أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - دوني بايّار - اسئلة حول مجزرة موسكو















المزيد.....

اسئلة حول مجزرة موسكو


دوني بايّار

الحوار المتمدن-العدد: 346 - 2002 / 12 / 23 - 04:22
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 
Denis Paillard

 

"التحرير والابادة”. يلخص عنوان "فلاست” (١) هذا جيدا السياسة التي اعتمدتها السلطات الروسية في معالجة خطف مئات الرهائن المدنيين في موسكو على أيدي مجموعة من المسلحين الشيشان يوم 23 تشرين الاول/اكتوبر 2002. وكانت المحصلة 128 قتيلا بين الرهائن، خمسة منهم بالرصاص والبقية اختناقاً بالغاز الذي استخدم لحظة الاقتحام. اما من جهة الشيشان فهناك 41 قتيلا (بينهم 19 امرأة) غالبيتهم العظمى دون سن الثلاثين وقد تمت تصفيتهم "بطلقة تأمين”. 

وقد اثارت الطريقة التي اجريت فيها المفاوضات والهجوم العديد من الاسئلة. السلطات فضلت الصمت ورفض مجلس الدوما اقتراحين بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية. وحول سبب عدم قيام افراد الكومندوس بتفجير حمولتهم من المتفجرات، تنقل صحيفة "كومرسانت" في عددها الصادر في اول تشرين الثاني/نوفمبر آراء عدد من الخبراء وعناصر الاجهزة الخاصة: الاجهزة المعدة لتفجير القنبلتين الرئيسيتين وسط المسرح لم تكن في وضع التشغيل على ما يبدو. وتضيف الصحيفة انه في لحظة الهجوم كانت النساء فقط من عناصر الكومندوس موجودات في الصالة بينما كان الرجال ومنهم المسؤولان موسفار باراييف وابوبكر في قاعة جانبية. وهذا ما تؤكده الصور المرعبة التي بثتها جميع محطات التلفزة الروسية صباح 26 تشرين الاول/اكتوبر. 

اما السؤال الآخر الذي يخشى ان يبقى من دون جواب فيتعلق بمصير الخاطفين. في كل الاحوال، فإن تصفية جميع الشيشانيين (٢) في مسرح العملية تعبّر عن رغبة السلطات الروسية بعدم تحمل وزر السجناء الذين قد يتبين خلال المحكمة انهم سيدلون بشهادات مزعجة. فالعديد من الشهادات توحي ان العملية لم تكن في الضرورة انتحارية وان الكوماندوس كان يسعى الى التفاوض. في مطلق الاحوال اعادت هذه الاحداث المأسوية التذكير بشكل مفاجئ بحرب الشيشان المنسية. واول من تذكرها هو المجتمع الروسي الذي يبدي لامبالاة كاملة تجاهها بالرغم من انه غير مندفع لدعم الحرب هناك. غير انه لا يبدو ان الظروف التي اوجدتها عملية احتجاز الرهائن تشجع على بروز مشاعر معادية لهذه الحرب. والمثال على ذلك ان المؤتمر من اجل السلام في الشيشان انعقد في موسكو مطلع تشرين الثاني/نوفمبر وسط مقاطعة قسم كبير ممن كانوا قد ابدوا رغبة في المشاركة فيه. 

وتشير الحرب التي حطت رحالها فجأة في موسكو الى تطور عميق في الوضع الشيشاني حيث يقوم الجيش الروسي بأعمال النهب والسرقة وابتزاز المدنيين. فعمليات "التنظيف" اليومية تطاول اولا الشبان وقد اعلن احد المسؤولين الروس منذ تشرين الاول/اكتوبر ان كل صبي يتجاوز الثانية عشرة من عمره هو ارهابي محتمل... وكما اشار بعض المراقبين ومن بينهم السيد رسلان حزبواللاتوف الرئيس السابق لمجلس السوفيات الاعلى في روسيا عام 1993، والمعارض الثابت للحرب (٣)، فإن هذه الاعتداءات المستمرة تحول الشباب الى معين لتخريج المقاتلين الاستقلاليين فيما باتت الاحزاب الاسلامية المتطرفة تمثل الاكثرية في الشيشان. 

شكلت عملية خطف الرهائن في موسكو منعطفا اذ اشار العديد من الصحافيين ومنهم أنّا بوليتكوفسكايا ان المواطنين الشيشان المقيمين في روسيا باتوا عاجزين عن منع قيام العمليات فوق الاراضي الروسية. وفي 26 تشرين الاول/اكتوبر نشرت صحيفة "ازفستيا" تحقيقا بعنوان "ثورة الارامل" حيث ابدى رجال ونساء في مختلف قرى الشيشان من الذين فقدوا جميع اقربائهم استعدادهم لاكمال نشاطات مجموعة باراييف. 

بيد انه وفي مواجهة صعود التيارات الاسلامية الراديكالية في المعسكر الاستقلالي، يلاحظ بروز "معسكر للسلام”. فالمؤتمر العالمي الشيشاني المنعقد في كوبنهاغن في 30 و31 تشرين الاول/اكتوبر جمع ممثلين للانتشار الشيشاني قدموا من الدول الغربية وايضا من روسيا ـ ولوجود السيد حزبواللاتوف المتميز باستمرار عن الاستقلالين اكثر من معنى ـ اضافة الى مبعوثين من الرئيس اصلان مسخادوف. وكان الاصوليون المسلمون هم الغائبين الوحيدين. 

في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر استقبل الرئيس بوتين اعضاء بارزين في الانتشار الشيشاني وذلك بناء على طلبهم وبغية التشديد على ضرورة الاستعجال في اطلاق مباحثات سلام. اخيرا، نشرت مجلة "نوفايا غازيتا" في 12 تشرين الثاني/نوفمبر صورة عن وثيقة موقعة من السيد اصلان مسخادوف يجدد فيها ادانته لعملية خطف الرهائن ويعلن القطيعة مع السيد شامل باسايف ويعلن عن قراره بمحاكمته امام محكمة تابعة لجمهورية "اتشكيريا". 

اما الحكم الروسي فيكرر بلا ملل الخط المتشدد الذي اعتمده خلال احداث نهاية تشرين الاول/اكتوبر. وقد تبنت الدوما ومن بعدها مجلس الشيوخ تعديلات على قانون الصحافة تحد من الحريات وعلى مكافحة الارهاب وتطلق يد السلطات التي يمكن ان تحدد اهدافها بطريقة استنسابية. 

في موسكو تتعرض الجالية الشيشانية لاعمال التفتيش والتوقيف الاعتباطي. في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر استنكرت السيدة سفيتلانا غانوشكينا، العضو في جمعية مساعدة اللاجئين Grajdanskoe sodejstvie  والعضو في لجنة حقوق الانسان لدى رئيس الاتحاد الروسي، استنكرت تزايد الاجراءات التي تطاول الشيشانيين المقيمين في موسكو: طرد الاولاد من المدارس والعائلات من المساكن والصرف من الخدمة. وقد تعرضت هذه السياسة للانتقاد حتى داخل الطبقة السياسية الروسية الحاكمة. فالسيد الكسي ارباتوف، النائب ورئيس لجنة الدفاع في الدوما (٤)، يقر بأن غالبية الشيشانيين باتت تتعاطف مع الاستقلاليين ويضيف: "علينا اعادة تقويم السياسة التي انتهجناها في الشيشان على المستويات العسكرية والاقتصادية والسياسية خلال السنوات الثلاث الماضية. في كل حال، حتى وزير الدفاع سيرغي ايفانوف وصف مؤخرا ما يحدث في الشيشان بأنه حرب بينما التعبير الرسمي هو عملية لمكافحة الارهاب. هذا يعني ان الاحداث تفلت من اي سيطرة”.

 

--------------------------------------------------------------------------------

١  ملحق صحيفة "كومرسانت" اليومية، في  ٥/١١/٢٠٠٢.

 2 يمكن ايضا التساؤل حول العدد الفعلي لعناصر المجموعة والقرار بحرق جثثهم والعدد الكبير من "المفقودين”. هناك على الاقل رهينة واحدة وهو طالب في مدرسة عسكرية اطلق عليه الرصاص من طريق الخطأ وقد وجدت جثته في مشرحة سجن ليفورتويو من بين جثث اخرى معدة للحرق.

3 راجع

Le Monde du 4 novembre 2002.

 4 مقابلة مع صحيفة

Komsomolskaïa Pravda, 9 novembre 2002.

 

 

جميع الحقوق محفوظة 2001© , العالم الدبلوماسي و مفهوم
 



#دوني_بايّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - دوني بايّار - اسئلة حول مجزرة موسكو