اقحام الذات : هل انت شخصية متطفلة؟

علي عبد الرحيم صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4699 - 2015 / 1 / 24 - 13:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

من بين السلوكيات اليومية المزعجة التي نواجهها مع الاخرين ، تطفل البعض وفضولهم على احولنا الاعتيادية ، إذ يبدي بعض الناس شغفا وحبا كبير نحو اقحام انفسهم في حياتنا اليومية ، وصنع الكثير من المشكلات وطرح التساؤلات بطريقة مزعجة وغير لائقة ، وليس ذلك فقط بل نجد ان بعض الاشخاص يحاول ان يفرضوا تصوراتهم الخاطئة علينا من دون علم ودراية بها ، مما يجعل هؤلاء حياتنا صعبة ومحبطة ومخيبة للآمال .
يطلق علماء النفس على هذه السلوكيات باسم اقحام الذات ، وهي سلوكيات تطفلية ومؤذية ونابعة من فضول الشخص وحشر انفه فيما لا يعنيه من الامور . وتظهر سلوكيات اقحام الذات بوصفها سلوكيات قهرية تدفع الفرد نحو اقحام ذاته وسط الناس حتى وان كان لا يعرفهم معرفة جيدة (غرباء) ، فنراه يطلق تعليقاته المزعجة على الاخرين ، ويقاطع حديث الناس ويتكلم معهم من دون اي استئذان او رغبة حقيقة في مساعدتهم .
لذا يعد اقحام الذات مشكلة سلوكية ودليل على ضعف مهارات الشخص الاجتماعية – الانفعالية ، ومن مؤشراته عدم فهم الشخص لحاجات الاخرين ، وسلوك تطفلي ظاهر ، ورغبة كبيرة في فرض اراء الفرد على الناس ، ونقد الاشياء والاشخاص بصورة مطلقة ، وكثرة الالحاح بالاسئلة ، ومجادلة افكار الناس وخططهم ومشاريعهم في الحياة من دون اية دعوة منهم ، والقيام بالامور الشخصية للاخرين او استعمال اشيائهم من دون طلب مشورتهم ، وعدم المبالاة بمشاعر الاخرين وراحتهم، وقد يصل الامر ان يفرض بعض الاشخاص مشاعرهم(كالحب) أو ذواتهم على الناس مثل اجبار الشخص فتاة ما على حبه والاعجاب به او فرض احد الاشخاص صداقته على شخص لا يعرفه .
أما اسباب ظهور هذه السلوكيات فيرجعها بعض العلماء ومنهم باتلر ، 1994 الى معلوماتهم الخاطئة حول كيفية التفاعل مع الاخرين فلا يحسنون التصرف الجيد او اتباع قواعد السلوك الاجتماعي في المواقف التفاعلية ، في حين يرجعها ارون بيك الى رؤية الشخص الخاطئة الى نفسه حيث يقول ان الكثير من الاشخاص لديهم صورة غير عقلانية عن ذواتهم فيرى البعض انفسهم بوصفهم خبراء بامور الحياة ولديهم خبرة كبيرة بأدق الاشياء مما يجعلهم يعتقدون بان من واجبهم أن يقدموا هذه النصائح او الخبرة للاخرين وبالمجان !!!
من هنا يجب علينا ان نكون واعين بانفسنا وحساسين الى مدى الحاجة الى اقحام انفسنا في المواقف الاجتماعية المختلفة ، فبعض المواقف تحتاج الى اقحام انفسنا مع الاخرين ولا سيما اذا ما كان الاشخاص لديهم وجهات نظر خاطئة او يحتاجون الى مساعدة من نوع ما .

#علي_عبد_الرحيم_صالح (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات