نظام الحكم والبيعة فى المملكة العربية السعودية :

وليد برهام

الحوار المتمدن-العدد: 4699 - 2015 / 1 / 24 - 20:48
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    

نظام الحكم والبيعة فى المملكة العربية السعودية :
أثار دخول العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز المستشفى، مطلع الشهر الجاري، وإعلان الديوان الملكي السعودي، وفاته، في الساعات الأولى من صباح الجمعة، عدد من التساؤلات حول سيناريو انتقال السلطة في المملكة.

ونحن لذلك نستعرض خطوات انتقال السلطة في المملكة العربية السعودية، وكيف يتم مبايعة الملك واختيار ولي عهده، وهي الخطوات التي تجاوزتها المملكة.


نظام ولاية العهد فى المملكة السعودية

القاعدة ان وراثة العرش من الأنظمة الملكية تكون جبرية، ولأكبر الأولاد سنا، أما في المملكة العربية السعودية فإن النظام يختلف، فمن ناحية وراثة العرش يلاحظ أنها ليست جبرية، وإنما يلزم قبلها العهد بها إلى شخص معين من الأسرة

وقد جرى التقليد على حصر وراثة العرش في أبناء الملك عبدالعزيز فيتولى العرش منهم الأخ بعد أخيه لا الولد بعد أبيه مع ترجيح الأكبر سنا،

فإذا استجمع ولي العهد الصفات التي يجب توافرها فيه فإنه سوف تأتي خطوة أخرى تتحقق فيها مشاركة الأمة، وهي عملية البيعة أو المبايعة، أي يبايع الإمام على الحكم بالكتاب والسنة والنصح للمسلمين أما الشعب المبايع، فعلى الطاعة في حدود طاعة الله ورسوله

ومن هنا يتبين لنا أن نظام ولاية العهد: المتبع في المملكة العربية السعودية إنما هو نظام يتفق مع النظام الإسلامي الذي سار عليه السلف الصالح.

وخلاصة القول: أن ولاية العهد في المملكة العربية السعودية هي للأخ بعد أخيه، وأن ولي العهد يجب أن تتوافر فيه صفات وشروط شرعية حددها الفقه الإسلامي، وأكد عليها القرار المشترك لمجلس الشورى ومجلس الوكلاء في المملكة العربية السعودية، والذي صدر في عهد الملك عبدالعزيز وأن الملك لا ينفرد بعقد ولاية العهد وإنما يساهم فيها أهل الحل والعقد في المملكة العربية السعودية بالمشاركة الفعلية في إبداء الرأي والنصح واتخاذ القرار، كما يقوم الشعب بالمبايعة.

وأهل الحل والعقد في المملكة هم: أسرة آل سعود، وأصحاب الفضيلة العلماء، ورؤساء المحاكم والقضاة، وأعضاء مجلس الوزراء، وأعضاء مجلس الشورى.


ولاية العهد السعودية هي ثاني أهم منصب في المملكة العربية السعودية، حيث أن ولي العهد هو من يخلف الملك بعد وفاته أو عجزه بتوليه مقاليد الحكم تلقائيًا، تبايعه الأسرة الحاكمة والشعب السعودي ملكًا على البلاد ويصدر الملك الجديد، «ولي العهد السابق»، أمرًا ملكيًا في الوقت نفسه بتعيين ولي العهد الجديد.
هيئة البيعة :
في 20 أكتوبر 2006 أسس الملك الراحل عبد الله آل سعود، نظام هيئة البيعة التي تتولى مبايعة الملك واختيار ولي العهد، "الملك المستقبلي"

يرأس الهيئة الأمير مشعل بن عبد العزيز آل سعود، ونص أمر تأسيسها بأنها تتكون من أبناء الملك عبد العزيز أو أحفاده في بعض الحالات التي يحددها النظام، بالإضافة إلى 2 يعينهما الملك، أحدهما من أبنائه والآخر من أبناء ولي العهد.
المادة الخامسة من نظام الحكم التي كان يتم وفقها اختيار الملك وولي العهد، والتي تنص على أن «نظام الحكم في المملكة العربية السعودية ملكي، ويكون الحكم في أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء، يبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم»، كانت تتضمن بندًا نصه: «يختار الملك ولي العهد .. ويعفيه بأمر ملكي»، وهو البند الذي استبدلته هيئة البيعة في نظامها ببند آخر ينص على أنه "تتم الدعوة لمبايعة الملك، واختيار ولي العهد وفقا لنظام هيئة البيعة"

وتنص المادة الخامسة من النظام الأساسي للحكم، ونظام هيئة البيعة أيضا على أنه «يتولى ولي العهد سلطات الملك عند وفاته حتى تتم البيعة»، وهو ما لا يتعارض مع المادة السادسة من نظام هيئة البيعة، التي تنص على أنه «عند وفاة الملك تقوم الهيئة بالدعوة إلى مبايعة ولي العهد ملكا على البلاد وفقا لهذا النظام والنظام الأساسي للحكم"

تنص المادة السابعة من نظام هيئة البيعة على أنه «يختار الملك بعد مبايعته، وبعد التشاور مع أعضاء الهيئة، واحدا، أو 2، أو 3، ممن يراه لولاية العهد ويعرض هذا الاختيار على الهيئة، وعليها بذل الجهد للوصول إلى ترشيح واحد من هؤلاء بالتوافق لتتم تسميته وليا للعهد، وفي حالة عدم ترشيح الهيئة لأي من هؤلاء فعليها ترشيح من تراه وليا للعهد" .

«في حالة عدم موافقة الملك على من رشحته الهيئة، فعلى الهيئة التصويت على من رشحته وواحد يختاره الملك، وتتم تسمية الحاصل من بينهما على أكثر من الأصوات وليا للعهد" .

اختيار الملك وولى العهد بعد وفاة الملك عبد الله بمرسوم ملكى منه :

أشارت المادة التاسعة إلى أنه يتم اختيار ولي العهد «في مدة لا تزيد عن 30 يوما من تاريخ مبايعة الملك" .

تلك هي الخطوات التي نص عليها نظام هيئة البيعة والتي كان من المفترض تطبيقها، والتي تم تجاوزها كلها بموجب الأمر الملكي الصادر في 27 مارس الماضي، والذي قضى ضمنا بتعيين ولي العهد القادم (في حال وفاة الملك)

وقضى الأمر باستحداث منصب ولي ولي العهد، وتعيين الأمير مقرن بن عبد العزيز، 69 عاما، بالمنصب، على أن «يبايع ولياً للعهد في حال خلو ولاية العهد، ويبايع ملكاً للبلاد في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد».
من هنا صار «سلمان» هو الملك و«مقرن» هو ولي العهد دون كل الخطوات سالفة الذكر، وصار مرسوم الملك الراحل عبد الله بن عبدالعزيز هو المحدد لانتقال سلس للسطة في السعودية.

د : وليد برهام
كاتب
وباحث
بالاعلاقات الدولية والقانون الدولى

#وليد_برهام (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات