أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - دور الفكر في المذهب البرجماتي والوضعي














المزيد.....

دور الفكر في المذهب البرجماتي والوضعي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1314 - 2005 / 9 / 11 - 11:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


معظم الأنظمة والأحزاب السياسية في منتصف القرن الماضي في العالم استندت لمذاهب فكرية تدعو إلى الالتزام بالقيم الميتافيزيقية لتحرير البشرية من براثن العداء والكراهية وما أفرزته الحروب العالمية من نتائج سلبية تسببت في تصعيد حالة الكراهية والعداء بين الشعوب وعلى حساب مبادئ التسامح والمحبة بينهم. فالأحزاب السياسية المتبنية للتوجهات الفكرية الداعية للعدالة والمساواة بين البشر حققت انتصاراً كبيراً على غيرها من الأحزاب التي انحسرت توجهاتها على تحقيق المصالح القطرية والفئوية.
ولكن هذا الانتصار تراجع مع نهاية القرن الماضي نتيجة فشلها في تحقيق أهدافها على صعيد الواقع، فصدق الفكر لايعود لماهيته النظرية حسب، بل لمدى تطابقه مع الواقع فإن حقق غايته بصورة عملية تحقق من صدقه.
ومع ما شهده العالم من استقرار وانحسار للحروب العالمية بين الدول واحتكامها إلى لغة الحوار بدلاً من السلاح تراجعت أهمية الفكر لنشوء الأحزاب السياسية لصالح مبدأ تحقيق المصالح، والأخير حقق نجاحاً في كسب التأييد اللازم له وبانت نتائجه في وصول العديد من أحزابه السياسية إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع، وفي المقابل خسرت الأحزاب السياسية (الفكرية) مقاعدها البرلمانية في العديد من الدول الديمقراطية في العالم نتيجة تراجع شعبيتها.
يمكن لمس التوجهات البرجماتية بوضوح لدى معظم المشتغلين في العمل السياسي في الدول الديمقراطية فمبدأ تحقيق المصالح مع المجتمع هو الأساس لكسب المؤيدين لما يحققه من منفعة لجميع فئات المجتمع. فصدق الفكر يعني مدى تحقيقه للمنفعة عند إسقاطه على الواقع.
يرى ((تشاركس بيرس))"أن البرجماتية تسأل عن النتائج وتنصرف عن الفكر إلى العمل ولاتهتم بالماضي بقدر اهتمامها بالمستقبل".
تسعى البرجماتية لرسم الحدود وفصل المسارات ورفض التوجهات الفضفاضة التي تعنى بالشؤون النظرية دون التطبيقية، فتخالف الواقع وتبتعد عن الصدقية وتفشل في تحقيق المنفعة المباشرة لإنجاز المهام في العمل السياسي.
وبهذا فإن النهج البرجماتي، نهج عملي ومحدد المسارات في تطبيقاته. ويستند إلى التجارب لقياس صدق الأفكار لتحقيق المنافع، رافضاً المسارات النظرية غير التطبيقية. ويخطط إلى المستقبل ولايهتم بماهية الفكر إلا بقدر ما يخدم نتائج التجربة لتحقيق المنفعة المباشرة.
يعتقد ((تشاركس بيرس))"أن المذهب البرجماتي يجيب على فكرتين هما: أن جوهر الفكر يُكتشف عن طريق تحديد مساره. ويتم التحقق منه عن طريق الخبرات الحسية التي تقودنا إليه".
في حين أن المذهب الوضعي يُخضع الفكر إلى المنهج العلمي لتحقق من صدقه فإن توافق والظواهر العلمية المستندة إلى التجربة على صعيد العالم، يعد مطابقاً للواقع على الصعيد الاجتماعي ويتوجب اعتماده على نطاق واسع كونه حقق النجاح العملي.
يرى ((دون مارتندال))"أن الوضعية هي تلك الحركة من التفكير المستندة لكل تفسيرات التجارب في العالم، فمادام المنهج العلمي هو أسلوب التفكير الأكثر نجاحاً للوصول إلى نتائج التجربة الصحيحة يتوجب اعتماده كأساس لتحديد وجهة نظرة واحدة تجاه الظواهر البشرية أو الفيزيقية وتعميمها على صعيد الواقع الاجتماعي في العالم".
تميل الوضعية أكثر للاهتمام بتفاصيل الفكر لاستقراء ماهيته قبل التحقق من صدقه على صعيد الواقع، للحصول على نتيجة عامة وشاملة يمكن اعتمادها على نطاق واسع كونه خضع للتجربة وتم قياسه بمنهاج العلوم لتحقق من صدقه.
يرى ((تشاركس بيرس))"أن الوضعية هي التحقق المحكم لاختبار عبارات الفكر، لمعرفة ما تتضمنه من معاني بشكل دقيق".
عليه فإن البرجماتية والوضعية، كلاهما يُخضعان الفكر للتجربة لتحقق من صدقه، لكن الأولى تجد أن نجاح التطبيق المباشر للفكر على صعيد الواقع دليل كافي لإثبات صدقه دون الحاجة إلى الدخول في التفاصيل، فتحقيق المنفعة الكلي هو المعيار لصدق الفكر ولا حاجة للنظر في الماضي لرسم معالم المستقبل، فالماضي منتهي والحاضر والمستقبل هما الأساس للمجتمع للحصول على أكبر قدر من المنفعة.
في حين أن الثانية تُوجب خضوع الفكر بكافة تفاصيله ومعانيه للتجربة لقياس صدقه من خلال إخضاعه لمنهج العلم الطبيعي ليصار إلى تعميمه على نطاق واسع. وترفض عملية الفصل بين الماضي والمستقبل لقياس صدق الفكر من عدم صدقه.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الكيانات الحزبية على السلطة
- خلاف الرأي بين العقلاء والجهلة
- المهام والأداء في العمل السياسي
- الحرية والعدالة
- تحديات المجتمع المتخلف للدولة
- السياسيون السفلة
- التاريخ ودعاة الديمقراطية
- إدارة الصراع السياسي
- المسؤول والمسؤولية
- طغيان الرأي العام
- الرأي الأخر
- الديمقراطية والاحتلال
- السياسة والمصالح
- كبوة الأمم
- الفكر والسلطة
- الفكر والحزب
- الحكمة والحكيم
- ماهية المعرفة
- التعدي على حقوق الآخرين
- علم الفلسفة -الهدف والغاية


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - دور الفكر في المذهب البرجماتي والوضعي