أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - معرض الكتاب.... ومحاكمتي














المزيد.....

معرض الكتاب.... ومحاكمتي


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4702 - 2015 / 1 / 27 - 21:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أخذتُ على نفسي عهدًا ألا أكتبَ حرفًا في موضوع محاكمتي بتهمة "إزدراء الأديان، وإشاعة الفتنة الطائفية، وتكدير السِّلم العام"، تحت أي سبب. أولاً لأن الأمرَ برمّته أصبح الآن في يد القضاء المصري المحترم الذي أثق فيه وأحترمه، ولا مزيدَ على كلمة قاض عدل أقبلها بنفس راضية، وثانيًّا لأن ما كتبه المثقفون في مصر وخارجها من مقالات رفيعة الطراز، وبيانات عميقة الدلالة تكفيني وتزيد، وثالثًا لأن كلامي عن نفسي، ونفي اتهام كهذا ربما يدخل في خانة العبث واللجاجة أربأ بنفسي عنها، كما أن شهادتي عن إيماني مجروحة، والأهمُّ أنني لا أقبلُ أصلا أن يُعيّر إنسانٌ ما فوق الأرض إيماني ولا أن يُقيّم علاقتي بالله، لأنها شأنٌ خاص بيني وبين خالقي، لا دخل لمخلوق به.
والحق إنني لا أتمالك نفسي الآن من الابتسام وأنا أقرأ ما خططتُه لتوي من قائمة الاتهامات الضخمة الهائلة المروّعة المخيفة الأسطورية التي تُشعرني بأنني "ستان" إله الشر عند الفراعنة، أو "هيرا" زوجة زيوس إلهة المكائد عن الإغريق!! "ازدراء أديان"، أنا التي تحترمُ الأديانَ كافة، لا السماوية وحسب، بل حتى الفلسفات الوضعية التي سعى من خلالها بعضُ الناس للبحث عن الله ومعرفته؟ "تكدير السِّلم العام"، أنا التي لا ترجو من الحياة إلا شيوع السلم والمحبة بين البشر؟!! “إشاعة الفتنة الطائفية"، أنا التي تسعى جميعُ مقالاتي ومحاضراتي وندواتي بل حتى قصائدي إلى وأد الفتنة الطائفية وتذكير الناس دائمًا بأننا جميعًا نعبد إلهًا واحدًا مهما اختلفت عقائدُنا، كلٌّ عبر دربه ورؤاه واختياراته، وأنه من العبث بل و"العيب" أن نقتتل من أجل أمر قدسي فائق الجمال هو الله المُحبُّ للجميع واهبُ الحياة للكافة، ذاك الذي من بين أسمائه "السلام"؟!
على كل حال، مقالي هذا ليس نكوصًا لعهدي مع نفسي، في التزامي بعدم الحديث حول قضيتي التي تجري أولى جلساتِها يوم الغد 28 يناير 2015. إنما المقال عن توقيت المحاكمة الذي أراه له دلالة تستحقُّ التوقف عندها.
بداية، أودُّ أن أهنئ مصرَ والعالم العربي بعُرس الثقافة السنوي مصريًّا وعربيًّا، معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والأربعين الذي يبدأ يوم 28 يناير ويستمر حتى 12 فبراير.
هنا يدور السؤال في قلبي حول تزامن افتتاح معرض الكتاب مع أولى جلسات محاكمتي، مع يقيني أن التزامن محضُ مصادفة. ما معنى هذا التزامن بالنسبة لكاتبة تنويرية مثلي، وساعية للثقافة، ومن قبل ومن بعد، قارئة نهمة، لا تجد متعتها إلا بين دفتي كتاب؟! ما معنى أن أمثُل أمام قضاة بلادي المحترمين في قضية "رأي"، يوم عُرسي وعُرس "الرأي"؟! أحترم قضاءَ بلادي وأثق تمام الثقة أنه سيحكم بالعدل لأن تاريخ القضاء في بلادي شاهدٌ على أن رجاله هم أحفاد "ماعت" ربّة العدالة معصوبة العينين في الميثولوچيا المصرية القديمة. كما أحترم النيابة العامة التي صعّدت للمحكمة الدعوى القضائيةَ المرفوعة ضدي، من قِبل طالبي شهرة يزايدون على إيمان الناس والله أعلم بإيمانهم، بدلا من حفظها وإغلاقها. للنيابة العامة كل احترامي.
لكن السؤال هو: ما جدوى الكتاب والفكر والإبداع، في مجتمع يمنع حرية الفكر والإبداع، ويسمح بسوء استغلال حق التقاضي ضد المبدعين والأدباء، بل والمدونين؟! فالطريف في الأمر هو أنني أُقدَّم للمحاكمة بسبب "بوست" عابر كتبتُه على صفحتي بفيس بوك يوم عيد الأضحى المبارك أنتقد فيه إهانة الذبيحة وتعذيبها أمام الأطفال قبل نحرها بأنصال باردة، وأمام بعضها البعض، على عكس ما أمر الرسولُ صلى الله عليه وسلم: “إن ذبحتم فأحسنوا الذِبحة".
هذا معرضُ القاهرة الدولي للكتاب، الذي انتظرُه كل عام بشغف وترقّب، يعود إليّ في وعد لا يخلف. لكنني هذا العام لا أنتظره وحده، بل أنتظر معه ما يؤكد لي، أو ينفي، إن كان قد ضاع هباءً أم لم يضع جهدُ أساتذتي العظام منذ ابن رشد، وحتى فرج فودة، مرورًا بالإمام محمد عبده، والفيلسوف زكي نجيب محمود، والمبدع العلامة طه حسين، والمفكر الإسلامي نصر حامد أبو زيد، والمفكر المستنير سيد القمني، والمفكر الباحث الجزائري محمد أركون، وغيرهم من عظماء الإسلام والفكر عند العرب، أولئك الذين سعوا سعيًا حضاريًّا شاقًّا ومُرًّا من أجل إعمال العقل وعدم الارتكان على النقل، ودفعوا جرّاء ذلك من وقتهم وأعمارهم وجهدهم الشيء الكثير.
معرض القاهرة الدولي للكتاب والفكر، أيها الحبيب الذي أنتظر بشغف من العام للعام، بأيّ حالٍ عدتَ هذا العام يا فكرُ؟
2015



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنّورة ميم
- مصرُ تُقبّل جبينَ السعودية
- الملك عبد الله، مصرُ تُطوّبك
- النملة أنس
- قطراتٌ من محبرتي في -الثورة الأم-
- مطلوب ألف مارتن لوثر
- محاكمتي في قضية رأي تتزامن مع معرض الكتاب والرأي
- رسالةُ حبٍّ ستخطئ طريقَها!
- رسالةُ حبٍّ ستخطئ طريقَها!
- فاتن حمامة، احملي هذه الرسالة
- يا معشر الثيران، متى يشبعُ الأسدُ؟!
- الدهشة
- انظر خلفك دون غضب (2)
- (تحيّة للمناضلة المصريّة فاطمة ناعُوت)
- اسمُها -حسناء-
- شكرًا لطبق السوشي
- نُعلنُ التنويرَ عليكم
- انظر خلفك دون غضب - 1 -
- حواديت ماجدة إبراهيم
- انظر خلفك دون غضب (1)


المزيد.....




- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - معرض الكتاب.... ومحاكمتي