فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن-العدد: 4695 - 2015 / 1 / 20 - 16:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
:) 28 يناير
معرض القاهرة الدولي للكتاب، أيها الحبيب الذي أنتظر بشغف من العام للعام، بأيّ حالٍ عدتَ هذا العام يا فكرُ؟
أخذتُ عهدًا على نفسي ألا أتكلمَ في موضوع محاكمتي بتهمة "إزدراء الأديان، وإشاعة الفتنة الطائفية، وتكدير السِّلم العام"، تحت أي سبب. أولاً لأن الأمرَ برمّته أصبح الآن في يد القضاء المصري المحترم الذي أثق فيه وأحترمه، ولا مزيد على كلمة قاض عدل أقبلها بنفس راضية، وثانيًّا لأن ما كتبه المثقفون في مصر وخارجها من مقالات رفيعة الطراز، وبيانات عميقة الدلالة تكفيني وتزيد، وثالثًا لأن كلامي عن نفسي، ونفي اتهام كهذا ربما يدخل في خانة العبث واللجاجة أربأ بنفسي عنها، كما أن شهادتي عن إيماني مجروحة، والأهمُّ أنني لا أقبل أصلا أن يُعيّر أحدٌ ما فوق الأرض إيماني ولا يُقيّم علاقتي بالله لأنها شأنٌ خاص بيني وبين خالقي، لا شأن لمخلوق به.
والحق إنني لا أتمالك نفسي الآن من الابتسام وأنا أقرأ ما خططتُه لتوي من قائمة الاتهامات الضخمة الهائلة المروّعة المخيفة الأسطورية التي تُشعرني أنني "ستان" إله الشر عند الفراعنة، أو "هيرا" زوجة زيوس إلهة المكائد عن الإغريق!! "ازدراء أديان"، أنا التي تحترم الأديان كافة، لا السماوية وحسب، بل حتى الفلسفات الوضعية التي سعى من خلالها بعض الناس للبحث عن الله ومعرفته؟ "تكدير السِّلم العام"، أنا التي لا ترجو من الحياة إلا إشاعة السلم والمحبة بين البشر؟!! “إشاعة الفتنة الطائفية"، أنا التي تسعى جميعُ مقالاتي ومحاضراتي وندواتي بل حتى قصائدي إلى وأد الفتنة الطائفية وتذكير الناس دائمًا بأننا جميعًا نعبد إلهًا واحدًا مهما اختلفت عقائدنا، كلٌّ عبر دربه ورؤاه واختياراته، وأنه من العبث بل و"العيب" أن نقتتل من أجل أمر قدسي فائق الجمال هو الله المُحبُّ للجميع واهبُ الحياة للكافة الذي من بين أسمائه "السلام"؟!
ما جدوى الكتاب والفكر في مجتمع يمنع حرية الفكر ويسمح بسوء استغلال حق التقاضي ضد المبدعين والأدباء، بل والمدونين؟!
فاطمة ناعوت
#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟