أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عامر صالح - إعادة إنتاج العبودية الثقافية والسلوكية !!!














المزيد.....

إعادة إنتاج العبودية الثقافية والسلوكية !!!


عامر صالح
(Amer Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4701 - 2015 / 1 / 26 - 22:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



عامر صالح

من المعروف تاريخيا إن العبودية والمجتمع العبودي هو أول مجتمع طبقي متناحر في التاريخ نشأ على أنقاض المجتمع المشاعي البدائي. وقد وجدت العبودية بدرجة أو أخرى في جميع المجتمعات البشرية. وقد بلغ هذا النظام اعلي أشكال تطوره في اليونان القديمة وروما القديمة, حيث كان العبيد قد أصبحوا القوى الإنتاجية الرئيسية للمجتمع. وكان ملاك العبيد في النظام العبودي يشكلون الطبقة الحاكمة. والعبيد في هذه المرحلة التاريخية هم جزء من ممتلكات سيدهم ولهم حق التصرف بهم والتدخل في ثنايا حياتهم جملة وتفصيلا بما فيه بيعهم وشرائهم وزجهم كوقود في معاركهم المختلفة من اجل التوسع والاستحواذ على أراضي الغير وأملاكهم, كما لا يمتلكون أي حقا مدنيا لتقرير شؤونهم إلا بموافقة المالك لهم, فهم جزء من ممتلكات السيد المالك !!!.

والعبودية أو الرق هو نوع من الأشغال الشاقة القسرية طوال الحياة للعبيد حيث يعملون بالسخرية القهرية في الأعمال الشاقة والحروب وكانت ملكيتهم تعود للأشخاص الذين يستعبدونهم وكانوا يباعون في أسواق النخاسة أو يشترون في تجارة الرقيق بعد اختطافهم من مواطنهم أو يهدي بهم مالكيهم. وممارسة العبودية موغلة في التاريخ العربي والأوربي والأمريكي, كما هناك اجتهاد في الأديان السماوية اليهودية والمسيحية والإسلامية في التعامل مع ظاهرة العبودية في محاولة للتخلص منها تدريجيا تحت وطأة ظروف الحياة المتغيرة التي لا تقبل بالعبودية كخيار للعيش !!!.

العبودية انتهت في أمريكا وأوربا كتشكيلة اجتماعية واقتصادية وفكرية وسلوكية وتركت ورائها فتات من متفرقات الظواهر وبقت في العالم العربي والإسلامي كجزء من منظومة قيم التخلف والرذيلة والخضوع والتي تعيد إنتاج نفسها بمختلف المظاهر في مجتمعات متناقضة ومتصارعة بين قيم التخلف وقيم التمدن والحضارة. ويكفي هنا الإشارة إلى تقرير منظمة "وولك فري " والصادر في نهاية العام 2014 بالتعاون مع مركز العدالة لحقوق الإنسان للحد من العبودية الحديثة, والذي أكد أن ما يقارب 30 مليون فرد يعيشون في عبودية, نصفهم في الهند, فيما تنتشر أعلى نسبة في موريتانيا حيث تقدر ب 2.4% من السكان, ثم في بلدان عربية أخرى كتونس والمغرب وغيرها. وبحسب هذه الدراسة فأن الفساد هو السبب وراء انتشار الظاهرة وليس الفقر وتشمل الظاهرة الاتجار بالبشر والعمل الإجباري واستغلال الأطفال والزواج ألقسري والمبكر !!!.

كما تمارس العبودية على نطاق واسع في دول الخليج العربي كسلوكيات اجتماعية شائعة اتجاه الوافدين من القوى العاملة من مختلف دول العالم وبشكل خاص الافرواسيوي حيث يتم احتجاز جوازاتهم حين دخولهم مباشرة إلى بلد "الضيافة " ثم ارتهانهم في الإقامة وتسير أمورهم حسب مزاج صاحب الدار ووضعهم تحت الإقامة الجبرية, فلا خروج من البلد إلا بأذن من " المضيف ". وإذا كانت القادمة للعمل سيدة مضطرة بحكم ظروفها فأنها ستتعرض إلى مختلف صنوف القمع والإرهاب والعبودية الشخصية والمضايقات الشخصية واغلبها ذات الطابع الجنسي بفعل عوامل الكبت والحرمان والتخلف لدى "المضيف " !!!.

أما إذا كان القادم من الدول الأخرى المصدرة للقوى العاملة ذكرا فأنه سينوء تحت وطأة مزيدا من التهديد والإرهاب والجلد وقطع الرقاب وخاصة إذا تجرئ على إقامة نوع من التواصل مع ربة دار المضيف. على العموم فأن العبودية كمرحلة تاريخية اقتصادية اجتماعية في طريقها إلى الزوال ولكنها باقية كنمط سلوكي قهري يشد المتخلف دوما إلى الإبقاء عليه !!!.



#عامر_صالح (هاشتاغ)       Amer_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو حشد شعبي عراقي عابر للطوائف لدحر داعش !!!
- جموع الحشد الشعبي الشيعي بين مقاتلة داعش ودعاوى الشكوى منه ! ...
- الإرهاب ضد الصحافة الفرنسية إنكار لأبسط القيم الإنسانية وقيم ...
- ملاحظات أولية حول السرقات الفكرية في ألنت منظومة التواصل ال ...
- - انهيارات - الشاعر سعدي يوسف في السيكولوجية المعاصرة !!!
- التجارب الميدانية للإسلام السياسي تستدعي مزيدا من التحييد ال ...
- السب والتهجم على الرموز الدينية بين - الجرأة - والثقافة الضح ...
- الفرق بين محاربة الدين ومحاربة الإسلام السياسي !!!
- في سيكولوجيي العشيرة وثوار العشائر بين مفهوم الثورة وتصدع ال ...
- داعش ودلالات قطع الرؤوس بين القدسية والبحث عن قرينة تاريخية ...
- التعصب والاحتقان الطائفي وصعوبة بناء حكومة وطنية مهنية !!!
- التعليم العالي والبحث العلمي: الصعوبات ومبررات الإصلاح ومهمة ...
- أطرح مجددا أمام الحكومة الجديدة والبرلمان: المرتكزات الأساسي ...
- الخلفية الدينية المقدسة لفهم ظاهرة الهوس الجنسي والملذاتي لد ...
- حيدر ألعبادي بصيص أمل في وسط عتمة لا تطاق في الأخلاق والسياس ...
- الأسباب الكامنة وراء انتعاش الإرهاب المدمر في العراق داعش أ ...
- سياق نشأة داعش عربيا وعراقيا وقطع الرؤوس ونظرية المؤامرة !!!
- ختان الإناث أو ما يسمى - بخفض الجواري - بين الاضطهاد والشرعن ...
- ملاحظة: ما لا أتمناه لبغداد الحبيبة عاصمة كل العراقيين بعربه ...
- ما لا أتمناه لبغداد الحبيبة عاصمة كل العراقيين بعربهم وأكراد ...


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عامر صالح - إعادة إنتاج العبودية الثقافية والسلوكية !!!