أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى راشد - محاكمة فاطمة ناعوت














المزيد.....

محاكمة فاطمة ناعوت


مصطفى راشد

الحوار المتمدن-العدد: 4697 - 2015 / 1 / 22 - 15:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


محاكمة فاطمة ناعوت
بدايةً نحن لا نتدخل فى أحكام القضاء، ولكن نقول رأينا كخبير متخصص يجوزُ للمحاكم أن تأخذ برأيه ، كما نص القانون على ذلك ، ونعود لموضوع المحاكمة ففى يوم 28-1-2015، تنظر محكمة جنح السيدة زينب الموقرة قضية ضد الكاتبة فاطمة ناعوت، بتهمة إزدراء الأديان، بسبب تدوينة لها، فى عيد الأضحى الماضى عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"،كما قال المحامى مقدم البلاغ ضدها فى شكواه، حيث جاء فى الشكوى أنها قالت تحت عنوان (كل مذبحة وأنتم بخير)، (بعد برهة.. تُساق ملايين الكائنات البريئة لأهول مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونصف، ويكررها كل عام وهو يبتسم)". مذبحة سنوية تتكرر بسبب كابوس باغت أحد الصالحين بشأن ولده الصالح، ورغم أن الكابوس مرَّ بسلام على الرجل الصالح وولده وآله، إلا أن كائنات لا حول لها ولا قوة تدفع كل عام أرواحها وتُنحر أعناقها وتُهرق دماؤها دون جريرة ولا ذنب ثمنًا لهذا الكابوس القدسي، رغم أن اسمها وفصيلها في شجرة الكائنات لم يُحدد على نحو التخصيص في النص، فعبارة ذبح عظيم لا تعني بالضرورة خروفًا ولا نعجة ولا جديًا ولا عنزة" هي شهوة النحر والسلخ والشي ورائحة الضأن بشحمه ودهنه جعلت الإنسان يُلبس الشهيةَ ثوب القداسة وقدسية النص الذي لم يَقُل.. اهنأوا بذبائحكم أيها الجسورون الذين لا يزعجكم مرأى الدم، ولا تنتظروني على مقاصلكم، انعموا بشوائكم وثريدكم وسأكتفي أنا بصحن من سلاطة قيصر بقطع الخبز المقدد بزيت زيتون وأدس حفنة من المال لمن يود أن يُطعم أطفاله لحم الضأن الشهي، وكل مذبحة وأنتم طيبون وسكاكينكم مصقولة وحادة )
وإلى هنا ينتهى كلام السيدة فاطمة حسب ماورد فى كلام مقدم البلاغ ،ولأن هذا الموضوع شد إنتباهى فى عدة أمور أولها هى أن البلاغ قد تم التحقيق فيه ثم أحالت النيابة السيدة فاطمة للمحاكمة فى خلال أيام ، رغم أنى تقدمت شخصياً ببلاغ منذ شهرين للنيابة العامة برقم 4237 لسنة 2014 عوارض محامى عام أول الأسكندرية ضد خالد الجندى صاحب قناة أزهرى لسبه لى وتكفيرى وإهدار دمى على الهواء، مرفق بالمستندات وسيديه الحلقة ، ولم يتم التحقيق معه حتى الأن ، لذا وجدت أن الأمر يستحق التوقف لنرى وننتبه لما يحدث -- ، لكن بعيداً عن موضوعى الخاص الذى فرض نفسه ، وكنت لا أرغب فى ذكره فى هذا الموضوع، وحتى لانطيل، نعود للموضوع الأساسى الخاص بقضية السيدة فاطمة ، ولأنى عشت حياتى 55 عاماً دارساً فى المعاهد والكليات الأزهرية ثم مدرساً للمواد الفقهية والشرعية ، ووضعت 23 كتاب فأصبحت متخصصاً وخبيراً فى علوم الدين والتفسير والفتوى، ولنا موقع يرتاده مليون زائر يومياً ونرد بالرأى والفتوى على مئات الأسئلة يومياً، وأصبح يقال عنا عالم أزهرى أو إسلامى -- ، ومع ذلك أنا لا أفهم حتى الأن على أى أساس فَهِمَ مقدم الشكوى والسيد ممثل النيابة الذى أحال السيدة فاطمة للمحاكمة –أن ماقالت به السيدة فاطمة على أنه إزدراء للأديان ،فالسيدة فاطمة لم تتعرض لأى نص دينى من قريب أو بعيد ولم تذكر الآيات 102 حتى 107من سورة الصافات بالشرح أو التفسير أو الرأى وعندما ذكرت عبارة ذبح عظيم وصفتها وصف صحيح ، لكنها تتكلم فى المجمل عن موضوع بعيد تماماً عن النصوص الدينية ، ولم تذكر أسم سيدنا إبراهيم أو ولده ، ولكن تكلمت عن أفعال بعض المسلمين الهمجية الوحشية التى لم تلتزم أصول وأماكن وآداب الذبح الشرعية ، وقامت بصورة وحشية بفعل الذبح بالشوارع العامة وأمام الأطفال بعد تعذيب الحيوان المذبوح ، لإستعمالهم أسلحة غير مسنونة ومصقولة ، وهو ماتتناقله وسائل الإعلام العالمية لتتصيد وتُدلل على كيفية تعليمنا للأطفال للعنف والقتل ، وهو ما أصاب ضمير وحس السيدة فاطمة وقررت أن تدافع عن دينها وتطبق الشرع بمفهوم المؤمن الواعى القوى بإخراج الزكاة ، بدلاً من قيامها بالذبح وتقديم اللحوم بالشكل الذى يسىء للشرع ولصورة الإسلام الحنيف ، كما أنه لم يقرأ هذا الكلام على صفحتها سوى بضع مئات وربما ألاف ، لكن مافعله مقدم البلاغ والسيد ممثل النيابة جعلَ الملايين تطلع على هذا الكلام ، ولو كان هناك بالفعل إزدراء للدين ، لكان السيد ممثل النيابة ومقدم البلاغ هم أدوات النشر له التى تطعن فى الإسلام مخالفين قول الرسول (ع) فيما معناه إذا بليتم فاستتروا فى الحديث الذى ورد فى موطأ مالك - كتاب الحدود برقم 1508 ، وقد رواه البيهقى والحاكم عن أبن عمر وصححه الشيخ الألبانى ---، لذا نحن نطلب من الله الغفران للسيد ممثل النيابة ومقدم البلاغ لأن إثمهما أكبر لما فعلاه بدون وعى فى حق الإسلام، لأن مافعلاه يعطى صورة سيئة للإسلام أمام العالم فيقول المتربصون أن الإسلام يخشى من حرية التعبير والرأى بكل أسف --، ونقول للسيدة فاطمة إن الله الذى أعطاكِ الضمير النقى والقلب الطيب والحس المرهف ، لتكونى صورة جميلة للمسلم والإسلام هو من يُدافع عنكِ ويرد الأذى على من أرادَ بكِ الأذى ، وفى النهاية هذا هو رأينا الشرعى حيث أن الشرع لا يخشى من مجرد رأى لأن الشرع يحميه رب الشرع القوى العظيم وليست الأحكام ، والأمر مفوض للمحكمة .
هذا وعلى الله قصدُ السبيل وإبتغاءِ رِضَاه
الشيخ د مصطفى راشد عالم أزهرى مصرى وسفير السلام العالمى للأمم المتحدة
وعضو نقابة المحامين وإتحاد الكُتاب الأفريقى الأسيوى
ورئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان
E - [email protected]



#مصطفى_راشد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هجوم الأفاعى السامة وطيور الظلام
- مشايخ الحفظ عوضاً عن الفهم
- تَعَرَضتُ على الهواءِ للسَبِ والقَذفِ والتَكفيرِ
- لو فازَ حِزب اَلنُور سَوفَ يُطفىء أَنوَار مِصر
- الأدلة الشرعية للفصل فى الجدل الدائر اليوم بين الأزهر والدكت ...
- قصيدة ثورة أزهرى
- وصية أبى
- قصيدة أديِنُ بِديِن اَلحُبِ
- قصيدة ياخالق الكل
- قصيدة بحبك من غير سبب
- سؤال للسيسى ومحلب ؟
- نُكتَة الٌبُخَارِى
- أنا مصرى--- ثم مسلم ومسيحى ويهودى
- فَرٌضُ الزَكَاةِ يُسَاوِى سَبعِينَ حِجَةً
- تضامناً مع الوطنى الشريف نجيب ساويرس
- حَوَالِى 60% مِن أحَادَيث البُخَارى غير صحيحة
- السيدة نوال المغربية بفرنسا
- شَرٌعَاً -- إِنتَهَى زَمن الجِهَاد بالسِلاح ومن يفجر نفسه لي ...
- قصيدة قَتَلوُا طِفلى بَغَزَة
- عَذَابُ القَبرِ بِينَ الحَقِيقَةَ والخُرافة


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى راشد - محاكمة فاطمة ناعوت