أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - اكتشف مخاوفك لتتحرّر منها















المزيد.....

اكتشف مخاوفك لتتحرّر منها


ماريا خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4695 - 2015 / 1 / 20 - 17:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إذا شعرت يومًا أنّك مسمّرٌ في المكان والزمان بسبب خوف بداخلك، فلا بدّ أنك تدرك إدراكًا تامًّا سوء هذا الشعور وكيف يمنعك من الاستمتاع بالحياة التي تحبّها.
كلمة خوف مشتقّة من مفهوم الخطر أو الفخّ. وفي القرون القديمة كان للخوف أسباب وجيهة أكثر من القرن الواحد والعشرين. فلنرى كيف انتقل الخوف من مفهوم الخطر إلى أكثر الأعذار شيوعًا اليوم.

يتّخذ الخوف في تجاربنا الحاليّة شكلين أساسيين: العجلة والقلق.
العجلة تتمثّل بإسراعنا من المنزل إلى العمل، وكلّ المهمّات التي علينا القيام بها، ثمّ في العودة إلى المنزل واجتياز زحمة السير، وإلى المهمّات التي يجب إنجازها في المنزل، ثمّ إلى السرير مع تزاحم الأفكار بشأن ما ينتظرنا في اليوم التالي.
هذه الأنواع من الخوف المرتبط بالعجلة، قد تقودنا إلى الشرود الذهني. وقد تشغلنا بالأمور التي نقوم بها متناسيين حقيقتنا، فنضيّع أنفسنا في لائحة لا نهاية لها من الأمور التي يجب فعلها.
فلنفكّر في وضع حدّ للمخاوف المرتبطة بالعجلة في حياتنا. أوّلًا يجب أن نتنبّه إن كنّا فعلًا عالقين في هذا النوع من الخوف. راقب نفسك أثناء قيامك بعمل ما وتساءل إن كنت تفعله تحت وطأة العجلة. وسجّل كم مرّة يسيطر عليك شبح الاستعجال.
والحلّ يبدأ بالتوقّف ومحاولة تغيير حالة الاستعجال إلى استمتاع بما تقوم به. اسأل نفسك أي شعور تفضّله مكان الخوف؟ أهو الهدوء، أم التوازن، أم الأفعال الإيجابية؟ ومهما كان الشعور انتقل إليه كلّما انتابك بضغط الاستعجال. وسرعان ما ستبني عادات جديدة ويزيد لديك الشعور بالاستمتاع.
أمّا الشكل الثاني الذي يتّخذه الخوف فهو القلق. معظم الناس يقلقون بشأن أمور افتراضية لا تمتّ للحقيقة بأيّ صلة ويرعبون أنفسهم بالتفكير في ما قد يحصل بدل الاستمتاع بالوقت.
لا حاجة للاستعجال أو القلق والبقاء في حالة من الخوف. بل عش بسلام وهدوء، وابذل جهدًا واستمتع بحياتك، وعملك وعلاقاتك باستمرار. فالحفاظ على وتيرة واحدة والعمل بوعي سيوصلك إلى هدفك من دون ضغط الاستعجال ومن دون القلق. غنِّ أغنية تحبّها بينما تعمل، واضحك مع أصدقائك لتناسي الهموم.
ماذا تعلّمت؟
تعلّمت أن أعيش كلّ لحظة بوعي تام وهكذا أبدّد مخاوف العجلة والقلق.
تعلّمت من خلال النظر إلى الماضي، أنّ خيبات أملي مرتبطة بالأمور التي لم أنجزها وليس الأمور التي أقلق بشأنها. فتعلّمت أن أنجز الأمر وأتخطّاه.
تعلّمت أنّ الحواجز التي أقلق بشأنها تصبح صغيرة وبسيطة حين أواجه الخوف عن كثب وأتخطّاه.
تعلّمت أنّ الخوف مكان مظلم تتطوّر فيه أفكاري السلبية. وحين أنيرها بأفكار إيجابية، تختفي بالكامل والأمور السلبية لا تتحقق أبدًا.


كيف تتخطّى أسوأ مخاوفك
كم مرّة في اليوم تجد نفسك قلقًا بشأن مستقبل مهنتك، وأولادك أو أحفادك، ومستقبل هذا العالم؟ فقد زعزع الإرهاب والحروب والكوارث الطبيعية وتطوّر التكنولوجيا السريع هناء عيشنا.
الشعور بالخوف أمر طبيعي
كلّنا نخاف. نخاف من التقرّب من الآخرين بشدّة ثمّ خسارتهم. نخاف أن نؤذي أحدًا أو أن يؤذينا أحد، نخاف من ألّا نعرف شيئًا أو نعرف الكثير، ونخاف من أن نفقد السيطرة أو أن نبالغ بالسيطرة. نخاف من حدوث الأمور السيئة بدل الأمور الجيّدة. نخاف من الوحدة ومن عدم الحصول على وقت كافٍ خاص بنا. نخاف من حاضرنا ومن مستقبلنا. نخاف التغيير وعدم التغيير. نخاف المعلوم ونخاف المجهول. نخاف الفشل ونخاف النجاح. إنّها مخاوف عالميّة.
للخوف غاية معيّنة. يمنعك من القيام بأمور طائشة ومن التصرّف بطريقة غير عقلانية. يعطيك الوقت للتفكير قبل أن تتصرّف. التواصل مع مخاوفك هو تواصل مع حقيقتك. الاعتراف بالشعور بالخوف والقلق والاضطراب أمر جيّد ويتطلّب القوّة. فحين تعبّر عن مخاوفك، تفقدها قوّتها. لن تتخلّص من الخوف أبدًا، ولكن يمكنك تعلّم السيطرة عليها بالثقة والشجاعة.
لا تدع شيئًا يعترض طريقك
إذا أردنا الاستفادة من إمكانياتنا كاملةً والوصول إلى غاياتنا في الحياة، فلا خيار أمامنا سوى مواجهة الخوف. لن نوظّف إمكانيّاتنا إن بقينا نعمل في خشية. ما دمت حيًّا ستظلّ لديك مخاوف لكنّ طريقة تعاملك معها تحدث فرقًا شاسعًا. حين يعترض الخوف طريقك اسأل نفسك: من سيفعل ذلك إن لم أفعله أنا؟
أفضل نصيحة هي التركيز على ما يجري في حياتك والاستمتاع بالعيش. ارفض أن تعيش حياة يأس. خذ وقتًا لتكتشف مواهبك ونعمك. ثمّ قف شامخًا وأشرق حبًّا ونورًا يقتدي به الآخرون إلى طريقهم الصحيح. والتزم تجاه نفسك بالتعبير عن جوهرك الرائع.
توهّج واضحك
الضحك عدوّ الاكتئاب والخوف والشعور بالخطر. ويمكن معرفة حالة أسرة ما أو مكان عمل ما من خلال ضحك الأفراد.
ركّز على النجاح
اكتب لائحة بالنجاحات التي حققتها في حياتك. وعلّقها في مكان مكشوف لتراها كلّما شعرت بالإحباط.

استمع إلى الموسيقى
الموسيقى تملك القدرة على الشفاء. الموسيقى الكلاسيكية تخفّف التوتّر، والروك أند رول تمدّك بالحيوية، والأناشيد تنقلك إلى حالة التأمّل، وموسيقى الأطفال تفرح قلبك. وفقًا لجوهان بول فريدريك ريتشر: "الموسيقى هى ضوء القمر في ليلة مظلمة من الحياة".
أجّل خوفك
أمضِ الأيام السبعة الآتية من دون خوف. وحين يواجهك خوف ما، سجّله في كتيّب وأخبره أنّك ستعود إليه لاحقًا.
لا تتعب نفسك بالأمور البسيطة
دع الحياة تجري بمجراها الطبيعي بانسياب وتعلّم السير مع التيار.
كن نعمةً
كن لطيفًا وتعلّم مدّ يد العون للآخرين. فالعالم يحتاج إلى مواهبك وخدماتك الآن أكثر من أي وقت آخر. الحبّ واللطف يملكان طاقة شفاء. لا تخف! العالم يحتاج إليك حاجة ماسّة.
" يمكن تخطّي الخوف والقلق عبر عيش كلّ يوم بيومه أو كلّ لحظة بلحظتها. وستختفي مخاوفك"- د. روبرت أنطوني


بعد 20 سنة ستندم على الأمور التي لم تنجزها أكثر من الأمور التي أنجزتها. لذا ارفع شراعك وأبحر بعيدًا عن ميناء الأمان. اسلك باتّجاه الرياح، استطلع، احلم واكتشف.
معظم الحواجز التي تعترض طريقنا تختفي إذا قرّرنا اجتيازها بدل الارتعاد خوفًا أمامها.
تذكّر أنّ الخوف غرفة معتمة تتغذّى منها الأفكار السلبية، وأنّ أعظم خوف ينتاب الإنسان هو الخوف من الخوف نفسه.



#ماريا_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرار التعامل مع الأشخص العنيدين وغير العقلانيين
- كيف تصبح قِيَمك في الحياة حقيقة تعيشها كلّ يوم
- كن جميلاً .. تر الوجود جميلاً!
- المشاعر، ما هي وما حقيقتها؟
- ابحث عن هويّتك قبل أن تضيع منك
- هل الدور الذي تلعبه في حياتك هو حقّاً ما تريد؟
- ما هو دورك الحقيقي أيتها الأم!
- ما هو دورك الحقيقي أيّها الأب؟
- التغيير قانون الحياة.. أريد أن أكون التغيير
- كيف نبعد أبناءنا المراهقين عن رفاق السوء؟
- الخوف من الارتباط ... كيف تتغلّب عليه؟
- هل أنت سجين السلبية في تفكيرك؟
- النكران بين العلامات والأسباب... المخاطر والعلاج
- لا أنا لست ضحيّة... كيف إنتهى بي الأمر بالتفكير هكذا؟
- التربية مدرسة يتخرّج منها الأبناء والآباء في الوقت عينه!
- لا لم تنتهي حياتي ولن يضيع أبنائي بعدما قرّرنا الإنفصال!
- حياتي الزوجية أنا اخترتها... لماذا تحوّلت جحيماً؟
- الوقاحة لدرجة الإستفزاز لدى الأبناء... كيف تتعاملين معها؟
- فكّر بعقل الأغنياء تصبح غنيّاً!
- معتقادتك وحدها تجعلك غنيّاً أم فقيراً!


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - اكتشف مخاوفك لتتحرّر منها