عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)
الحوار المتمدن-العدد: 4702 - 2015 / 1 / 27 - 11:59
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
(( ملاك الخطيب، طالبة في الصف التاسع، ابنة 14 عام، اعتقلت قبل ثلاثة أسابيع عندما كانت في طريقها من المدرسة. منذ ذلك الوقت وهي موجودة في معتقل هشارون، وتعاني من ظروف اعتقال قاسية، كما أنها تعاني من البرد الذي أدى بها إلى المرض. انتقلت في 19.01 إلى جلسة في المحكمة العسكرية في عوفر وكانت مكبلة اليدين، بهدف تمديد اعتقالها ، ولكن النائب العسكري لم يتكلف بأن يأتي للمحكمة، وأعيدت للمعتقل، وأجلت للجلسة القادمة.
هناك جنود يدعون أنهم رأوها وهي ترمي الحجارة. لا يوجد أي طفل يهودي يعتقل لمدة ثلاثة أسابيع (على الأقل) على ارتكابه مخالفة كهذه. حتى العنصريين السيئين الذين أشعلوا المدرسة ثنائية اللغة ، تم الإفراج عنهم إلى بيوتهم بعد التحقيق معهم. والمستوطنون الذين رموا الحجارة على القنصل الأمريكي لم يعتقلوا أبدا. ملاك ابنة الرابعة عشر ، يجب أن لا تبقى في السجن، وهي مريضة ، لا لشيء إلا لأنها ولدت فلسطينية (( انتهى
المنشور التحريضي السابق، يمثل وجهة نظر اليسار الإسرائيلي، الذي تظاهر أمس أمام مجلس وزراء الحكومة الإسرائيلية، مطالباً بالإفراج الفوري عن الطفلة ملاك الخطيب التي تم اعتقالها بتهمة إلقاء حجارة على جنود الجيش.
بالمقابل أين اليسار الفلسطيني ؟! مشغولون بتقديس الموتى !!
كنت أتمنى لو أن ثمة تنسيق في الجهود بين اليسار الفلسطيني واليسار الإسرائيلي، إذا افترضنا اشتراك الطرفين في محاربة الفقر ومقاومة الاستغلال وتفكيك الفكر العنصري المتخلف، لبناء مستقبل تقدمي ووطن ديمقراطي حر يتسع للشعبين معاً على الأرض الواحدة.
لكن هذه الأمنيات لا يجب أن تعمينا عن معيقات هامة: الأولى تخص اليسار الإسرائيلي، والثانية تخص اليسار الفلسطيني ..
أولاً: اليسار الإسرائيلي – الصهيوني
لا يؤمن اليسار الصهيوني بالتوراة، ولكنه يؤمن بأن إله اليهود ( ياهو ) قد منحهم أرض فلسطين، وبالتالي نحن أمام معيق فكري عميق، إذ كيف يمكن أن يكون اليساري عنصرياً ؟؟ لا تكفي تظاهرة في مجتمع يفترض أنه ديمقراطي لكي نخلص إلى الإيمان بأن ثمة يسار يمكن أن يكون صهيونياً، مع تقديرنا الشديد للبروفيسور شلومو ساند الذي قدم رؤيته الثورية لمستقبل هذه البلاد !
ثانياً: اليسار الفلسطيني
لعل أكثر المقالات النقدية التي تعبر عن واقع اليسار الفلسطيني هو ما كتبه عرفات البرغوثي بعنوان ( تصاعد الخطاب الديني لدى أحزاب اليسار الفلسطيني – الجبهة الشعبية نموذجاً )
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=452488
حيث نتفق مع الكاتب بأن اليسار الفلسطيني يعاني من انهيار فكري بعد هزيمة المشروع الاشتراكي السوفييتي، وإن لم يسلم البعض بهزيمة مطلقة لليسار ( دول أمريكا اللاتينية نموذجاً / فوز اليسار الشيوعي اليوناني مؤخراً ).
الخلاصة:
لا شك بأن ثمة أزمة عاصفة يعاني منها اليسار الفلسطيني تتعلق بهويته الفكرية، بينما يعاني اليسار الإسرائيلي من لوثة أفكار عنصرية، لكن رغم كل شيء، فإنه يمكن البناء على رؤية مشتركة يتوحد فيها فلسطينيون وإسرائيليون من أجل بناء دولة الديمقراطية والرفاه والحرية والمساواة، كخطوة على طريق بناء الدولة الديمقراطية الواحدة للشعبين على الأرض الواحدة.
#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)
Abdallah_M_Abusharekh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟