حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1313 - 2005 / 9 / 10 - 09:37
المحور:
حقوق الانسان
شهدت منطقتنا الكثير من التصفيات الجسدية والإغتيالات السياسية وعمليات القتل المنظمة ، والتي سجلت جميعها ضد مجهول ، ولم يكشف أو يعرف بالفاعل الحقيقي لها ، بحيث أصبحت من الألغاز المحيرة في ذاكرة الناس .
ولكن أن القاضي الألماني والمحقق الدولي ميليس ، الذي يحقق في قضية إغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري ، والذي على ما يبدو ، قد توصل الى مسك بعض الخيوط الرئيسية في عملية الإغتيال ، لذلك يعتبر القاضي ميليس ، قد حقق إنجازا تاريخيا في منطقتنا ، على صعيد التحقيق الجدي والفعال ، ولأول مرة يتم في منطقتنا ، العمل بهذا النشاط والفعالية من أجل كشف القتلة في عملية إغتيال من هذا النوع المعقد ، والتي إستهدفت شخصية وطنية لبنانية مثل رفيق الحريري ، وهذا يعود طبعا للتحقيق الدولي .
وأن ميليس بعمله هذا ، قد فتح جميع الأبواب القديمة والجديدة ، حول الكثير من القضايا والملفات ، التي أصبحت من الماضي ، لأن في كثير من الأحيان يكون الفاعل والمحقق والحاكم ، هو نفس النظام في هذا البلد أو ذاك ، وليس هناك من طرف محايد آخر ، لكي يقوم بكشف الحقيقة أمام الجميع .
ولا نستطيع في هذه السطور ، أن نذكر المئات بل الآلاف ، من الذين قد تعرضوا للإغتيال والإختفاء والتصفية ، ولم يتم التحقيق بشأنهم من أجل الوصول الى الحقيقة ، ومعرفة من يقف وراء ذلك ، فالأسماء كثيرة والمواقع مختلفة والأسباب معروفة ، ولكن الحقيقة لا زالت غائبة ، ولا يعرف تفاصيل الجريمة إلا من قام بها ومعه الدائرة الضيقة جدا .
ومن هنا يمكننا القول ، كم نحتاج نحن من المحققين الدوليين من أمثال القاضي ميليس ؟ ، لكي يقوموا بواجبهم الإنساني إتجاه الضحايا والشهداء ، الذين تعرضوا للإغتيال والتصفية في عموم منطقتنا ، والتي لا زالت تفقد العشرات سنويا بإسم الإغتيال المجهول ، والذي تمارسه بعض الأنظمة ضد معارضيها على أراضي بلدانهم ، أو تلاحقهم الى الخارج وتتم تصفيتهم هناك ، والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى .
فعلى كل المنظمات والمؤسسات والهيئات والأحزاب ، التي تهمها قضية حقوق الإنسان قبل كل شئ ، أن تطالب بفتح كل ملفات الإغتيال والتصفية السابقة والحالية ، أمام التحقيق الدولي ، لأن بعض أنظمتنا المتورطة في مثل هذه الأعمال ، لا تسمع صوتنا ، بقدر ما تسمع صوت المنظمات والهيئات الدولية ، التي أصبحت الرادع الوحيد لمثل هذه الأنظمة ، التي لا تحترم الإنسان ولا تعترف بحقوقه .
[email protected]
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟