أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - داعش .. والقوة المرنة














المزيد.....

داعش .. والقوة المرنة


زيرفان سليمان البرواري
(Dr. Zeravan Barwari)


الحوار المتمدن-العدد: 4698 - 2015 / 1 / 23 - 01:14
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


إرهاب داعش .. والقوة المرنة ؟! زيرفان البرواري


ان الارهاب الذي يهدد الحضارة الانسانية ، ويهدف الانسان في قيمه ومبادئة تتطلب جهودا ووسائل نوعية في القضاء عليه، فالقوة الصلبة (Hard Power) المقصود منها استخدام القدرة العسكرية والعقوبات الاقتصادية لإجبار طرف معين على الاستجابة لمتطلبات الطرف الاخر بالشكل التي تخدم الطرف الذي يستخدم القوة الصلبة.
ان التطور في العلاقات الدولية، وتعقيد موازين القوى ووسائل التاثير احدث تطورا ملحوظا على مصادر وانواع القوة، فالتطور الحاصل في مفاهيم القوة واستخداماتها عبر عن تقسيم جديد وفق ثلاثة انواع ( القوة الصلبة ، المرنة، الذكية)، حيث يرى انصار القوة المرنة امثال جوزيف ناى(Nye,J) ان الاستمرار في استخدام القوة الصلبة كوسيلة اساسية في ادارة العلاقات الدولية تعبر عن ضيق الافق لصناع القرار. لذلك يتوجب عليهم التفكير في وسائل اخرى اكثر فعالية من حيث التاثير والنتائج.
إن مسالة الارهاب واستخدام الجماعات المتطرفة من قبل دول مختلفة ليست مسالة حديثة على الساحة الدولية، بل وان التعاطي مع قضية العنف والارهاب هي الاخرى قديمة بقدم نشوء تلك الجماعات وتطور اهدافها. فالقوة والغطرسة العسكرية اثبتت ان الضحايا في ظل النزاعات العسكرية اغلبها مدنيين، ناهيك عن الاثار المدمرة على الاقتصاد والاستقرار السياسي والنهضة الانسانية بمختلف مجالاتها. ان الحديث عن القوة المرنة باستخدامها كوسيلة لمحاربة التطرف والعنف لا تعني التجرد النهائي عن استخدام الوسائل الاخرى غير المرنة كالعقوبات الاقتصادية والقوة العسكرية، لان الواقعية السياسية والتنافس بين اللاعبين الدوليين واستمرار ادارة النظام الدولي وفق العقلية البراكماتيكية تظهر بان التخلص من الوسائل المذكورة ليست متاحة في الوقت الراهن. الا ان الدعوة والعمل على تغيير العقلية الراهنة وتغيير وسائل ادارة النزاعات الانسانية تعد ضرورة انسانية في حفظ العنصر البشري وتحرير البشرية من الانتهاكات والجرائم الوحشية في مختلف بقاع الارض.
ان التاريخ اثبتت عدم فعالية القوة الصلبة في حل كل القضايا العالقة في السياسة الدولية، لذلك يتطلب التفكير في اعادة تنظيم النظام السياسي العالمي على اساس من احترام الانسان بكونه مصدر كل الانظمة واللوائح في الكوكب المعولم. ففي ظل الحروب الكونية كانت النتيجة ظهور تعاون انساني في ظل تكتلات دولية مثل الاتحاد الاوربي.
ان العمل على تحرير المجتمعات الانسانية سواء في الشرق او الغرب تتطلب التعاطي العقلاني مع تهديد الارهاب، او بالاحرى عدم استخدام الدول للجماعات الارهابية في تمرير سياساتها، وتحقيق اهدافها القائمة على البراكماتيكية ومبدا الرابح والخاسر (Lose & Win) حيث يمكن الاستعانة بمبدا اخر وهو الرابح والرابح (Win & Win) في العلاقات الدولية والتعاطي مع الازمات.
ان التعامل مع ارهاب داعش في الوقت الراهن تتطلب الاستعانة بالقوة المرنة فضلا عن القوة الصلبة، ويمكن تحليل القوة المرنة في نموذج داعش ضمن المحاربة الفكرية لتهديد داعش من خلال التوعية والانفتاح السياسي في العالم الاسلامي، والتسامح ومحاربة العنصرية في العالم الغربي، ففي العالم الاسلامي يتطلب التخلص من داعش تشجيع الانفتاح الديمقراطي والعمل على انجاح الربيع العربي ودعم الانتخابات وابعاد العسكر عن العملية السياسية وعدم محاربة التيار الاسلامي المعتدل، وكذلك التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية وتشجيع التحول الشامل في المجتمعات التي شهدت ربيعا حاربتها العالم وحولتها الى شتاء قاس ببرودتها وعواصفها. وبطبيعة الحال ان هذه العملية لايمكن ان تتحقق بين ليلة وضحاها لكن الوقوف بموقف المشاهد بل والعمل على تحطيم امال الشعوب كفيلة بصناعة حركات اكثر تطرفا من داعش في السنوات القادمة.
اما في الغرب فالعنصرية من قبل بعض المجاميع المنظمة في اوربا وكذلك سياسة الكيل بميكيالين من قبل الانظمة الغربية يولد الارهاب ويتغذى الفكر الارهابي، ان الغرب تشهد تصاعد جماعات عنصرية منظمة تعمل ضد كل ما هو شرقي واسلامي وتعمل على تعبئة الراي العام الشعبي على الاسلام فوبيا مما يفسح المجال امام نشر افكار داعش ضمن الاقليات الاسلامية في الغرب خاصة بين الشباب الاسلامي الذي يشعر بازمة الهوية بين الوطن والحضارة الاصلية ووطن الهجرة التي وفرت له كل وسائل الحياة الكريمة، فالتعاطي مع الارهاب يتطلب جهودا دولية كون الارهاب لا دين له ولا ايدولوجية معينة. وانما هو داء اصاب البشرية في اغلب الفترات التاريخية، فالانسانية ضحية التطرف والعنف سواء في الغرب في ظل الملكيات المطلقة ومحاكم التفتيش ام في العالم الاسلامي في ظل الدكتاتوريات والطغاة صناع التطرف والارهاب. ان داعش حركة مريضة يتطلب القضاء على فكرتها واهدافها وسائل نوعية غير القوة الصلبة والوسائل التقليدية الاخرى.



#زيرفان_سليمان_البرواري (هاشتاغ)       Dr.__Zeravan_Barwari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورد.. والأمن الإقليمي
- تركيا .. والخيارات الصعبة !!
- داعش ... هادم الحضارة
- الدب الروسي .. وإعلان الحرب الباردة
- الإقليم بين رهانات الداخل وتهميش الخارج
- حزب الله من المقاومة الى الارهاب
- الحوار التركي- الكوردي. الواقع والتحديات
- لا شتاء بعد الربيع
- عمليات دجلة .. والدعاية الرخيصة !
- حكومة الاغلبية .. والاجندة الخفية
- النظام السوري ... والحرب بالوكالة!
- بغداد.. والفشل الدبلوماسي
- النخبة العراقية .. وعقلية العسكرة !!
- تركيا.. والهاجس الكوردي الجديد!!
- السياسة الدولية .. وغياب الانسانية
- أنقرة والاقليم .. تعاون طارئ
- بلاد بلا رؤية
- أدلجة العنف
- الارهاب الفكري ..وخفايا الشر
- الفيتو... وصناعة الرعب


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - داعش .. والقوة المرنة