يوسف عودة
(Yousef Odeh)
الحوار المتمدن-العدد: 4701 - 2015 / 1 / 26 - 11:37
المحور:
القضية الفلسطينية
تعصف بنا الأزمات التي تكاد أن تتخطى كل الحدود، وأن تذيب كل الحواجز وأن تصهر كل المبادئ والقيم التي من الممكن لها الحفاظ على الخطوط العامة للحياة بشكل عام، لكن إرادة الناس وإدراكهم لما يدور حولهم يعينهم على الصبر وتحدي الصعاب والعقبات التي تعترضهم، ورغم هذا إلا أن هنالك سؤال بحاجة ماسة للإجابة عليه، إلى متى ستبقى تعصف بنا هذه الأزمات التي تتوالى علينا واحدة بعد الأخرى، منها الداخلية والسياسية، الاجتماعية والاقتصادية وغيرها الكثير الكثير، وهنا نحن نؤكد على إيماننا العميق بقضاء الله وقدره، وأن بعض الأزمات والمحن التي نبتلى بها، تكون بإرادة الله ولا اعتراض على حكمه.
ولكن النوع الأخر من الأزمات والتي نفتعلها نحن، ونبدأ بتوسيعها وتمكين أُسسها، حتى تكاد تكون بحجم السماء، ثم نأتي لنقر بوجب التخلص منها وإنهائها بشكل رسمي، وكأن الظروف المحيطة بنا، قادرين على تسييرها والتحكم بها كلعبة، نفكفك ما شأنا ونركب ما نريد، غير معيرين أي أهتمام للمثل القائل "إنقلب السحر على الساحر"، نعم هذا هو واقعنا الآن، إنسابت الأمور من بين أيدينا كما ينساب الماء من بين أصابعنا، وأصبحنا وبكل صدق غير معنيين بتصويب الأوضاع، وهنا نحن غير معنيين وليس غير قادرين، بمعنى أنه لو أردنا بحق التخلص من الآثار السلبية التي لحقت بنا جراء أزمتنا الداخلية بالمقام الأول، لفعلنا مع القليل من التنازل عما اكتسبناه خلال الفترة السابقة.
ثلاثة أمور تساعدنا وتقوي من عزيمتنا للتخلص مما وصلنا إليه، من أزمات باتت تنهك قوانا، وتتهدد معيشتنا وتعرضنا للأسوأ، أولها النية الصادقة بالعمل الجاد على إحقاق الحق وإعادة الأمور إلى نصابها العامة، يليها الإدراك بأن المكتسبات التي تم جنيها خلال الفترات السابقة هي حق عام، وبالتالي من المفروض بل ومن الواجب إعادتها، وإما الأخيرة فتكمن بقاعدة لا غالب ولا مغلوب، على أعتبار أن الكل واحد وليس أحزاب وفئات متفرقة، فمهما كانت توجهاتنا ومبادئنا، إلا أننا بنهاية المطاف شعب واحد يسعى لتحقيق حلم واحد.
#يوسف_عودة (هاشتاغ)
Yousef_Odeh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟