أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدّين بوغانمي - -داعش- و - إسرائيل- !














المزيد.....

-داعش- و - إسرائيل- !


عزالدّين بوغانمي

الحوار المتمدن-العدد: 4696 - 2015 / 1 / 21 - 12:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلّ يوم تعيش الأمّة العربيّة حلقة من فيلم الرّعب المستمرّ: إعدامات بالجملة، ذبح، قطع أطراف، رمي شباب من أعلى القمم ... جرائم سوداء تُرتكبُ باسم الرّب، وباسم تطبيق حدودهِ.

البشريّة عبر ترحالِها في الزّمن العقلي تطوّرت. ومنظومة العقوبات تطوّرت، فانتقلت من منطق الثّأر والشّماتة إلى منطق إصلاح المجتمع.
في فرنسا بعض المجرمين يقضّون عقوبة السّجن، مربوطن في منازلهم لأنّهم أصحاب مِهن ووظائف. فيُسمح للسّجين بالشّغل بشكل عادي، على ألّا يبرح بيته خارج أوقات العمل. إذ يوضع له جهاز رقابة في منزله مرتبط بمركز الشرطة، وبقرص مشفّر مربوط بسلك خاص في رجله. بحيث لا يخسر شغله، ولا تضيع عائلته، ولا يخسر المجتمع مجهوده. ولكن في نفس الوقت يُحْرم من الحياة العاديّ، تبعًا للعقوبة المسلّطة عليه.

ملخص الموقف أنّ قطع رأس إنسان، أو قطع يده، أو جلْده على مرمى نظر العامّة، أو رجمهِ بالحجر حتى الموت، أو رميه من أعلى مكان مغمض العينين ... صحيح هي عقوبات وردت في القرآن، ضمن شروطها التّاريخيّة الخاصّة والمحدّدة. ولكنّ الله أعطى القرآن للمسلمين، وأعطاهم عقولًا تتطوّر، ودعاهم لطلب العلم وفكّ رموز الكون. وهذا يعني تطوير الحياة ومواكبة تطوّرها، بما في ذلك تطوّر منظومة العقوبات. ونحن نعرفُ أنّ الأغلبية السّاحقة في هذه الأمة الحزينة ستقول: "هذا كلام ضد الاسلام" !
ومع ذلك نقول صراحة أنّنا ضد هذه الأساليب التّعاليم التي وردت في زمن التوحّش والقسوة، إذ كان الرّدْعُ بهذه الطّرق المُرعبة، مناسبًا لثقافة تلك العهود الغابرة. وهذا ما يزيدنا قناعة في أنّ الإسلام دين تاريخيّ، وليس جملة من الأساطير والخرافات، كما ادّعى الصّليبيون سابِقًا، وكما يدّعي الإسلام السّياسيّ اليوم. نحن ضدّ مآسي التّشبّث بأبشع مظاهر توحّش البشر، وضدّ مأساة تشويه الإسلام وإعدام نص القرآن بجعله ميّتًا ثابتًا عاجزًا على التّجدّدِ وفق تجدّد الحياة وتبدّل أحوال الأزمنة. والإسلام الحنيف النّظيف المتسامح، الذي هو مكوّن أساسيّ لهويّتنا ولأرواحنا، ليس ملكًا لأيّ شخص، حتّى يفسّر نصوصه على هواه، ويُكفّر بقية الخلق. و لا علاقة لنا بهذا الإسلام المجرم الذبّاح. وإذا لزِمَ الأمر، سنكتفي بحبّ الله الجميل كما نفهمه، كي لا نموت مُجرِمين.

إنّ المشروع الاستعماري له أجنحة متنوّعة. الكيان الصّهيوني لوحدِه عجز على السّيطرة على المنطقة بحكم رفض الشّعوب العربيّة الانخراط في التطبيع. وبِحكم الصُّمود الأسطوري للشعب الفلسطيني الذي أوقف المشروع الاستعماري في نسخته الصهيونيّة بالدم والتضحيات ومنع تمدّده.
كان لابدّ للامبرياليّة أن تخترق الرّفض العربي بإنشاء كيان استعماري في نسخة إسلاميّة. في البدء كان ببعث "المُجاهدين العرب" في أفغانستان الذي فرّخ حركة طالبان، غير أنّ حركة طالبان ارتكزت على هويّتها الوطنيّة المحدودة في الجغرافيا. فصُنِع تنظيم القاعدة العابر للهوّيّات والذي تمكّن من تقديم المساعدة الجبّارة للدّول الاستعماريّة في احتلالها لمنابع النّفط واستنزاف المنطقة استنزافًا كارثيًّا.
تنظيم القاعدة أدّى دوره كامِلًا، لكنّه عجز على تكوين دولة تُعاضد دولة "إسرائيل". ولكنّ التّنظيم تطوّر مع أبي بكر البغدادي ليعلن دولة "داعش" التي هي كيان يقوده مجموعة من الغرباء القادمين من كلّ بقاع العالم، والمدعومين بأموال لا تُحْصَى ولا تُعَدْ، وبأسلحة أمريكيّة متطوّرة، استولوا عليها في غاراتهم على الجيش العراقي.
جماعات المرتزقة التّكفيريّة هذه، مصمّمة على إنشاء دولة دينيّة غريبة على العصر، في أرض العرب، تمامًا كما تمّ إنشاء دولة إسرائيل الدّينيّة.

من الثّابت أنّ الغرب قرأ تاريخ المسلمين جيّدًا. ويتذكّر كيف فشل الغرب الصّليبي في طردهم من الأندلس. ولمّا اقتتل المسلمون فيما بينهم، تمّ طردهم بكلّ سهولة بعد ثمانية قرون من التّعمير. ولذلك فقصّة دولة "داعش" التي ما انفكّت تستقطب عشرا الآلاف من الشّباب العربي، جاءت ردًّا على أكبر هبَّة وطنيّة شهدتها الأمّة العربيّة منذ مئة سنة. جاءت ردًّا على الثّورة لإفساد نتائجها، وتخريبها، عبر تفتيت الجماهير، ومنع التفاف الكتلة التّاريخيّة التي أسقطت الأنظمة حول مشروع وطني ديمقراطي، يؤسّسُ الدّيمقراطيّة الاجتماعيّة، ويُكمِلُ الاستقلال الوطني. ويبني مسارًا وحدويًّا عربيًّا ديمقراطيًّا يحلُّ قضيّتنا القوميّة ويُنهي حالات الاحتلال المتبقّية من العهد الاستعماري..
لا يوجد فرق من حيث الدّور والوظيفة بين دولة "داعش" ودولة إسرائيل. ولا يوجد أيّ فرق بين المرتزقة والجواسيس وبين الأحزاب الإسلامية، بما في ذلك تلك التي تتظاهر بالدّيمقراطيّة. حتّى أنّ جماعة الإخوان المصريّة وأوخياتها في المنطقة تختلف عن داعش وتنظيم القاعدة، كما يختلف حزب العمل الإسرائيلي على حزب الليكود أو كاديما.



#عزالدّين_بوغانمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى الثورة الفرنسية. أتراهم يحتفلون بتقدّمهم فقط؟ أم بكو ...
- تكفير العلمانيّة.
- الأرشيف، ذاكرة أُمّة في يد نصف رئيس مجنون
- اليسار وجذُور التطرّف
- في الذّكرى الرّابعة للثّورة: لماذا أساند الباجي قائد السّبسي ...


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدّين بوغانمي - -داعش- و - إسرائيل- !