قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4699 - 2015 / 1 / 24 - 23:03
المحور:
سيرة ذاتية
رحيل طفل في الخامسة والسبعين ..
غادرنا قبل سويعات ، أي منذ ساعات صباح السبت ، أخي الأكبر عن عمر يُناهز ال- 75 عاما ..
وقبل دقائق معدودة عُدتُ إلى بيتي تعبا ، حزينا ، مهموما ومشغول الفكر .
كان لي بمثابة الأب ... لقد كان شابا يرتاد سوق العمل في تل ابيب ، حينما كنتُ طفلا ، أحبو ، ارتاد المدرسة الإبتدائية .
لطالما نفحني من كرمه الذي لا يعرف الحدود ، حبا ودعما ومصروف جيب .
وحينما كبرتُ ، اصبحت رجلا ورب عائلة كبيرة .. كنتُ أترك عائلتي لأتناول معه وجبة غداء يوم الجمعة ، كل جمعة تقريبا ..
وتعلّق به الصغار قبل الكبار ، لقد كانت له روح طفل في جسد عجوز .
كان الصديق المقرب لصغيرتي ولكل الصغار في العائلة .
له دفتر عتيق ، عمره يزيد على العشرين عاما ، وفيه سجّل خلال السنوات الالغاز والأحاجي ، يمتحن كل صغير وصغيرة يأتي لزيارتهم ، لينتهزها فرصة لإعطاء هؤلاء الصغار جائزة نقدية سخية .
لم تكن الإنتسامة لتفارقه ، عند معانقته لصير أو صغيرة ، حتى في أقسى ظروف مرضه الذي لم يمهله طويلا ..
كان ببساطته ، ظرفه وإبتساماته التي ينثرها حواليه ، طفلا كبيرا ...
رحل الطفل الذي حنا علي صغيرا ..
فهل هناك جنة للعصافير ؟؟
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟