أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - مفهوم الاشتراكية ومفهوم الاشتراكية العلمية والفرق بينهما2















المزيد.....

مفهوم الاشتراكية ومفهوم الاشتراكية العلمية والفرق بينهما2


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 4697 - 2015 / 1 / 22 - 12:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مفهوم الاشتراكية ومفهوم الاشتراكية العلمية والفرق بينهما2
اخيرا نعود الى الموضوع بعد اهمال طويل.
حين اكتشف هيغل قوانين الديالكتيك تصور ان هذه الحركة تجري في الدماغ الانساني، في تفكيره، في الفكرة التي كان يعتبرها الاساس الذي ينعكس في الطبيعة. فكان الديالكتيك بالنسبة لهيغل مثاليا اي انه يجري في فكر الانسان ثم ينعكس على الطبيعة.
ولكن ماركس الذي تحول بتاثير فويرباخ المادي الى مادي اكتشف ان قوانين الديالكتيك التي اكتشفها هيغل تجري في حركة المادة، في حركات الطبيعة، في المجتمع، وان ما يجري في حركات الدماغ والجهاز العصبي هو الصورة التي تنعكس عنها في دماغه. فاصبح الديالكتيك ماديا بدل كونه مثاليا، المادية الديالكتيكية، واطلق ماركس على سلوك الانسان عند دراسة الحركات الديالكتيكية التي تجري في الطبيعة بالاستقلال عن ارادة وعقل الانسان "الطريقة الديالكتيكية". المادية الديالكتيكية هي الحركة التي تجري في الطبيعة، في المادة، في المجتمع، بالاستقلال عن الانسان وعن عقله ودماغه وارادته. اما الطريقة الديالكتيكية فهي الطريقة التي يسلكها الانسان مضطرا من اجل النجاح بتتبع واكتشاف الحركات الديالكتيكية.
راى ماركس ان كل حركة في الطبيعة بلا استثناء تجري بصورة ديالكتيكية وان حركة الانسان الفكرية التي هي ذاتها حركة طبيعية شانها شان كل حركة في الطبيعة تجري هي الاخرى بصورة ديالكتيكية ولذا فهي الاخرى حركة ديالكتيكية.
احدى الحركات التي كانت تجري في الدماغ البشري منذ نشوء الانسان على الكرة الارضية كانت وحدة نقيضين متناحرين فيه. واجه الانسان الاول طبيعة قاسية معادية يحتاج فيها الى محاربتها لكي يحافظ على حياته ولكي يحصل على ما يسد رمقه ويبقيه على قيد الحياة. فكان صراعه من اجل البقاء في مثل هذا الوضع سببا في نشوء مزيج من الخوف من الطبيعة ومحاولة الاستعانة بها للحصول على عونها في انقاذه من اوضاعه الشديدة القسوة. وقد اثبتت البحوث في حياة انسان الكهوف والرسوم التي رسمها ان الانسان كان يعبد كفه التي تمنحه القوة ويعبد الحيوان الذي يناضل في سبيل اصطياده لطعامه ويتوسل اليه ليسهل اصطياده.
كان هذا النقيض السلبي في تفكير الانسان، النقيض الذي يؤدي الى الاستعانة بمظاهر الطبيعة طلبا لارضائها ومساعدتها، الاتجاه المثالي الذي كان اساسا لكل انواع العبادات التي مارسها الانسان منذ بداية حياته على الكرة الارضية والتي تحولت نتيجة تطوره الى الفلسفة المثالية حتى اعلى صورها في الديانات التوحيدية والاعتقاد بوجود اله خالق للطبيعة بمن فيها الانسان ويسيطر على كل حركة في الطبيعة التي خلقها. حدث هذا التطور في عصر المجتمع العبودي ولذلك لم يكن بامكان الانسان ان يتصور هذا الخالق الا بصورة سيد عبيد اقوى واقدر من اسياد العبيد البشريين الذين يستعبدونه ويستغلونه، سيد عبيد ارحم واعدل من اسيادهم البشريين، وعلى الانسان ان يعبده، اي ان يكون عبدا له لا لسيد العبيد الارضي لكي يرضى هذا السيد عنه. وما زالت الاديان التوحيدية تمارس عبادة هذا السيد بالصور التي يعتقدون انها اكثر ارضاءا له.
والنقيض الثاني، النقيض الذي كان يبدو نقيضا لا اهمية له، نقيضا ضعيفا بالقياس الى النقيض الاول، النقيض المثالي، كان محاولة اكتشاف الطبيعة وتعلمها واستخدامها في سبيل تحسين حياته، نقيض المعرفة، نقيض المادة، نقيض العلم. فاذا تعلم الانسان مثلا ان ياخذ صخرة ليلقيها على الحيوان الذي يريد اصطياده او على حيوان يهاجمه كان ذلك اكتشافا هاما في حياة الانسان، وكان خطوة في سبيل تقدمه العلمي اللاحق. اورد على سبيل المثال فقط التاثير المباشر على حياة الانسان لدى اكتشاف النار وتعلم صنعها واستخدامها فاصبحت ثروة علمية. لقد كان هذا الاكتشاف عاملا اساسيا في حماية الانسان لحياته من قساوة الظروف الجوية في العراء خصوصا في العصور الجليدية ووسيلة كبرى لاستغلال المغاور والكهوف وطرد الحيوانات الوحشية منها التي تخاف النار اضافة الى جميع الفوائد الاخرى. وكان ذلك وسيلة للمحافظة على حياته تجاه العصور الجليدية. ان اكتشاف قوانين الطبيعة وتعلمها كان منذ اول بداياته اداة لتقدم الانسان بالاستفادة من الطبيعة وليس بعبادة الطبيعة او ما فوق الطبيعة. كان العلم دائما في اتجاه تطور النقيض الثاني، النقيض المادي، الذي كان يبدو ضعيفا تجاه النقيض المثالي.
تقدم النقيض المثالي خلال ملايين السنين بالتحول من عبادة الطبيعة كعبادة الاجرام السماوية كالشمس والقمر والكواكب والنار والاصنام الى عبادة ما فوق الطبيعة في عبادة الالهة على مختلف اشكالهم. وتطور تناقض المادة، تناقض المعرفة، تناقض العلم، تقدما كميا متدرجا خلال هذه الملايين من حياة الانسان كما نعرفه تاريخيا. ونشأت الفلسفة بنقيضيها المثالي والمادي، وتاريخ تطورهما تاريخ طويل ومؤرخ ومسجل.
كانت وحدة نقيضي الفلسفة المثالي والمادي تناحرا وتضادا داميا وتطور خلال ملايين السنين. وكان كل تقدم في العلم والمعرفة يظهر تعاظم النقيض المادي على النقيض المثالي وتطور الصراع الى درجة تحتم نقض الفلسفة بحيث اصبحت ضرورة التحول النوعي من سيادة الفلسفة المثالية وتقدم العبادات وسيادتها على الفكر الانساني الى سيادة المعرفة والعلم. ولكن هذه الطفرة لم تتحقق بسهولة نظرا لوجود طبقات بشرية ترى من مصلحتها ان تبقى السيطرة المثالية الدينية التي تساعد على ابقاء سيطرتها على الطبقات الاخرى واستغلالها. اصبحت المثالية والعبادات كلها قيدا على البشرية وعائقا في سبيل تقدمها وتطورها الذي يستلزم سيادة العلم على التناقض بين العلم، المادية، وبين الخرافات المثالية. وهذا هو الوضع العالمي اليوم حيث نشاهد الحركات الدينية المتطرفة التي تحاول اعادة سيطرة المثالية على المادية بطرق وحشية لا تنسجم مع الحياة الطبيعية للبشرية. وحتى تجري محاولات استغلال العلم لترويج العبادات المثالية الخرافية حين يزعم بعضهم ان العلم توصل في تطوره الى درجة اكتشاف الله جديد يختلف عن جميع الالاهات السابقين ليضفوا على الخرافات الدينية طابعا علميا.
وفقط على سبيل المثال اشير الى ما يعانيه العالم اليوم مما سمي بحركة "داعش". فمن المعروف ان حركة داعش هي من صنع الاوساط الامبريالية شانها شان حركة القاعدة سابقا. ويقوم نفس منظميها وخالقيها باعتبارها خطرا عالميا على الامن الامبريالي ينبغي محاربته.
وكما هنأ بوش البشرية بحلول القرن الحادي والعشرين باعلان حرب عالمية سماها يومها الحرب الصليبية ثم غير اسمها الى االحرب العالمية ضد الارهاب كانت على راسها الولايات المتحدة وشاركتها بها حكومة مجرم الحرب بلير في بريطانيا، حرب عالمية حارة ثالثة مازالت جارية باحتلال افغانستان ثم العراق والباكستان والصومال والسودان وفي ارجاء العالم استخدم فيها من الاسلحة التقليدية وافظع اسلحة الدمار الشامل باضعاف كميات الاسلحة التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية وما زالت تقتل وتبيد الملايين من الاجيال الحالية وقرونا من الاجيال القادمة بتاثير اشعة اليورانيوم المنضب والفوسفور الابيض والغازات السامة والاسلحة الكيمياوية والبكتريولوجية.
وقام اليوم خلف بوش اوباما باعلان حرب عالمية حارة رابعة سماها الحرب العالمية ضد داعش والمتطرفين انضمت اليها حتى اليوم 58 دولة والحبل على الجرار بكامل اسلحتها المختزنة التي يحتاجون الى التخلص منها بالقائها على البشر المدنيين واسلحتها الحديثة المدمرة، يبشرون البشرية بانها ستكون حربا طويلة الامد ضد داعش التي يقولون انها تتالف من بضعة الاف انسان فقط ليس لهم دولة ولاجيش ولا اسلحة ولا وطن. وكل هدفهم هو اجبار البشرية على التحول الى الاتجاهات الدينية الوحشية المتخلفة التي يريدونها. فالبشرية اليوم بكاملها تخشى داعش وتخشى الحرب العالمية الرابعة ضد داعش ومجازرها واسلحتها التقليدية واسلحة الدمار الشامل التي تستخدمها ضد المدنيين من اطفال وشبان وشيوخ بلا استثناء.
نرى من كل ذلك ان تطور الفلسفة بشقيها الفلسفة المثالية والفلسفة المادية هو حركة تنطبق عليها كل القوانين الديالكتيكية فهي حركة ديالكتيكية جرت وتجري في الدماغ البشري.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يعقوب ابراهامي والرقم 1 الخيالي 2
- يعقوب ابراهامي والرقم 1 الخيالي
- يعقوب ابراهامي والرقم 1
- لاشتراكية ومفهوم الاشتراكية العلمية والفرق بينهما1
- علاقات الانتاج في المجتمع الشيوعي
- الماركسية ليست عقيدة جامدة بل دليل للعمل
- يعقوب ابراهامي وماركسية الفول والشعير3
- الروبوت لا يخلق قيمة
- يعقوب ابراهامي وماركسية الفول والشعير2
- ملحق الزيرجاوي ووقت العمل الضروري
- يعقوب ابراهامي وماركسية الفول والشعير1
- الزيرجاوي ووقت العمل الضروري
- يعقوب ابراهامي والفول والماركسية 2
- تتمة ملحق يعقوب ابراهامي والفول والماركسية1
- ملحق يعقوب ابراهامي والفول والماركسية1
- يعقوب ابراهامي والفول والماركسية1
- الزيرجاوي ومأساة الديالكتيك3
- الزيرجاوي وماساة الديالكتيك2
- الزيرجاوي وماساة الديالكتيك1
- الربيع العربي واليسار


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - مفهوم الاشتراكية ومفهوم الاشتراكية العلمية والفرق بينهما2