أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمود جرادات - جمر تحت الرماد : ما بعد عبد الله بن عبد العزيز














المزيد.....

جمر تحت الرماد : ما بعد عبد الله بن عبد العزيز


محمود جرادات

الحوار المتمدن-العدد: 4699 - 2015 / 1 / 24 - 15:55
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


قبل 4 سنوات من الآن ، قال طلال بن عبد العزيز حسب ما نشرته وثائق ويكليكس ، أن الخلافات داخل الأسرة الحاكمة السعودية ستؤدي في نهاية المطاف إلى سقوط نظام حكم آل سعود، جاء تصريحه حينها بعد أن استقال من هيئة البيعة الموكلة باختيار ولي العهد، عقب انتخاب شقيقه المتشدد و المقرب من المؤسسات الدينية نايف بن عبد العزيز لمنصب الولاية ، و الذي توفي بعدها بأشهر قليلة.
طلال بن عبد العزيز لمن لا يعلم، أسس في نهاية خمسينيات القرن الماضي حركة الأمراء الأحرار ، و التي طالبت بتحويل نظام الحكم في السعودية إلى ملكي برلماني يكون منصب الملك فيه منصباً شرفياً و لا تتدخل العائلة المالكة في الشؤون السياسية ، كما و طالب بدولة مدنية و إبعاد المؤسسات الدينية عن التدخل في الشؤون العامة للدولة ، و نتيجة لأفكاره تعرض لمضايقات شديدة من قبل شقيقه الأكبر الملك سعود، و اتهمته المؤسسات الدينية بالترويج للعلمانية و الانحلال ، فهرب إلى مصر عام 1961 و التي كانت تحت حكم جمال عبد الناصر ، العدو الأكبر لآل سعود في ذلك الوقت ، قبل أن ينجح الملك فيصل بعد توليه الحكم بعدة سنوات، في إعادة شقيقه (المتمرد) إلى السعودية شريطة ألا يتدخل في شؤون الحكم بصورة مباشرة مع إفساح مجال مقبول له لحرية إنشاء مؤسسات مدنية و حقوقية و التعبير عن آراءه بطريقة لا تستفز المؤسسة الدينية.
قبل وفاة عبد الله بايام قليلة، خرج الأمير سعود بن سيف حفيد الملك السابق سعود بن عبد العزيز ، ليصرح بأبيات شعرية أن هناك جمراً يشتعل تحت الرماد و ينبغي إطفاؤه قبل وقوع حرب لا يمكن تفاديها (يقصد هنا العائلة الحاكمة) ، و بعد وفاة عبد الله و انتخاب محمد بن نايف ولياً لولي العهد من قبل هيئة البيعة، يخرج طلال بن العزيز مرة أخرى ليعلن أن هيئة البيعة لم تجتمع من الأساس و أن اختيار محمد بن نايف هو قرار ملكي تم اتخاذه بشكل فردي من قبل سلمان دون الأخذ بمشورة أحد، ربما من أجل تحضيره ليصبح ولي العهد المباشر بعد إبعاد مقرن ، و الذي لا يبدو على وفاق مع سلمان و لا مع المؤسسات الدينية ، كما أن والدته ليست ذات حسب و نسب و إنما كانت جارية من جواري الملك عبد العزيز ، لذلك لا يفضل الكثير من أعضاء العائلة الحاكمة أن يصبح مقرن ملكاً فيما بعد، لكنه في نفس الوقت يحظى بدعم مطلق من الأمير متعب الابن الأكبر للملك الراحل عبد الله ، و الذي يطمح بدوره في تولي الحكم يوماً ما . سلمان لم يكتفِ بتعيين ولي لولي العهد دون مشورة أحد بل و قام بعد ساعات من توليه الحكم في تعيين ابنه وزيراً للدفاع (رغم أنه صغير السن و يمتلك شهادة ماجستير اقتصاد !!!) و إعفاء رئيس الديوان الملكي المقرب من الملك عبد الله من منصبه فيما يبدو أنه محاولة لفرض الهيمنة على العائلة المالكة بأسرها، مما ينذر بحرب داخلية مقبلة كما تنبأ طلال بن العزيز قبل أربع سنوات من الآن.
بصورة عامة لا يمكن أن نعزل كل الخلافات الداخلية عن الوضع الخارجي في العالم ، فنحن نعلم أن دور السعودية، المنتج الأكبر للبترول في العالم، مهم في المنطقة بالنسبة لدول عربية و غربية كثيرة (و ليس أدل على ذلك من كمية النفاق الممارس على وسائل الإعلام الرسمية و الخاصة بدعوى الحداد على الملك عبد الله) و على رأسها أميركا ، التي لن تسمح بأي تحول في موقف السعودية ، بل ستسعى لأن يتولى الحكم فيها أقرب المقربين إلى السياسة الأميركية من أجل إكمال ما بدأت فيه من خراب في هذه المنطقة ، و يبدو سلمان خياراً مناسباً لذلك ، و ايضاً محمد من نايف ولي ولي العهد و الذي يعتبر العدو الأول لتنظيم القاعدة و تعاون مع أميركا في السنوات السابقة و اصبح يدها اليمنى فيما يسمى الحرب على الإرهاب ، كما يحظى بدعم المءسسات الدينية و يعتبر من الشخصيات المحافظة التي تعيش عقلياً في القرن الواحد و العشرين قبل الميلاد ، فيما يبدو على أنه تناقض مضحك بين حرب على إرهاب الجماعات الإسلامية و في نفس الوقت دعم للمؤسسات الدينية التي هي السبب الرئيسي في تخرج أفواج الإرهابيين من هذه البلد . لكن ماذا تريد أميركا أفضل من ذلك ؟؟ ادعم الإرهاب و صدره للخارج ثم حاربه ، و يترتب على ذلك إبقاء المنطقة مشتعلة أكثر فأكثر في العراق و سوريا و ليبيا و غيرها ، في استمرار لمسلسل الخيانة و التبعية المستمر منذ عقود، لذلك يبدو من المستبعد في أن يتولى مقاليد الحكم شخصية إصلاحية وطنية رافضة للعمالة ، و على ذلك أتمنى أن تصدق تنبؤات طلال و ان تأكل النار نفسها ....



#محمود_جرادات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللانهاية و الإدراك
- التساهل العلماني : الحرية المسمومة
- الإسلام يتحيز للرأسمالية
- تقليم الأظافر
- التاريخ يتوب عن الكذب
- لماذا نرفض الأديان
- النساء تحب الله أكثر
- الحضارة الإسلامية : الميت لا يعود إلى الحياة
- التحرش الجماعي بين الكبت الجنسي و علم النفس
- الكبت الجنسي في خدمة العنف الديني
- خروجاً من الدفاع السلبي
- المتمرد : قراءة في متاهة كامو الخالدة
- الإسلام و العلمانية : خرافة التوافق


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمود جرادات - جمر تحت الرماد : ما بعد عبد الله بن عبد العزيز