قمامة فكر عصور الظلام ، فهم المسلمون السابقون لمحمد ، والنصارى السابقون للمسيح ، واليهود السابقون لليهود..

بلى ، الصابئة هم الفرقة الناجية ، فماذا تبقى لك كي تفخر به يا جاهل ؟

ولكن لنعد إلى أول الكارثة...

بدأت الكارثة حين أسقط نوري السعيد وبالتآمر مع الموساد والإمبريالية الجنسية العراقية عن اليهود ، قطعَ الباشا الشريان الأبهر للشعب العراقي فبدأ النزيف ولم يزل ولم يبق شيء إلاّ وإنهار ، كانت ثورة تموز بمثابة عود الثقاب الأخير الذي حاول به الشهيد البار عبد الكريم تدارك الخراب القادم وإنارة شُعلة الحياة فأطفأته أمريكا.

وإذا كان اليهود قد أسسوا أور ، أول مدن الأرض ، ومارسوا التجارة وأبتكروا السوق فالصابئة كانوا أساتذتهم فهم من أسس أريدو ، أول قرية في التاريخ ، ومارسوا الديمقراطية في أول نظام مشاعي على الأرض .ستشتم ماركس والسوفييت ؟ ستهزأ وتسخر ثانية ؟ إفعل ما تشاء بلسانك.

ولكن قُل لي يا صعلوك الثقافة وحفيد البرابرة ، ماذا سيحدث لو تمت الإبادة التامة للصابئة في العراق كما حدث ليهود العراق ؟

أتتصور أنك ستكتفي بالإستماع والإستمتاع بأغاني سلمان المنكوب وجعير ياس خضر بدلاً من سحر سليمة مراد وألحان الكويتي؟

لا ، أنت أصغر من حجم السؤال وفهم الجواب ، سيأتيك صدى نشيد الإنشاد لبنات صهيون يتغنين به على ضفاف الفرات ، عندها ستتذكرني وتبكي عبثاً مُلكاً مضاعا ، ووطنا يتناهبه السرسرية والقتلة ...

عندها ستتوسلني قائلاً:

_خويه أبو آرام ، تعال أنجدني ! أنتم الصبّة لكم حوبة ! الصهاينة هجموا بيتي وأنتهكوا حرمتي...

عندها سآتيك أيها الصعلوك ، ليس فقط لطيبتي المندائية بل لأنك أخي وتشاركني الجينات ولا أستطيعُ تركك ، وأنا قد إبتليتُ بك منذ عصور فجر السلالات ، إبتليت بإدعاءاتك النسب إلى قبائل البرابرة وهمج الصحارى وأصالة الحسب.

أختتم خطابي لك بكلمات للشاعر خلدون جاويد لعلّها تصل لأسماع أمثالك ممن به صمم ، فأقرأها بتأني وتأمل بها ثم تأمّل في أعماقك:


لماذا نحن دمويون الى هذا الحد
أما يجب ان نـُوقِـفـَنا عند حدنا !
أن نعاين عمقـَنا القائح!
اوراقـَنا القذرة الصفراء
تاريخنا المتورم بالغرور والنرجسية
دماءَنا وجثثنا واعراضنا في الشوارع
شرفاء نحن حد القوْدَنـَة .
كلاب جرباء
حضارة ساقطة تدعي النبل
تتعكز على ماضي الجواري ومجد العواهر
مأفونون نحن
نحن سقوط شامخ
وناطحة سحاب التدني
وذرى اولمب السفالة !!.
...........

إيزيديون بلا تبعيث ولا أسلمة / شعر: خلدون جاويد




#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة من القلب ورجاء أخوي إلى أصدقائي الأعزاء وأخواتي الكريما ...
- الزيرجاوي يعلن موت سعدي يوسف!
- نعيم حداد ليس صابئياً 2
- نعيم حداد ليس صابئياً
- في الولايات المتحدة واحد من كل ثلاثة أطفال يعيشون في فقر
- هولوكوست للإيزيديين تتنكر له الأمانة العامة للتجمع العربي لن ...
- مأساة سنجار: النعامة لا تستطيع التغطية عليها
- ماذا لو دخل اليهود في دين الله أفواجا ؟!
- على هامش مقالة الزميل عبد الحسين شعبان
- ها ؟! إشكال البهلول؟!
- نحنُ لا نلبس الحجاب ياشيخ ستار جبار حلو
- لسنا شيوعيين لكننا نفتخر بالشيوعية
- بعض الهزلْ من زمن صدام إلى زمن الطائفية والدجلْ
- حين يُضلل المثقف المنافق المجتمع عن رؤية الدكتاتور
- الزحلاوي في زمن دكتاتوري ، رسالة إلى الصديق علي عجيل منهل
- بواسير الدكتاتور المعتكف وثقافة النفاق
- رسالة مفتوحة إلى صديقي الفلسطيني عتريس المدح
- الروح الرياضية للشيخ مرتضى القزويني
- عندما تعالج إسرائيل سوريين فارين من الجحيم
- ماركس ومحمد من منظور فينومينولوجي


المزيد.....




- اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا ...
- العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال ...
- سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص ...
- شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك ...
- خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق ...
- الجيش الإسرائيلي ينذر سكان 5 بلدات في جنوب لبنان بإخلائها
- سحابة تسقط من السماء في إندونيسيا: سئمت من الطقس الممطر هناك ...
- ترامب يستكمل تشكيلة حكومة باختيار بروك رولينز وزيرةً للزراعة ...
- ترامب ينتهي من تشكيل إدارته باختيار وزيرة لتولي حقيبة الزراع ...
- بوتين يوقع مرسوما: قاتل وسدد ديونك مع زوجتك


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مثنى حميد مجيد - خطاب إلى صعلوك ثقافي