أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ريجيس دوبريه - لا تستبدلوا الأفكار بالعواطف














المزيد.....

لا تستبدلوا الأفكار بالعواطف


ريجيس دوبريه

الحوار المتمدن-العدد: 4697 - 2015 / 1 / 22 - 09:14
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الفيلسوف والكاتب ريجيس دوبريه، الداعي إلى جمهورية ذات قيم راسخة، يحلل في ما يلي آثار تظاهرة 11 كانون الثاني في كل أرجاء فرنسا وارتداداتها المتمناة

■ بماذا ألهمك التجمّع الكبير الذي حصل ذاك الأحد؟
لا يجوز أن نقاطع لحظة إجماع. فباريس تستحق القليل من التضحية، والجمهورية تستحق مسرحيةً جامعةً من قبل مسؤولينا الذين عرفوا كيف يحتوون العواطف الشعبية. ولكن دعونا لا نستبدل الأفكار بالعواطف، لقد تشبعنا كلّنا من الشعارات والكلمات الرنّانة، فالجمهورية أكثر من مسرحية كوميدية، هي ضرورة ونظام، وشجاعة.

■ لقد رددت شعارات الجمهورية: الحرية، والمساواة، والأخوة منذ مجزرة «شارلي». ما رأيك بذلك؟
لقد خفت في لحظة من اللحظات أن تنسينا الحرية المساواة والأخوة. أنا مسرور لأن الشعار الجمهوري المقدس عاد مكتملاً، على الرغم من كونه معقداً لا بل متناقضاً. الأخوة، نعم. كلّ البشر إخوة، لا وجود لمؤمنين وغير مؤمنين، أو مغضوب عليهم ومختارين. فحين نؤكّد أن كلّ البشر إخوة، نحن نذكّر بأنه لا يوجد أي امتياز يمنح لشخص ما عند ولادته بفضل قدرة خارقة.
الحرية، بالطبع، ولكن في إطار القانون. فلطالما كانت حرية التعبير تخضع لإطار ما منذ إعلان حقوق الإنسان والمواطن. إذ ينصّ قانون 29 تموز 1881 على أن لكلّ مواطن الحقّ في كتابة وطباعة ما يشاء، شرط أن لا يسيء استخدام هذه الحرية بموجب الحالات المحددة في القانون. فالجمهورية هي دولة الحقوق واحترام القانون.

نحن اليوم نعيش في
وهم أن الإنسان هو أبو نفسه، وهذا لا يجدي نفعاً
■ بعد هذه المجزرة وهذه الوحدة المعبّرة والمؤثّرة، علامَ يمكننا أن نبني المستقبل؟
تكمن المسألة الأساسية في أن نعرف ما إذا يمكن للحظة من الوحدة أن تتحوّل إلى ممارسة فعّالة. يمكننا أن نأمل العودة إلى السياسة من خلال تفوّق السياسة على الاقتصاد.
إن الحدث الكبير في الغرب هو التقدّم الذي حققه «الرقم» يرافقه «الشكل»، حيث يسود الحكم الديكتاتوري للأرقام مع الفوتوجينية (الملاءمة في التصوير). لقد بات يتعين على الاقتصاد أن يعود إلى موقعه كملحق، وعلينا أن نعيد اكتشاف الغايات النهائية.
نطلب من مسؤولينا أن يكفّوا عن التصرّف كمحاسبين لبروكسل (الاتحاد الأوروبي)، هدفهم الأسمى تخفيض العجز، والهدف الذي لا يقلّ سمواً هو الانتقال من السكك الحديد إلى الحافلات.
يمكننا أن نأمل أن يجدوا فرنسا كشخص وليس كشركة، نأمل ن يجدوا التاريخ، أي الذاكرة والأمل، وألا تشكّل الاستطلاعات البداية والنهاية في تحديد سلوكهم، ونأمل أن تجد السياسة كرامتها.
في فرنسا، السياسة ديانة علمانية منذ عام 1789، فإن انتهت هذه الديانة العلمانية، فإن الديانة المنزلة ستصبح هي السياسةً. لقد تمكنّا من تفادي ذلك بفضل تراثنا المسيحي وتقاليدنا العلمانية الجمهورية. ونحن نواجه خطر العودة إليها اليوم إن استمر فراغ الانتماء والفراغ الرمزي.
علينا أن ندرك أن التعليم لا يستهدف سوق العمل فحسب، ولكن يسهم في نقل المعرفة أيضاً.

■ كيف نتوصّل إلى مفهوم تأسيسي؟
يجب العودة إلى المبادئ من المدرسة حتى تعود مكاناً للتعليم وليس للنشاطات فقط. فلا يفرض على الطلاب أن يتأقلموا مع وضع المجتمع القائم ولكن أن يتعلّموا التفكير بأنفسهم.
فلكي يتعلّم الطالب كيف يتجاوز أساتذته، هو يحتاج إلى أساتذة، أساتذة يحظون بأجر مناسب وتحترم كراماتهم. فحين تكون قيمة الشخص بقدر ما يجنيه، تكون هذه المهمّة صعبة.

■ الأخوة، يبدو أن الجميع يضحي بهذه القيمة..
- لقد ألفت كتاباً عن هذا الموضوع، لحظة الأخوة. إن الإخوة عكس الأشقاء والبيولوجيا، هذه العلاقة تقوم على المعنى وليس على الدم، وتعني الاتحاد بالقلب وبالعقل.
لا يوجد إلا لحظات أخوّة قليلة تفرضها الشدّة أو الضعف أوالوهن. تعني الأخوّة التعرّف إلى أبوّة رمزية. نحن إخوة بالمسيح، إنها قيمة تتجاوزنا، لا يوجد إخوة بدون قدسية. نحن اليوم نعيش في وهم أن الإنسان هو أبو نفسه، وهذا لا يجدي نفعاً.
في تظاهرة 11 كانون الثاني، استعدنا الفخر، من خلال العالم والنشيد الوطني، من خلال التأكيد أنه يمكننا أن نكون فرنسيين وليس الصورة النمطية عن فرنسا، وأنه ليس علينا أن نحني رؤوسنا أمام الثقافات الأخرى. إن الترّاث الفرنسي يمرّ من الغال إلى وولينسكي، ومن لافروند إلى بيرنار ماريس. إنها الروحية الفرنسية.

■ كيف وصلنا إلى كلّ هذه المشتقات الاجتماعية من كلّ الأنواع وكلّ الملل وإلى هذا الفيض المفاجئ من العنف المتطرف؟
- لقد أبدلنا الجزيئة بالذرّات، ومن أجل إيجاد ما هو مشترك، علينا إيجاد الجزيئة. حين تتواجه الذرّات، ستندلع حرب الكلّ ضدّ الكلّ.
والفكرة هنا في أن السعادة هي القيمة العليا. والسعادة هي الفرد. فوهم المعاناة الذاتية للفرد المعاصر لا تأخذه بعيداً.

■ ما هو التحدّي الرئيسي من اليوم وصاعداً؟
علينا استعادة الرمزية التي توحّد. إن الشيطان هو من يقسّم، فالمالية الرأسمالية شيطانية. تعني كلّ واحد لنفسه مثلما في حال غرق سفينة. يتعيّن إيجاد العامل الموحّد، ومن يقول موحّد يقول قدسيةً، ومن يقول قدسيةً لا يقول بالضرورة أدوات العبادة.
كان لرفاق الحرية أب، هو ديغول، وكان لهم مقدّس هي فرنسا. ما هي القدسية؟ إنها الأمور التي لا يتاجر بها، والتي لا يتفاوض عليها، هي تشدّ القطبين وتحوّل الجزء إلى كلّ. إن القدسية هي ما يتجاوز البشر، ما يمكن أن يوحدهم. ولكن يعود للبشر أن يختاروا ما الذي يتجاوزهم.

(ترجمة هنادي مزبودي عن «لاكروا»)



#ريجيس_دوبريه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- «تضامن في منزل الأسرة».. اليوم الـ 64 من إضراب ليلى سويف
- بدء محاكمة 5 من محتجي طريق الموت بالدقهلية الأربعاء
- شادي محمد ومعتقلي «بانر فلسطين ».. أمام المحكمة غدًا
- القوى الامبريالية تتصارع على سوريا
- شادي محمد ومعتقلي «بانر فلسطين ».. تجديد حبس 45 يومًا
- تجديد حبس محتجي طريق الموت بالمطرية.. من بينهم «شقيق أحد الض ...
- العدد 582 من جريدة النهج الديمقراطي
- الشرطة الكورية الجنوبية تمنع مسيرة احتجاجية تطالب باستقالة ا ...
- مصر.. حفيد عبد الناصر يوجه رسالة قبل بيع ساعة جده الذهبية (ف ...
- على طريق الشعب: والعراق كذلك.. سوريا وجبهة التصدي المطلوبة! ...


المزيد.....

- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ريجيس دوبريه - لا تستبدلوا الأفكار بالعواطف