أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احسان طالب - العراق و أهله أولا ً














المزيد.....


العراق و أهله أولا ً


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 1314 - 2005 / 9 / 11 - 11:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بذلت الأنظمة الاستبدادية المجاورة للعراق جهودا ً مضنية لإفشال التجربة الديمقراطية في العراق و سعت لذلك بكل الأساليب الإجرامية و تسترت تحت كل ما وصلت إليه يدها من مقاومة للاحتلال و دعاوى القومية المتعصبة و التمسك بالثوابت مستفيدة من انحسار العقل العربي و تلبسه بشيطان التكفير و الجهاد. و دأبت تلك الأنظمة كعادتها على إعلان رسمي يؤيد العراق و شعبه ويدعم سير العملية السياسية في ذلك ظاهريا ً فقط في المحافل الدولية و الإقليمية. و من جهات أخرى أخذت تأوي الإرهابيين و تقدم لهم الدعم البشري و اللوجستي و المادي و خصصت ميزانيات ضخمة لدعم الإرهاب في العراق و كان التيار الديني هو الرحم النجس الذي يتولد من خلاله الإرهابيون و ينشرون سمومهم في عقول المراهقين سعيا ً لإعداد أجيال من الانتحاريين العاشقين لدماء الأبرياء الحالمين بسبعين أو ما يزيد من الحور العين.
لقد أدركت الأنظمة الاستبدادية أن نجاح التجربة الديمقراطية في العراق سيعجل في إسقاطها و سيعري فسادها و استبدادها و سيفتح الباب مشرعا ً للتغيير في أرضها و من هذا المنطلق اعتبرت القضاء على جنين الحرية و الديمقراطية و الأمل في العراق هدفا ً استراتيجيا ً لا بد من تحقيقه لبقائها و استمرارها, فالحرب على الحرية و الديمقراطية في العراق حرب وجود لا حرب حدود بالنسبة للأنظمة الاستبدادية التي وضعت نصب عينها مقولة أنا وبعدي الطوفان. لقد أدرك الجميع و على رأسهم قسم كبير من بعثيي العراق أن صدام و القيادة السياسية كانت مستعدة لمد أوروبة وأمريكا بدماء العراقيين و تقديم ملايين من أبناء العرب و المسلمين قرابين في مذابح البقاء في السلطة و محراب أبدية النظام و خلود القائد.. و للأسف الشديد نجد العديد من أبناء العرب منتشين برائحة الدم العراقي و متلذذين بصور الأشلاء و الرؤوس المقطعة. و إن كنت أتفهم سبب ذلك لدى الفاسدين و المستفيدين من ثروات العراق المنهوبة و الموجودين في الدول المجاورة من أصحاب الامتيازات في النظم الاستبدادية إلا أنني لا أرى سبا ً منطقيا ً أو عقلانيا ًواحدا ً يدفع أولئك العربان المكتوين بتيار الظلم و الفساد بمؤازرة القتل و دعم الأنظمة المستبدة.
هذا فيما يتعلق بخارج العراق إلا أن القلق الشديد و الخوف الكبير إنما يأتي من داخل العراق ذاته, فلقد بدا واضحا ً أن أطيافا ً عراقية منتسبة إلى الإسلام السياسي تعتبر هدفها الأسمى و غايتها الأولى التمكين لمعتقداتها و بناء دولتها الدينية و لو كان ذلك على حساب البلد و أهله و أنا لا أتحدث هنا عن أولئك الدين يدعون للردة إلى الفكر البائد إنما تحدث عن زعماء و قادة أخذوا على عاتقهم طيلة السنوات الثلاث السابقة تحرير العراق من الاستبداد البائد و بناء دولته الديمقراطية. لقد بدا واضحا ً من خلال مساجلات كتابة الدستور الحرص الشديد من بعض الأحزاب العراقية على اعتبار العراق و شيعته و مستقليه ثانيا ً و احتلت الأولوية في العمل و الفكر لثوابت و قيم أثبت ضررها التجربة العملية. فالدولة الدينية في إيران ما زالت تخرج من فشل إلى فشل و لم يستطع التيار الإصلاحي تحقيق أي مكاسب حقيقية أو أي تقدم طفيف على حساب تيار المتعصبين و المتزمتين الذين استولوا على كل مفاصل الحكم و الدولة. كذلك كان الحال في السودان و أفغانستان.
من المعيب حقا ً لقادة التيار الديني في العراق أن يؤخر مصلحة البلد و شعبه على حساب انتماءاتهم الفكرية . و إذا كانت المسألة في صميمها رضاء الله فإن الخلق عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله و الأقربون أولى بالمعروف. فيا سادتي لقد كانت دعوة محمد في أساسها رحمة للعالمين فدعوا شعب العراق من تجارب الدول الدينية التي لم تخلف سوى الخراب و الدمار للبلاد و العباد.
و هنا تجدر بي الإشارة إلى مقالات الأستاذ عزيز الحاج لأنني أتفق معه في التوجهات النهائية لدعوته إلا أنني أختلف معه في اعتبار السياسة تنازلات. ربما تكون السياسة مصالح و تكتيك. إلا أن الخطر الداهم و الجاثم فوق أرض العراق إنما يتهدد حاضره و مستقبله و أقصد بذلك الإرهاب تحت دعاوى المقاومة من جهة و انتهاك حقوق الإنسان تحت دعاوى تطبيق الشريعة من جهة أخرى , فنحن المحبون لرؤية العراق حرا ً ديمقراطيا ً مستقلا ً فدراليا ً موحدا ً, لم يكن يدور في خلدنا أن ترتكب في العراق الجديد جرائم باسم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
إن مسؤولية الأئمة والقادة و الزعماء الدينيين كبيرة جدا ً أمام الله و أمام الناس و إذا لم تنجح تجربة العراق فالله وحده يعلم حجم المأساة المنتظرة. و أقول ذلك محذرا ً و لست متشائما ً إنما يجدر بكل مؤمن بالله و بالحرية و بالديمقراطية و كل محب للعراق و أهله أن يتنبه للمخاطر الداخلية في البيت العراقي التي تعد أكبر ضررا ً من الإرهاب الذي لا بد أن يندحر و يتلاشى و لو بعد حين.
1092005
http://www.ehsantaleb.blogspot.com



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لست وحدك كل النساء
- معذرة إلى أرواح شهداء الجسر
- أرض بين الشريان و الوريد
- صورة تتحدى الحزن
- ثقافة العنف و ضرب النساء
- نداء إلى كل وعاظ الحضارة /4
- خلوة بين التراب و الروح /3
- من المسؤول يا وطني /2
- كلمات غائبة عن الوعي1)
- معارضة
- قوى اليسار الديمقراطي والتيارات الليبرالية مسؤولية بناء دستو ...
- غراميّات الفرزدق وقصاص ابن لادن
- الحرير فوق أجساد مترفة
- مراجعة للثقافة الدينية السائدة المسؤولة عن عبودية المرأة للر ...
- مراجعة للثقافة الدينية السائدة
- حاول أن تفهمني
- الأصولية الأمنية والتهم الجاهزة، مذكرة دفاع عن حازم نهار
- فن الحوار و التواصل مع الآخرين مهارات إدارة النقاش 2من 2
- فن الحوار و التواصل مع الآخرين(1 من 2) مهارات إدارة النقاش
- بين أحضان القمر الراحل


المزيد.....




- -أسوأ معاملة إنسانية-.. قائد شرطة يتحدث عن رجل زُعم أنه كان ...
- مباشر: كييف تبدأ بتشكيل فريق لمراقبة هدنة محتملة وويتكوف ينق ...
- حماس توافق على الإفراج عن جندي إسرائيلي-أميركي وجثامين 4 من ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير 29 بلدة في كورسك و4 بلدات في دونيت ...
- مهرجان الألوان الهندوسي يجذب الملايين
- مصر.. الأمن يلقي القبض على مسن بتهمة التحرش بطفلة
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في كورسك
- -حماس- تعلن موافقتها على مقترح تسلمته من الوسطاء لاستئناف ال ...
- حاسوب أمريكي يحل مشكلة معقدة أسرع بمليون سنة من الحواسيب الع ...
- سوريا.. أهالي السويداء يرفعون علم الموحدين الدروز في ساحة تش ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احسان طالب - العراق و أهله أولا ً