محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 4701 - 2015 / 1 / 26 - 04:39
المحور:
المجتمع المدني
الله،منذ زمن لم تكتحل عيوننا برؤية ناس يقبلون تراب الوطن.
في الصويرة رفعوا التراب فوق هاماتهم ليس حزنا كما تفعل قريبات المتوفي وانما وضعوه تقديسا واحتراما وحبا.
لقد غسلوا بعض الصدأ في نفوسنا وامدونا برحيق العراق الذي اصبح سرابا بعد هذه السنوات العجاف.
النور دائما يأتي من كوة صغيرة والصويرة كوة ولكنها ليست صغيرة في حب ابنائها للعراق.
هاهو احد الاطباء " مزاحم مبارك" يحمل عدة العلاج ليلف على الاهالي هناك،يعالجهم ويفحص اطفالهم ويداوي مرضاهم،لم يسأله احد ولم يأمره احد،الوحيد الذي امره هو العراق،هذا الوطن الذي سلبوه اعز مايملك ولكن هيهات ان تدوم لهم.
وهاهم يشيعون الناشط المدنية انعام الحمداني،هذه المرأة التي عرفت كيف تحب الوطن دون مقابل بعد ان قدمت له كل ماتستطيع.
رحلت عن هذه الدنيا ولكنها ظلت في قلوب الشرفاء،ودّعوها ولكنهم عاهدوها بانها ستبقى حبة من حبات القلب ونبض لايتوقف مهما ارادوا ان يوقفوه.
تمنينا ان نكون مع طبيب الصويرة لنمسح حبات العرق عن جبينه ونتبرك بحبه لهذا الوطن.
تمنينا ان نكون مع انعام لنعينها على حمل مشاكل اخوانها ولكن عزاؤنا ان رجالا هناك وضعوها في بؤبؤة العين واغمضوها عليها.
شكرا ل" ابو يوسف" الذي لا اعرفه ولكني احس به مثل طير الدوري الذي لايستكين حتى يرى النور امامه،تراه هنا وهناك لايستقيم له حال ،يحمل قلق الفقراء وهموم المعذبين هناك.
يكتب ويكتب وفي اغفاءة الليل يحلم بعراق جديد
من كوة الصويرة جاءنا نور يغمر كل الارض هناك ويزيل بعضا من متاعبنا بعد ان اغرقنا الطغاة في سيل من الدماء وتاه الكثيرون منْا في لجة التوهان وانكسر بعضنا ولم يزل بعضنا الآخر يبكي على عراق على وشك ان يضيع.
سيقول لكم اولاد الملحة من على بعد الاف الكيلومترات نعاهدكم باننا لن نبكي بعد ونحن نراكم ترفلون بحب العراق.
فاصل معاد: ترى كم برلماني زار منطقته الانتخابية بعد جلوس مؤخرته على الكرسي وكم مسؤول خدمات زار تلك القرى التي لايريد ناسها سوى الكلمة الطيبة وهي صدقة في عرف الجميع الا في عرف هؤلاء اللصوص.
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟