|
انتفاضات شعبية بلا نتائج ايجابية
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 4699 - 2015 / 1 / 24 - 22:03
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
انتفض شعبنا المصرى فى شهر طوبة / يناير2011 للتخلص من نظام مبارك (وليس من شخص مبارك فقط ، الذى يُعتبر نظامه امتداد لنظام يوليو1952) وكانت النتيجة أنْ سيطر الإسلاميون بقيادة الإخوان المسلمين على الحكم بعد تواطؤ مجلس طنطاوى/ عنان العسكرى والإدارة الأمريكية ضد شعبنا) ثم انتفض شعبنا للمرة الثانية فى 30 يونيو2013 للتخلص من الإخوان المسلمين ، ورغم ذلك (ومع مرور الذكرى الرابعة لانتفاضة يناير2011 فى يناير 2015) فإنّ حزبًا من الأحزاب الدينية الظلامية الماضوية الذى أطلق مؤسسوه عليه (حزب النور) يتم الاعتراف به رسميًا ، ويُسمح له بخوض الانتخابات البرلمانية ، والمغزى أنّ المسئولين لم يتعلموا الدرس من خطورة الأحزاب الدينية على الوطن ، وأنها أحزاب ضد الجماهير، طالما أنها ضد الحداثة وضد الحرية. وأنها السبب فى وجود الاحتقان الدينى بين أبناء الوطن الوحد . والاحتقان الدينى فى مصر ( بين أبناء أمتنا المصرية ) قديم قِدم ( طغيان اللغة الدينية ) وبصفة خاصة منذ إنشاء جماعة الإخوان المسلمين عام 1928. ولكن المفارقة أنّ عداء الإخوان المسلمين للعقل الحر وللوطن ، قبل يوليو52 يختلف عن عدائهم بعد ذاك التاريخ ، إذْ تمثــّـلتْ جرائمهم فى الاعتداء على محلات المصريين اليهود ( من منطلق المرجعية الدينية ) ولم يُراعوا دورهم فى الاقتصاد المصرى ، ولا فى العمالة من مصريين ( أغلبهم ينتمون للدين الإسلامى ) أما الاغتيالات ، فكانت سياسية بالدرجة الأولى ، مثل اغتيال كل من أحمد باشا ماهر (فبراير45) والقاضى أحمد الخازندار ( 22مارس 48) واللواء سليم زكى (4ديسمبر48) والنقراشى باشا (28ديسمبر48) أى أنّ الاغتيالات لم تشمل المختلفين معهم فكريًا وعقيدًا ، بينما اختلف الأمر بعد يوليو52 ، مثلما حدث مع اغتيال فضيلة د. محمد حسين الذهبى وزير الأوقاف الأسبق عام 77 واغتيال شهيد الفكر فرج فوده عام 92، ومحاولة اغتيال الأديب نجيب محفوظ عام 94. ويهمنى توضيح أنّ الجماعات الإسلامية التى نفذتْ تلك الجرائم خرجت من مدرسة الإخوان المسلمين ، خاصة فترة اعتقالهم ، وأنهم يعتبرون كتب سيد قطب هى التى هدتهم إلى طريق ( الحق ) حيث تطهير المجتمع من (( جاهليته المعاصرة )) الفارق الثانى أنّ الإخوان قبل يوليو52 لم ينجحوا فى طمس خصوصية شعبنا ، مثل الاحتفال بسبوع الطفل وخميس وأربعين المتوفى وزيارة المقابر والنذور للأولياء والاحتفال بهم فى طقوس الموالد الشهيرة التى يعشقها شعبنا (مسلمون ومسيحيون) لدرجة الولع . ولم يُصرّح أحد منهم بتحريم تهنئة المسيحيين بأعيادهم . أو تكفير تحيات شعبنا الشهيرة والمُـتعدّدة مثل (صباح الخير) و (صباح الفل) و( العواف ) إلخ أى أنهم لم يتجاسروا على فرض شمولية وأحادية التحية الواحدة ، كما حدث فى تجربة التحية النازية ( هاى هتلر) كما لم يتجاسروا على طلب وجوب فرض ( الجزية ) على المسيحيين مقابل حرمانهم من الدفاع عن الوطن ، وهى الأمور التى برزتْ بعد يوليو52. الفارق الثالث أنّ الإخوان المسلمين كانوا يُجابهون بقوة وحزم وبرسوخ مبدئى وشجاعة أدبية وبأسلوب علمى رفيع المستوى، منذ قاسم أمين ، أحمد لطفى السيد ، طه حسين ، محمود عزمى، عبد الحميد الحديدى ، أحمد زكى أبوشادى ، هدى شعراوى ، سيزا نبراوى ، درية شفيق ، منيرة ثابت ، سعاد الرملى ، لطيفة الزيات ، إنجى أفلاطون إلخ ، أما بعد يوليو52 فإنّ العقل الحر رصد أشكالا من المغازلة للتيار الأصولى ، وكان أصحاب تلك المغازلة من مُـتعلمين محسوبين على الثقافة المصرية من شعراء وروائيين وباحثين إلخ ، مع توضيح أنّ موقف أغلبهم تغيّر (نسبيًا) بعد انتفاضة شعبنا فى شهر طوبة / يناير2011، وبدأوا ينظرون (للصورة) من منظور جديد ، كما لو كانوا فى حجرة مظلمة ثم خرجوا إلى النور فجأة . مع بداية السبعينيات تفاقم الوضع بعد أحداث الزاوية الحمراء ، ثم كانت الذروة فى التسعينيات حيث تعدّدتْ أحداث العنف فى أشكال مختلفة : محاولة هدم كنائس ، هدم أضرحة ، تدمير محلات الفيديو (كان حديث الانتشار آنذاك) ، مذبحة الاعتداء على السياح فى معبد حتشبثوت فى شهر هاتور/ نوفمبر97. وكانت أحداث العنف تتوقف فترة ثم تعود من جديد مثل النار الخامدة تحت الرماد ، فكان الاعتداء على كنيسة القديسيْن بالاسكندرية مع وداع عام 2010 إلخ . ومن واقع ذاك التارخ الدامى فإننى لم أفاجأ بأحداث قرية الخصوص ، ولا بالاعتداء على الكاتدرائية التى تـُمثل الرمز العالمى لكنائس مصر. ولا بتضامن الشرطة مع المعتدين على هذا الرمز الدينى. كما لم أفاجأ بعدم تدخل الشرطة لحماية مؤسسة الأزهر، بينما دافعتْ وزارة الداخلية (بكل حماس ) عن ( مؤسسة مكتب الارشاد ) ولم أفاجأ ولم أنخدع بكلام الإسلاميين المغشوش عن التسامح والحب . ولن أفاجأ بأحداث أخرى ضمن متوالية الاحتقان الدينى فى مصر، طالما أنّ المنظومة السياسية والثقافية ( فى التعليم والإعلام ) تـُصر على أننا (مسلمون ومسيحيون) وتتغافل ( تلك المنظومة ) على أننا (( مصريون قبل الأديان وبعد الأديان )) وما حدث مؤخرًا هو نتيجة طبيعية لخديعة مساء 11فبراير2011، حيث التطبيق العملى لوعد بالفور (( من لا يملك أعطى لمن لا يستحق )) وبعد أنْ أطاح مرسى بالمجلس العسكرى امتلك الإخوان المسلمون والأصوليون الشجاعة ( بأثر رجعى ) فهاجموا المشير طنطاوى لأنه قال (( إنّ القوات المسلحة لن تسمح بأنْ تكون مصر لمجموعة واحدة دون بقية المصريين )) وقال عضو بمجلس شورى الإخوان إنّ المشير يُردّد تصريحات ملوثة تنتشر فى بعض وسائل الإعلام لتشويه الجماعة بأسلوب مُمنهج ورخيص )) ( المصرى اليوم 17/7/ 2012 ) وأعتقد أنّ المجلس العسكرى يتحمل مسئولية التطاول عليه لأنه هو الذى سمح لثلاثة آلاف من الأصوليين المصريين المُختبئين فى كهوف أفغانستان ، والمؤمنين بالعنف الدموى ، بدخول مصر بعد 11فبراير2011بثلاثة أسابيع . وهو الذى سمح لهم بتكوين أحزاب دينية رغم مخالفة ذلك للقوانين التى أصدرها لواءات المجلس العسكرى ، وكان معمول بها منذ أيام مبارك وعصابته. المشهد يصدق عليه المثل الشعبى العبقرى ( كانوا فى جره وطلعوا بره ) خصوصًا بعد أنْ سيطروا على مجلس الشعب بأغلبية اعتمدتْ على زغزغة المشاعر الدينية والرشاوى المادية. وهل دعم الإدارة الأمريكية العلنى والسافر للجماعات الإسلامية والذى وثقه أكثر من محلل سياسى (د. عمرو الشوبكى – المصدر السابق ص4نموذجًا) أحد أسباب هذا الصلف والغرور؟ يؤكد ذلك تصريح خيرت الشاطر الذى قال إنّ (( جماعة الإخوان تهدف إلى شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية )) (أهرام 25/6/2011) ولتأكيد ذات المعنى قالت السفيرة الأمريكية فى القاهرة ((إنّ نظام الإخوان المسلمين أكثر من صديق ، وأننا نحن الأمريكان لم نتوفع من الإخوان هذا التعاون السلس )) ( نقلا عن د. غادة شريف – المصرى اليوم 13/11/2012) وهل انزعاجهم من تصريح المشير له معنى آخر غير أنهم يرفضون التعددية الفكرية والدينية لشعبنا ، وبالتالى يرفضون مبدأ المواطنة ؟ هذا الرفض عبّروا عنه فى أكثر من موقف مثل تصريح د. ياسر برهامى الذى قال بوضوح (( نحن نرى عدم جواز تعيين نائب قبطى وامرأة لأنّ ولاية الدولة يجب أنْ يتولاها مسلم وهذا ينطبق على النائب )) (أهرام 5/7/2011) ونفس المعنى بذات الكلمات كرّرها أكثر من أصولى مثل خيرت الشاطر ( المصرى اليوم 24/4/2011) وأصدر د. ياسر برهامى فتوى شديدة الخطورة قال فيها (( إنّ سائق التاكسى أو الميكرباس المسلم لا يجوز أنْ يركب معه القس المسيحى)) والشيخ المذكور متحدث رسمى باسم حركة حصلتْ على ربع مقاعد مجلسىْ الشعب والشورى واختاره البرلمان كى يُشارك فى كتابة الدستور. والمجلس العسكرى يتحمّل مسئولية التطاول عليه ، لأنه لم يرد ولم يتخذ أى موقف جاد ومبدئى ضد من أهانوه مثل الأصولى صبحى صالح ( الذى عيّنه المجلس العسكرى فى لجنة تعديل بعض مواد دستور عام 71 وتم الاستفتاء عليها فى 19مارس 2011وهو الاستفتاء الكارثى) ورغم ذلك شبّه صبحى صالح أعضاء المجلس العسكرى ب (( كفار مكة )) ( نقلا عن أ. نبيل عمر- أهرام 17/4/2012) فلماذا صمتَ أعضاء المجلس العسكرى ؟ هل الجماعات الإسلامية تمسك ( ذلة ما ) عليهم ؟ سؤال يطرحه العقل الحر، ولا ينتظر إجابة ممن شاركوا فى جريمة السطو على الثورة . وإذا كان البعض يرى أنّ التطرف والشطط من صناعة الأصوليين المُتشدّدين ، وأنّ الإخوان المسلمين ( معتدلون ) فإنّ ما قاله د. محمد مرسى أثناء فترة ترشحه للرئاسة يؤكد أنه ( وجماعته ) لا يختلفون عن ( المُـتشدّدين ) إذْ قال (( سنـُعيد الفتح الإسلامى لمصر)) (نقلا عن أ. ماجد عطية- وطنى – 6/5/2012) وكان خيرت الشاطر أكثر وضوحًا إذْ قال (( إنّ الجماعة تستعد للحكومة الإسلامية بهدف الوصول إلى مرحلة سيادة العالم )) (المصرى اليوم 23/4/2011) وقال أيضًا ((المرجعية الإسلامية أساس لنهضة مصر)) (الشروق المصرية – 28/4/2011) وذكر د. محمد أبو الغار أنه حدث فى أحد مقار الشهر العقارى أنْ تقدّم شخص ملتح بكل صفاقة من أستاذة بطب القاهرة ليسألها عن ديانتها ، فقالت ببراءة أنها مسلمة. فأعطاها محاضرة بصوت عال عن ضرورة وضع الحجاب . ونقابة المحامين تسمح لحزب إسلامى تحت التأسيس بعقد مؤتمر فى إحدى قاعاتها ونشرتْ صورة لأحد أعضائه وخلفه ملصق كبير مكتوب عليه (حزب التحرير الإسلامى- ولاية مصر) وطالب قياديان بحزب النور بتعديل المادة الثالثة من الدستور لتنص على أنّ (السيادة لله) إذا وضعنا هذا فى الاعتبار عرفنا أنّ اسم الحزب (النور) لا يعنى الجوهر لأنّ مطلب (السيادة لله) هو العودة لعصور الظلم والظلمات ، حيث كان الخلفاء المسلمون يعتبرون أنفسهم (ظل الله على الأرض) والخطورة أنّ ما طالب به حزب (النور) تتبناه باقى الأحزاب الإسلامية وكذا (الدعوة السلفية) التى طلب أعضاؤها من لجنة الدستور تضمين النص على (السيادة لله وحده) وأنّ نظام مصر شورى مع إلغاء كلمتىْ (الديمقراطية والمواطنة) وطلب آخرون أنْ ينص الدستور على أنْ يكون رئيس الدولة (ذكرًا مسلمًا سنيًا) هذا هو الدستور الذى أجبر شعبنا على تجرّعه. ومنذ فبراير2011 وحتى الآن (مع بداية عام 2015) ارتكبتْ الجماعات الإسلامية العديد من الجرائم ضد شعبنا : قطع الطرق ، قطع أذن مواطن مسيحى ، قتل مواطن مسلم اشتبك مع أصولى حول وجوب صلاة الفجر حاضرة ، هدم الكنائس والأضرحة ، قتل شابيْن فى الشرقية لأنهما يعملان فى فرقة موسيقية ، قتل من يجلس مع خطيبته فى الطريق العام ، وأكد مدير البحث الجنائى بمديرية أمن السويس العميد سامى لطفى أنّ الذين قتلوا الشاب مُتشدّدون دينيًا وأنّ الشاب وخطيبته كانا جالسيْن مثل أى إثنين فى وضع طبيعى وغير مخل بالآداب . هؤلاء هم من تربّعوا على عرش مصر، بعد يناير2011. أهم أسباب نجاح الإسلاميين فى سرقة الثورة : الاعتماد على تراث تاريخى للوجدان المصرى تجاه الدين (أى دين) منذ ديانة مصر القديمة ومنذ المسيحية التى راح ضحية اعتناقها آلاف الشهداء ثم الإسلام الذى بدأ سُنيًا ثم تحول إلى الشيعية ثم السنة مرة أخرى على يد صلاح الدين الأيوبى ، وفى كل مرة فإنّ الوجدان الشعبى لا يهتم بالخلافات المذهبية ولا بتغيير (شكل) الدين ، لذلك غيّر شعبنا ديانته أكثر من مرة ولم يبال بالتفاصيل . لعب الأصوليون على الوتر الحساس فكان نجاحهم الساحق الماحق فى غزو قلوب شعبنا ، ولذلك يتغاضى الوجدان الشعبى عن أخطائهم القاتلة ، بسبب الترويج لمقولة أنها ((أخطاء فردية)) أو ((إنهم لا يفهمون الإسلام)) والترويج للمقولات المُضللة مثل ((صحيح الإسلام)) و((الإسلام الصحيح)) ومثل ((المُتأسلمين)) والتضليل الذى أقصده والذى مارسه كبار المُـتعلمين المحسوبين على الثقافة المصرية السائدة البائسة ، لأنّ الأصوليين واضحون فهم يستشهدون بالنصوص الدينية (لقد كفر الذين قالوا إنّ الله هو المسيح ابن مريم) المائدة /17، (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة) التوبة/123 والأحاديث مثل ((أمرتُ أنْ أقاتل الناس حتى يشهدوا أنْ لا إله إلآّ الله.. إلخ)) كما يتغاضى الوجدان الشعبى عن التصرفات اللا أخلاقية للأصوليين مثل حصول 60% من النواب الإسلاميين على قروض من صندوق خدمات مجلس الشعب ورفضوا سدادها. فإذا عرفنا أنّ المُرشح يصرف الملايين أثناء الحملة الانتخابية ، فلماذا يلهث وراء القروض؟ وأنّ أعضاء مجلس الشعب الإسلاميين صرفوا أدوية من صيدلية مجلس الشعب بمبلغ 800أ لف جنيه خلال خمسة شهور، منها 600 ألف جنيه أدوية مُنشطات جنسية. يتغاضى الوجدان الشعبى عن كل ذلك بسبب تغلغل قيمة (التسامح المثالية) التى ترفض التعامل مع الواقع المادى ، ويأتى عامل (ضعف الحركة الوطنية) ليكون العمود الثانى فى تثبيت دعائم الأصولية الدينية المُعادية لشعبنا ، ليس على مستوى وأد حرية الاعتقاد فقط ، وإنما أيضًا على مستوى الانتماء الوطنى (رفع الأعلام السعودية فى أكثر من محافظة مصرية- نموذجًا ، رفض الوقوف أثناء عزف السلام الوطنى ، وفى وجود رئيس الدولة- نموذجًا ثانيًا، إهانة الوطن {طظ فى مصر وأنه لا بأس من أنْ يحكمها أى إنسان مسلم غير مصرى- نموذجًا ثالثا ، مصر مجرد {ولاية} فى الخلافة العربية الإسلامية القادمة- نموذجًا رابعًا) رغم كل ذلك رأينا المحسوبين على الحركة الوطنية يُغازلون الإسلاميين ، ولعلّ درس نجاح الرئيس مرسى أنّ يكون دالا وعظة لمن لديه شجاعة مراجعة أفكاره : مثل حصوله على أغلب أصوات المرشح الناصرى . وأثناء الانتخابات (الجولة الأولى والثانية) قرأتُ مقالات غزل فى عبد المنعم أبوالفتوح باعتباره (ليبراليًا) رغم أصوليته. ومقالات غزل فى الإخوان كتبها من تصفهم الثقافة السائدة ب (الليبراليين) بعضهم يكتب فى العلوم الاجتماعية والسياسية والرواية والشعر. هنا تكمن الكارثة التى تواجه شعبنا : غياب حركة وطنية حقيقة (يوجد بعض الأفراد الشرفاء ولكنهم لا يُمثلون تيارًا ليبراليًا. وأنّ الليبراليين الحقيقيين ليس لهم منبر مستقل) تحت سنابك هذا الغياب امتلأتْ الفضائيات والأرضيات بأدعياء الليبرالية وأدعياء الماركسية. والكارثة الأفدح أنّ معظمهم يؤيدون الحزب المعادى للشيطان ويعتبرونه حزب (مقاوم) رغم جرائمه فى حق الشعب اللبنانى ، واعتدائه على السيادة المصرية. مضمون هذه الكارثة أنّ هؤلاء الأدعياء لا يعترفون بخطورة تهديد الأصوليين لأمن مصر القومى (ترحيل الفلسطينيين إلى سيناء نموذجًا) ولا بخصوصية شعبنا الثقافية. ولا يعترفون بوجود صراع بين ثقافتيْن (مصرية وعربية) على أرض مصر. وصدقتْ الكاتبة السعودية المُحترمة نادين البدير فى قولها الحكيم ((باسم الأخلاق ينتحر العرب ويتحوّلون باسم الدين لعالة وعار على العالم الذى يركض تجاه الفضاء. ونركض (نحن) تجاه عذاب القبر. ورغم ذلك ترتفع التحرشات الجنسية فى العالم العربى . وترتفع الكراهية. متى يستيقظ المجتمع من الوهم؟)) كان المُفترض أنْ تكون انتفاضة يناير انطلاقة للنهضة وللحرية ، وإذا بها تتحول إلى كارثة. ولكن ماحدث بعد مجزرة محمد محمود الثانية ومجزرة قصر الاتحادية ، غيّر رأيى إذْ رأيتُ الشباب الذين كانوا وقود الانتفاضة تعلموا من أخطائهم عندما تركوا ميادين الحرية مساء 11فبراير 2011 الأسود واعترفوا بكارثة تواطؤ المجلس العسكرى مع الإخوان والأمريكان . ولكن رغم الدور العظيم للشباب فى إزاحة نظام الإخوان المسلمين فى يونيو2013، إذا بالسيناريو المظلم يتكرّر من جديد، بعد السماح لحزب الضلمة (الاسم الحركى لحزب النور) بالمشاركة فى الحياة السياسية وخوض الانتخابات البرلمانية ، رغم أنّ أعضاء هذا الحزب الظلامى الماضوى ، أعلنوا أكثر من مرة عن رغبتهم فى إلغاء تدريس اللغات الأجنبية وعلى رأسها اللغة الإنجليزية ، ورغبتهم فى إلغاء تدريس العلوم الطبيعية ، وعلى رأسها الكيمياء والفيزيا والإحياء ، وبالتالى تظل مصر بعيدة عن روح العصر الحديث. كما أنهم لا يعترفون بالمفهوم العلمى لتعريف معنى (الوطن) ويُصرون على تعبير (أهل الكتاب) وتعبير (أهل الذمة) على المصريين (المسيحيين) وبالتالى سيظل الاحتقان الدينى قائمًا . ***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رفاعة الطهطاوى : ما له وما عليه
-
نماذج من رموز الفكر المصرى (5)
-
نماذج من رموز الفكر المصرى (4)
-
الإدارة الأمريكية وتوظيف الدين
-
نماذج من رموز الفكر المصرى (3)
-
نماذج من رموز الفكر المصرى (2)
-
نماذج من رموز الفكر المصرى (1)
-
أوروبا تدفع فاتورة مغازلة الإسلاميين
-
استباحة السيادة الوطنية
-
إسماعيل أدهم ودوره التنويرى
-
حرب الاستنزاف بين الحقيقة والوهم
-
كتابة التاريخ بين الرأى الشخصى والواقع
-
الفرق بين القدر اليونانى والزمان المصرى
-
توفيق الحكيم والوعى بالحضارة المصرية
-
مراجعة لتاريخ الحقبة الناصرية
-
كزانتزاكيس وصديقه زوربا
-
آفة الآحادية وأثرها على البشرية
-
التشريعات الوضعية تتحدى الأصولية الإسلامية
-
العلاقة بين الواقع والفولكلور
-
الإخوان المسلمون بين الشباب والشيوخ
المزيد.....
-
مرشح جمهوري يهودي: على رشيدة طليب وإلهان عمر التفكير بمغادر
...
-
الولائي يهنئ بانتصار لبنان والمقاومة الاسلامية على العدو الا
...
-
شيخ الأزهر يوجه رسالة حول الدراما الغربية و-الغزو الفكري-
-
هل انتهى دور المؤسسات الدينية الرسمية؟
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ال
...
-
الكشف عن خفايا واقعة مقتل الحاخام اليهودي في الإمارات
-
الجهاد الاسلامي:الاتفاق أحبط مسعى ايجاد شرق اوسط حسب اوهام ا
...
-
الجهاد الاسلامي:نؤكد على وحدة الدماء وصلابة الارادة التي تجم
...
-
الجهاد الاسلامي:نثمن البطولات التي قدمتها المقاومة بلبنان اس
...
-
الجهاد الاسلامي:اتفاق وقف اطلاق النار انجاز مهم يكسر مسار عن
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|