أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - تسفي برئيل - من دون عَلَم اسرائيل في بغداد














المزيد.....

من دون عَلَم اسرائيل في بغداد


تسفي برئيل

الحوار المتمدن-العدد: 346 - 2002 / 12 / 23 - 04:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


هآرتس - مقال - 22/12/2002
بقلم: تسفي برئيل
مراسل الصحيفة للشؤون العربية

 اسرائيل مثل طفل منبوذ لا يرغب زملاؤه باشراكه في اللعبة، مطالبة الآن بالتنازل عن فكرة مهاجمة العراق في حال تعرضها للهجوم. وهذا يعني ان واشنطن تقول بأن هذه الحرب حرب الكبار الدولية، وعلم اسرائيل هو أمر مشوش ومعرقل فيها. الولايات المتحدة ترغب في شن حرب دولية على العراق مشركة فيها اغلبية الدول التي يمكن اشراكها بما في ذلك الحصول على دعم ومساندة الدول العربية أو ضمان حيادها على الأقل ومنع زعزعة الاستقرار في الدول الاسلامية والقضاء على صدام حسين منشئة بعده نظاما عراقيا محليا من اجل مواصلة الحفاظ على مكانتها في الشرق الاوسط.
 هذه خطة طموحة، وهناك احتمالات كثيرة لاخفاقها وفشلها. ذلك لانه اذا نجح الجزء العسكري من الحرب وأصيب صدام حسين من صاروخ مباشر، فلا يملك أحد بعد تصورا عما سيحدث في بلاده من بعده. مداولات المعارضة العراقية في لندن في الاسبوع الماضي حصلت على المعركة الاولى في التمرين الشامل العام. فعندما كان الجميع بعد في مرحلة اللياقة والتصرف اللائق المؤدب لأن العالم كله يشاهدهم وينظر اليهم لم ينجحوا في التوصل الى اتفاق فيما بينهم.
 ومن الممكن تخمين ما سيحدث عندما تتحول السيطرة الى ساحة لعب مفتوحة للجميع. فهل سينجح الشيعة في الوصول أولا الى خط النهاية؟ هل سينجح الأكراد في اطلاق النار عليهم من السلاح الذي سيحصلون عليه من الولايات المتحدة الآن؟ وماذا عن السنة والأشوريين والتركمان؟ هناك من يحلم باقامة نظام حكم امريكي مؤقت الى ان تهدأ الخواطر. والتقارير المؤرشفة من الصومال، أو التقارير اليومية الواردة من افغانستان يمكن ان توضح الصورة المبهمة حول الوجود الامريكي على ارض اسلامية.
 الاسهام والتدخل الاسرائيلي في صراع القوى هذا سيثقل على الجهود المبذولة، الا ان تصور عدم حدوث هذا التدخل يبدو وهما وسرابا. فمن هي الدولة العربية أو حتى تركيا التي توافق على دعم حملة ضد صدام أو تجاهل حدوثها ولن تخاف من المشاركة في حرب تظهرها كشريكة لاسرائيل؟ هذه الدول لا تستطيع ان توافق على ان تتحول الحرب ضد صدام الى حرب "سلامة اسرائيل". فالصدمة النفسية العربية التي ستحدث بعد ازاحة زعيم عربي على يد الدولة الأعظم كافية بحد ذاتها هنا. وتوقيع اسرائيل وخاتمها على هذه الحرب سيحول صدام حسين الى ضحية للصهيونية ويحول هذه الحرب الى حرب لا تغتفر في الدول العربية.
 وهذا الشعور لا يعني اسرائيل كالعادة، رغم انه يفترض ان يلفت انتباهها جدا، ذلك لان مكانة الولايات المتحدة في المنطقة بعد الحرب تعتمد على هذه المسألة، وهناك علاقة مباشرة بين هذه المكانة وأمن اسرائيل من الناحية الاخرى.
 حتى الآن تحدثنا بلسان المنطق. ولكن ماذا عن الدفاع عن النفس؟ الجواب على ذلك هو ان مهاجمة اسرائيل للعراق بطائرات اسرائيلية وصواريخ اسرائيلية لا يمكن ان يقارن مع عظمة القوات التي ستستخدمها الولايات المتحدة وبريطانيا. واذا كانت هذه القدرات غير قادرة على ردع صدام فليس لسلاح الجو الاسرائيلي ما يبحث عنه هناك. وماذا عن المكانة الاعتبارية؟ فهل تستطيع اسرائيل ان تسمح لنفسها بالجلوس مكتوفة الأيدي في الوقت الذي تتعرض فيه للهجوم بالصواريخ بعيدة المدى والمحملة برؤوس كيماوية سامة؟.
 هنا يكمن الخطأ الاسرائيلي المحتمل في الاعتقاد بأنه اذا لم تشارك طائرات اسرائيل وجنودها في الحرب بصورة فعلية فانها تكون كمن لم تدافع عن مواطنيها. والكسب الاستراتيجي الناجم عن هذه الحرب لاسرائيل وللولايات المتحدة مسألة مضمونة حتى اذا لم تقم اسرائيل باطلاق رصاصة واحدة. فاسرائيل ستحصل في هذه الحرب على نقلة مجانية قافزة لقطار الحرب، وكل ما يطلبه السائق منها فقط هو ان تجلس صامتة وان لا تزعجه وهو يقود القطار.
 لا أحد ينفي حق اسرائيل في الدفاع الذاتي، ولكن الدفاع عن النفس لا يعني ضرب الرأس بالجدار. فأي دفاع عن النفس ستمارسه اسرائيل اذا فقدت من خلال بعض الغارات على بغداد ثروتها الاستراتيجية وقدرتها على المناورة أمام الجبهة المناهضة لها؟ هذه الجبهة المناهضة ذاتها تنتظر مشاركة اسرائيل حتى تستطيع سحب يدها من الموافقة الواهنة على إزاحة صدام حسين.

ترجمة نشرة "المصدر " الصادرة في القدس المحتلة  .



#تسفي_برئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعندئذ ظهرت قطع السلاح في مياه دجلة .
- بعد الانتصار على صدام حسين
- الولايات المتحدة لا تستطيع خسارة السعودية عشية حربها ضد العر ...


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - تسفي برئيل - من دون عَلَم اسرائيل في بغداد