فريد حداد
الحوار المتمدن-العدد: 1313 - 2005 / 9 / 10 - 10:03
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
قراءة في فكر بشار الأسد
من خلال مقابلته مع ( دير شبيغل ) الألمانية
لاتهدد الأمواج العاتية وحدها سلامة السفن , بل أن جهل القبطان واختلاط المعارف التي لُقنها في تفكيره , لهي أخطر بكثير على سلامة السفينة وسلامته شخصياً .
فلقد كان لكلامه مع الصحيفة الألمانية وقع رديء في نفوس المواطنين , والأكثر من هذا أنه كان أنذار الى كل من يعقل للعمل على تجنب المخاطر المحيقة في البلد كنتيجة من نتائج وجود رئيس جاهل بهذا القدر . فهو غير قادر على قراءة صحيحة لمدلولات الأحداث , كما أنه جاهل أو يتجاهل العلاقة الصحيحة بين حقول العلم المختلفة ( سياسة – أقتصاد – مجتمع ) , كما أنه يحّور الحقائق , وليس جريء في اعلان اي موقف لا ينسجم مع سياسات المهيمنين على القرار الدولي , لذا تراه يلف ويدور لكي لا يعطي موقفاً لا يريده الأسياد . اننا لا نتهم الرئيس جُزافاً بل لنقرأ أقواله ونعي مقاصده .
1 – رداً على سؤال للصحفي حول عدم وجود واضح لتوجهات تغيير ديمقراطية في سورية يجيب : (إن الدول العربية تتطور حاليا بسرعات مختلفة وفي ظل ظروف تاريخية مختلفة. إن مصر، على سبيل المثال، لم تشهد تغييرات في قيادة الحكم كما شهدت سوريا، ومع ذلك وقّعت القاهرة على الصلح مع إسرائيل، بينما، نعيش نحن مع إسرائيل في وضعية >... وبالمناسبة فقد باشرنا قبل سنوات خطوات باتجاه التطوير أدت إلى أمور غير متوقعة، لكن المهم أننا في سوريا نقود حوارا في هذا المجال.) وهكذا فالرئيس يرى خطوة تطور في كلٍ من مصر وسورية , تجسدت الخطوة التطويرية في مصر بعقد معاهدة صلح مع اسرائيل!!!!!! , بينما تجسدت هذه الخطوة التطويرية في سورية بتسلمه نفسه لمقاليد الأمور!!!!!! وبتغيير بعض الوجوه لكراسي مهترئة مازال يُعمل عليها , وبتغيير بعض الكراسي لوجوه مهترئة ومسودة أكثر , و زوال بعضها بفعل الشيخوخة أو الموت . هكذا يرى ويفهم السيد الرئيس مجالات التغيير وميادينها . أو انه يرى بأن الظروف التاريخية المتمثلة بالصلح المصري – الأسرائيلي هي الظروف المحيطة بالتغيير في مصر , بينما ظروف سورية التاريخية المتمثلة بتغيير القيادة ايضاً تشكل الظروف المحيطة بالتطوير في سورية , وفي الحالة الثانية لا يمكن ان نستنتج اي معنى لهذا الوصف سوى صف كلام . كما يرى بأن التغيير أو التطوير مسألة لا تتعلق بالناس واحتياجاتها ومشاركاتها , لذا فخطوات التغيير الذي بدأها منذ خمس سنوات قادت الى تلك المناطق المحظورة , حيث بدأت الناس تشارك وتلتقي وتناقش باحثة لنفسها عن دور في رسم مستقبل البلد , وهذا ما كان غير متوقعاً , حيث كان المتوقع ان تكون الناس قد تيبست , من خلال اربعة عقود من القمع والذل واصبحت لا تبدي اي رد فعل على اي فعل تتعرض له , ولذلك فقد تم الأستعاضة عن التطوير بقيادة حواراً حوله . " وكفى المؤمنين شر القتال "
2 – يرى سيادته ان الأصلاح والتغيير لا يتمان الا باجواء الرخاء والنعيم ولذلك فان سرعة ذاك التغيير تتباطئ في ظل التدخلات الخارجية(إن سرعة التطور عندنا لها علاقة بتحديات نواجهها ولا نستطيع دائما التأثير فيها.. هناك تدخلات من الخارج في شؤوننا الداخلية ) . وبمنطق حسابي بسيط نصل الى نتيجة الى أن هذا التطوير لا بد له ان يتوقف عندما تصل التدخلات الخارجية الى حد معين , طالما ان سرعة التغيير ومداه , يتناسب عكساً مع حجم التدخلات الخارجية (إن قوة التدخلات الخارجية تؤدي إلى البطء في مسار التطوير داخل سوريا ) . وهذا يوصلنا بدوره الى استنتاج لا بد ان سيادته يؤمن به وهو , اننا لايمكن ان نواجه التحديات الخارجية الكبيرة والخطيرة , الا ببيت مليء بالأزمات واللصوص وتجار الوطنية ,كحالة معاكسة لحالة الأصلاح وناجمة عن التخلات الخارجية . وفيما سبق نرى ان هناك مسعى من سيادته للتشاطر على العالم بتضمين كلامه لمعنى , انه ان اردتم منّا ان نتبدل ونتغير فما عليكم الا ان تُغمضوا عيونكم عنّا وتدعوا نظامنا يفعل ما يشاء في الداخل كما كنتم تفعلون خلال عهد والدي. وتساؤلنا هنا هو : لماذا لم يشكُ سيادته من التدخل الفرنسي بالشوؤن السورية الداخلية عندما استقبله جاك شيراك في قصر الأليزيه كرئيس دولة عندما كان لايزال متدرباً ؟ . ولماذا لم يشكُ من تدخل الأمريكان بشأن سورية الداخلي عندما فرضوا على سورية بالأتفاق مع والده حماية الجيش الأسرائيلي الرابض في هضبة الجولان العربية السورية ؟ فالتدخلات الخارجية برأيه تعيق التحول الى الديمقراطية فقط , ولا تعيق تعيين روؤساء , كما لا تعيق حماية جيش الأحتلال , كما لا تعيق تمليك شركات الخليوي لأبن الخال , وتمليك المخابرات العسكرية للصهر, وتمليك الحرس الجمهوري للأخ .
كذلك فهو لا يترك فرصة استجداء الأقوياء تفوته الا ويمد يده خالطاً " الحابل بالنابل " مستجدياً الخارج في حل مشكلة نظامه مع اسرائيل , لتعم الديمقراطية بحسب فهمه كل جوانب الحياة في سورية، ( فالمسار الديموقراطي يجب أن يشمل سوريا بكاملها ) . فهو يُمسك بالشعب السوري كرهينة لكي تحل له امريكا مشكلته مع اسرائيل وهذا ما قاله : (إن قوة التدخلات الخارجية تؤدي إلى البطء في مسار التطوير داخل سوريا، فالمسار الديموقراطي يجب أن يشمل سوريا بكاملها، ومن الطبيعي في هذا السياق أن تؤثر القضايا العالقة في النزاع الدائر في الشرق الأوسط على مسار التطوير.. هذا الأمر يدفعنا إلى التساؤل حول الأولويات.. التطوير السياسي أم الإنعاش الاقتصادي. ) .
3 – يمتلك بشار الأسد رؤية خاصة ومتميزة للعلاقة بين الفقر والأستبداد , كما بين الماضي والحاضر . فهو لايخجل بعد خمس وثلاثون عاماً من حكمه وحكم والده , من ان يتحدث عن اولوية الأنعاش الأقتصادي . فلو افترضنا ان الشعب السوري كان هياكل عظمية عندما اتى والده الى السلطة , فمن المنطقي بعد 35 عاماً من " سورية الحديثة " و " والصمود والتصدي " و " اليد العاملة هي اليد العليا في دولة البعث " و " لا حياة في هذا البلد الا للتقدم والأشتراكية " الى آخره من ذلك الكلام الفارغ الذي خّدروا العالم به , كان يُفترض ان يكون وضع الأنسان السوري الآن أفضل بكثير مما هو عليه , والذي هو حالة انعاش كما يعترف رئيسه , فكيف هذا والسوريون كانوا يعيشون في واحدة من أكثر المراتب تقدماً على صعيد العالم الثالث ولم يكونوا هياكل عظمية . (هذا الأمر يدفعنا إلى التساؤل حول الأولويات.. التطوير السياسي أم الإنعاش الاقتصادي. )
أفلا يخجل هذا الوريث بعد هذا كله من أن يصل هو ووالده بالبلد الى حالة تحتاج انعاش !!!! وهل يكون الأنعاش الا لمن أصبح أكثر من ثلاثة ارباعه ميتاً . والتساؤل الذي يحضرنا هنا هو : لو كان في سورية نظام ودستور ديمقراطي , هل كان ممكناً على اللصوص الحكام ان يصلوا بالشعب الى حالة الأنعاش ؟؟؟؟؟؟ وهل كان ممكناً وقتها لشخص جاهل ان يصبح رئيساً للبلاد , يرى في الديمقراطية مسألة رفاهية لا لزوم لها امام الأهم وهو الأنعاش الأقتصادي وبرهانه على ذلك : (.. إن أكثر المواطنين السوريين الذين قابلتهم، يرغبون الخلاص من الفقر قبل وضع الدستور الديموقراطي )
4 – في ثمانينات القرن المنصرم . تحدثت بعض المعلومات عن وجود 100 ألف معتقل سياسي في سجون النظام آنذاك . فلو افترضنا ان امكانية النظام السجنية كانت مستثمرة بالكامل آنذاك , كما انها مازالت حتى الآن بنفس الأمكانيات على الرغم من السجون الجديدة الكثيرة التي بُنيت منذ ذلك الحين , فان المعنى من كلام الرئيس ( أنتم تتحدثون إلى معارضين في بلادنا، ولو أردنا سجنهم لما استوعبتهم السجون ) ان في سورية حد أدنى من المعارضين يبلغ 100 ألف شخص . وهؤلاء المعارضون برأي سيادته لا يستحقون :
آ – الأخذ برأيهم حول أهمية التغيير السياسي أو ألأقتصادي ولأي منهما الأسبقية , أو الأخذ برأيهم بأي موضوع آخر , لذلك أعتمد سيادته فقط على آراء مجموعة من المواطنين التقاهم (إن أكثر المواطنين السوريين الذين قابلتهم، يرغبون الخلاص من الفقر قبل وضع الدستور الديموقراطي) ولماذا يرغبون بالخلاص من الفقر قبل الدستور الديمقراطي ؟ هل هم مازوخيين يرغبون في استمرار عهد القهر ؟ هل يكلّفهم الدستور الديمقراطي قوت عيالهم ؟ هل هددوك بالأعتصامات والمظاهرات ان وضعت الدستور الديمقراطي اولاً ؟ ألم يخطر ببال سيادتك لماذا عشش الفقر في بيوت هؤلاء المواطنين بالوقت الذي يمتلك ابن خالك مليارات الدولارات ؟ الى متى خداع الناس سيستمر ؟
ب – ان يكون لهم ممثل واحد في البرلمان , و100 ألف معارض غير قادرين على ايصال ممثل لهم الى البرلمان , حيث ان النظام الداخلي لمجلس الشعب يضمن 51% من المقاعد لحزب البعث و49% للمستقلين وحلفاء البعث وبالتالي فالنظام الداخلي لا يعترف الا بوجود هؤلاء الثلاث مجموعات ( بعث – حلفاؤه – مستقلين )
5 – يصف الدكتور بشار الدواء اللازم لشفاء شارون من مرض يؤلمه (# لقد كانت إسرائيل دائما مهددة بالحرب والارهاب لذلك تقضي مصلحتها الوطنية بعدم تطبيق بعض القرارات.
* نحن أيضا مهددون من الإرهاب وألمانيا أيضا مهددة.. إن العكس هو الصحيح: إن إحلال السلام هو أفضل طريقة لمكافحة الارهاب. ) ولايريد ان يتعاطاه بنفسه (وبالإضافة إلى ذلك، هناك موجة الإرهاب التي تعطل أي تطوير ديموقراطي.. يجب علينا التحرك بسرعة وقدر المستطاع قبل تلقي ضربات معاكسة.) فلماذا من وجهة نظر بشار الأسد على شارون ان يُعطي السلام لينجو من " الأرهاب " وعلى بشار الأسد ان يزيد من قمعه ومن تحكم قوانين الطوارئ بحياة البلاد ومن عنفه ويمنع نمو اي بذور لمجتمع ديمقراطي لأنه مهَدد بحسب رأيه بنفس ما هو مهدِد لشارون . أليست الحرية والديمقراطية والسلام والعدل هم من يوقفوا العنف مهما يكن مصدره وغاياته .
6 – يرى سيادته أن المهم هو أن المعارضين الذين تحدث اليهم الصحفي في الشارع هم خارج السجن الآن (# إن معظم المعارضين الذين تحدثنا إليهم، قضوا وقتا طويلا في السجن.
* لكنهم الآن خارج السجن.. ) هكذا ببساطة يرى رئيس البلاد , رئيس كل السوريين , أن حرق حياة الكثير من المعارضين للصوصية عائلته وفسادهم , ليس فيه أي ضير طالما انهم الآن خارج السجن . فاذا وضعتم السيد علي العبد الله في السجن لمجرد انه قرأ رسالة بتكليف من ادارة منتداه , ولا يعلم الا الله وحده متى سيخرج , فكم من السنوات عليك وعلى رجالك ان تقضوا في السجون لتبرؤوا من حرق سنوات طويلة من عمر اعداد هائلة من المواطنين ؟
7 - يعتقد سيادته , بأن شعبه السوري خريج جامعات طالبان أو ابو مصعب الزرقاوي . فهو حسب رأيه , شعب جاهل ومتعصب ودموي بحيث أن أي حديث عن الأسلام يؤدي الى انتفاضة دموية (لنأخذ الدين، على سبيل المثال، نجد في بريطانيا كتابا يدعي مؤلفه أن للسيد المسيح أطفالا.. ادعاء كهذا يمر في أوروبا من دون اعتراض أو إراقة دماء.. لكن الحديث في سوريا عن الإسلام بإمكانه أن يؤدي إلى انتفاضات دموية.. ) سأترك التعليق على هذه الأفتراءات لمن يعيش داخل سورية ليوضحوا للسيد الرئيس بالأدلة العملية بان كلامه افتراء على اسلام سورية والسوريين عامة .
8 - يفهم سيادته أحداث الجزائر بطريقة لا يمكن لها ان تولد كل تلك الدماء ولا تستدعي منه الخوف من ان تعيش سورية مثلها فهو يقول (# لكن بوضوح أكثر.. مما تخافون؟
* نخاف من تطورات مماثلة لتلك التي حدثت في الجزائر العام 1991. يومها وضعت الحكومة المواطنين أمام تصورات خاطئة، مفادها أن الإسلاميين يهددون بتسلم السلطة.. وما زال الشعب الجزائري حتى اليوم يدفع ثمنا لهذه الحسابات المغلوطة. ) كلام ليس له اي معنى او دلالة
9 – لا يتوانى سيادته من ذكر أمور ليست حقيقية لتفادي الأحراج , منها :
آ – رياض سيف لم يهدد الوحدة الوطنية (* لقد هدّد وحدة البلاد وخالف قانونا يفرض العقاب على من يمس وحدة الأمة بتنوعها العرقي وجماعاتها الدينية. ) بل كان ساعياً لها , فاتحاً ابواب بيته للناس لتتناقش وتصل الى قناعات مشتركة , بعد أن أغلقت السلطة ابواب كل الأماكن العامة التي يُمكن للناس ان تلتقي بها . وكان آخر من آم بيته هو العالم العلماني برهان غليون , انه لم يستقبل رفعت الأسد أو أسامة بن لادن .
ب – شعبان عبود لم يُسجن لأنه كتب تقارير تخص الشوؤن العسكرية (* هذه قضية أخرى.. القوانين السورية تمنع الصحافيين من كتابة التقارير المتعلقة بالشؤون العسكرية.. يمكن أن يكون هذا الموقف سليما أو خاطئا، لكن هذا هو القانون. ) واذا كان ذلك صحيحاً فلماذا لم يُحاكم عبود بموجب تلك القوانين التي تحدثت عنها . هناك احتمالين , اما ان تكونوا ضاربين بعرض الحائط بقوانين البلاد , لذلك افرجتم عنه بدون محاكمة , او انكم كنتم كاذبين بادعاء ذلك اعلاميا عليه .
10 – يرى سيادته بأننا انجزنا خلال الخمس سنوات الماضية الحوار الأجتماعي (# متى يقوم في سوريا نظام حرية أحزاب؟
* من أجل الحوار الاجتماعي احتجنا إلى خمس سنوات.. نحن الآن في المرحلة التالية، أي في مرحلة الحوار حول الأحزاب ), ونتائجه بادية لكل مراقب , من اغلاق منتدى الأتاسي , الى منع عقد حتى الندوات الأدبية التي تتم خارج اشرافهم , الى منع عقد الأجتماعات الدورية للجان الحقوقية , الى منع عقد اجتماع تأسيسي لحزب ليبرالي في الزبداني (.. قبل شهرين، سمحنا بإنشاء أحزاب وبالإمكان الآن مشاهدة هذه الأحزاب بوضوح.. أنا هنا لن أدعي أن لدينا نشاطات حزبية واسعة، بل أريد أن أدلكم على الأهداف التي نسعى إليها.) فماذا نستطيع وصف هذا الخلط , هل هو أكاذيب ؟ أم خلط في الدماغ ؟
11 – يؤمن السيد بشار الأسد أن المجتمع السوري غير مستقر (.. الأوضاع في سوريا تستقر عندما يصبح المجتمع علمانيا، وهذا يتطلب وقتا. ) فهو يربط الأستقرار بالعلمانية كما ينفي علمانية المجتمع السوري في الوقت الحاضر بعد عقود من حكم هذا النظام وتكريسه للطائفية والعشائرية ولكل انواع الولاءات الضيقة على حساب الأنتماء للوطن الجامع للجميع . فلماذا تتهموا اذاً , كل من ينتقد لصوصية نظامكم وفساده , بانه يهدد الأستقرار الذي ارسى قواعده الراحل حافظ الأسد ؟ .
كما يرى سيادته بان العلمانية والدين عنصران متناقضان , ولا يكلف نفسه عناء الأستفادة من مواطن بسيط كي يشرح له ان العلمانية تعني احتكام كل فئات المجتمع الى قوانين وضعية مدنية مع الحفاظ على وجود الأديان وحق كل فئة في ممارسة طقوسها بحرية والأحتكام الى القواعد الدينية في علاقاتهم الداخلية كزواج وطلاق وغيره . أم ان سيادته لا يسمع او يُسَمّع من المواطنين الا ما يحلو لنظامه .
بشار الأسد والعراق
12 – (# في حرب الخليج العام 1991، دعم والدك الرئيس الأميركي جورج بوش الأب بينما وجهت أنت انتقادات حادة ضد الحرب التي وقعت ضد العراق في العام 2003.
* في الحرب الأولى كان الهدف تحرير شعب عربي وقع تحت الاحتلال. الحرب الأخيرة أدت إلى احتلال دولة عربية.. هذا اختلاف قوي. ) هل هناك صعوبة على أحد في ان يفهم ان حرب 1991 كان هدفها وضع الخليج كله تحت الأحتلال الأمريكي وليس تحرير الكويت , فلماذا الضحك على اللحى يا بشار الأسد واخفاء المقايضة التي جرت بين والدك والأمريكان . لبنان بمقابل تسهيل ضرب العراق واحتلال الخليج .
13 – يهوى بشار الأسد مفاجئة شعبه بمعلومات جديدة بين الفترة والأخرى , فمنذ مدة أعلن بان الأخوان المسلمون قد قتلوا 15000 مواطن سوري , وها هو الآن يلقي بالمسئولية علىصدام حسين بقتل 15000 جندي سوري (* كانت هناك خلافات قوية بين نهج صدام حسين ونهج والدي في الحكم وقد كلفنا هذا الخلاف خسارة أرواح 15 ألف جندي سوري..) فما هي الحقائق ؟ كم قُتل من الشعب السوري أو جيشه ؟ ومتى ؟ واين ؟ ومن هم ؟ هل حياة البشر وحياة عائلاتهم لعبة يتلهى بها المستبدون الفاسدون ؟
14 – (# هل تؤيدون المقاومة العراقية للاحتلال وللحكومة الجديدة؟
* تقع في العراق أعمال إرهابية تودي بحياة أبرياء وهذا الامر نرفضه تماما. لكن في المقابل توجد حركات مقاومة وهذا شيء آخر.. إنه شيء طبيعي جدا. )
لا يجرؤ السيد بشار أن يُعلن عن تأييده للمقاومة العراقية , فليرد عن سؤال بهذا المعنى , يدور دورة واسعة ويعطي جملة لا يُفهم منها شيء ( انه شيء طبيعي جداً .. ) نعم انه شيء طبيعي جداً , ولكننا نتخذ مواقف سلبية او معادية من كثير من المسائل الطبيعية جداً . فهل أنت مع او ضد هذه المقاومة الموجهة ضد الأحتلال والتي هي طبيعية جداً . كما انه لا يجرؤ على تحديد موقف من العمليات الأستشهادية ضد الأحتلال الأمريكي للعراق وفلسطين , وها هو الرئيس العلماني يستعين بالمشايخ للهروب من الجواب (# لكن هل تعتبرون العمليات الاستشهادية ضد الاحتلال أعمالا شرعية؟
* حول هذه القضية يختلف أيضا رجال الدين، لكن أعتقد أن أكثريتهم تؤيد هذه الأعمال... إنه خلاف نظري ويبقى أن من يرغب تفجير نفسه لن يسألهم ولن يسألني. ) انه كالسائر في طريق عتمة , يردد الأغاني بصوت عالي ليقنع نفسه انه ليس خائفاً , ولأدراكه باهمية الدور الأمريكي في تنصيبه رئيساً , وخوفه من ان يكون الأمريكان قد جهزوا غيره , فهو لا يملك للدفاع عن نفسه أكثر من اظهار فشل الأمريكان بترتيب اوضاعهم في العراق بعد اسقاط الديكتاتور صنيعتهم (# إن الولايات المتحدة الأميركية تضع سوريا في خانة > هل تخافون من أن تطيحكم واشنطن عن السلطة؟
* إنظروا إلى نتيجة تغيير النظام في العراق.. أكيد لن يقول أحد بأنها كانت ناجحة. ) و لسان حاله يقول : كونها لم تكن ناجحة فهم سيعّدون الى العشرة قبل انهاء مهمتي .
اما بخصوص ما تحدث به عن لبنان واللجنة الدولية للتحقيق باغتيال الشهيد رفيق الحريري , فاننا لن نتكلم عنه مستبقين نتائج التحقيق بالجريمة , وان كان سيادته قد بدأ بالمساومات على نتائج التحقيق بمطالبته ان يبقى التحقيق بالحيز الجنائي وليس السياسي (* نحن نتعاون من دون أي تحفظ.. نحن لنا مصلحة أيضا في هذه التحقيقات لأنها تزيل التهم الخاطئة.. هذا في حال لم تأت النتائج مزوّرة ولأهداف سياسية..) , وفي هذا تلميح الى استعداده لتسليم رؤؤس من نظامه كافراد مجرمين من دون ان يترتب على ذلك مسئوليات سياسية على نظامه . هل ستحدث الصفقة خلال زيارته لنيويورك ؟
خلاصة القول : نحن لانرمي من تفنيد اقوال بشار الأسد , وضع نقطة عليه . وانما نرمي الى قرع ناقوس الخطر . فالوطن في خطر لأسباب عديدة , منها , انه خاضع لتحكم مجموعة من الأشخاص الجهلة , ولصوص , وفاسدين , وكل شيء عندهم خاضع للمساومة وحسابات الربح والخسارة بما فيهم استقلال الوطن , فهل سنعي جميعاً هذه الأخطار ونبادر لحماية الوطن بالأفعال أم سنبقى مراقبين ؟
فريد حداد
#فريد_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟