أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - منذر الفضل - فوزي الاتروشي..مبدع يسبح في بحور كوردستان















المزيد.....

فوزي الاتروشي..مبدع يسبح في بحور كوردستان


منذر الفضل

الحوار المتمدن-العدد: 346 - 2002 / 12 / 23 - 04:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 


على هامش مؤتمر لندن للمعارضة العراقية الذي انعقد في 14 ديسمبر 2002 , ألتقيت الصديق المبدع فوزي الاتروشي , وقد تعودت ان القاه في كل مناسبة كوردستانية او عراقية في المنافى , فهو الحاضر في كل زمان ومكان يحمل في صدره عالم الكورد بكل عنفوان وشموخ , مثل جبال كوردستان التي تغطي قممها نقاوة الشعب الكوردي .
والاتروشي , عرفته قبل أكثر من ربع قرن في رحاب كلية الحقوق بجامعة بغداد , شابا حيويا يتدفق نشاطا , كالفراشة بين زهور كوردستان , يتنقل هنا وهناك , بين شباب الكورد والكوردستانيات و كأنه يقول لهم : نحن الكورد أمة عظيمة ...لا تنهزم ...والشعوب لا تموت , ودورنا في رعاية زهور النرجس وهي رمز كوردستان في نوروز ...شأنه في ذلك مثل باقي الاصدقاء الاحبة الذين مازلت ذاكرتي محفورة بأسمائهم رغم مرور ما يقارب 3 عقود من الزمن : كريم سنجاري , كلالة , بختيار, أنعام , صلاح برواري , هوشيار , تيلي أمين  و أزاد وشيرين ولنجه وفوزي وغيرهم

واعترف بأنني لست شاعرا , وقد فشلت في نظم الشعر  ونجحت في تذوقه والسباحة في بحوره متمتعا بعالمه , غير ان ما يلفت الانتباه ان بعضا من المبدعين تمكن من ان ينظم هواجسه الشعرية وينثرها على الناس مثلما تنثر أوراق الورد على عروس كوردية وهي تتجمل بملابس الكورد الزاهية في نوروز , وفي قرائتي لشعر فوزي الاتروشي ( ظلال النرجس ) طبعة دهوك 2002 , لفت انتباهي وجود لحن متميز في كتابة هذه الانغام , فقد جمع الاتروشي بين السلام في كوردستان والوطن والحب ودور المرأة في الحياة .
طغت المرأة على حروف الديوان الشعري بصورة ملفته للانتباه , ويبدو ان المبدع فوزي يريد التأكيد قائلا بأن ( الحياة هي امرأة ...وان المرأة هي الحياة ) فهي الوطن وهي كوردستان وهي رمز الحب والعطاء , فالوطن عش للطيور لابد ان تعود اليه بعد هجرتها او تهجيرها او رحلتها الطويلة من السفر وان  كوردستان هي البيت والعودة اليها بعد عتمة الليل التي مرت على سهولها وجبالها واهلها مثل عودة الطفل الى حضن امه ليرضع من ثديهيا الحياة وهل هناك شيء اغلى من الحياة ؟ . وهذا التصوير يبدو واضحا من أول حرف خطه الشاعر في ديوانه حين ابتدأ بأول كلماته قائلا :           ( الى امرأة ...).

يخاطب الشاعر كوردستان ويقول ( لك العمر ايتها التي تحول الحب على يديها الى اسطورة سحر ..) وقد اختلط عنده حب الوطن وحب المرأة وهي رمز من رموز الحياة التي بدونها لن نكون والتي كانت في فترات التاريخ المختلفة من رموز العبادة يسجد لها الخلق . ثم ينتقل الى صورة ثانية تجمع الوحدة بين العرب والاكراد ويرمز للعرب بالنخلة التي لم يراها كثير من اطفال الكورد ويرمز الى الكورد بالنرجس ويشير الى ان طول زهور النرجس مثل طول النخيل في ارض واحدة فيقول ( من قال ان كردستان لا تعرف اشجار النخيل ..من قال ان النرجس يبقى قصيرا ولا يشرئب بين الثغور قوامه الطويل ...).
لم يستطع الاتروشي ان ينسى او يتخلص مما تحمله ذاكرة الانسان العراقي والكوردي بوجه خاص مما عبثت به الغربان السوداء في سهول كوردستان من قمع وتخريب طوال عقود , ومع هذا يقفز الاتروشي الى الامل والحياة الجديدة وهي امرأة تمنح الحياة فيقول : ( ألم اقل لك ياصديقي ..ان أمرأة عامرة الجبين قد تفتح الدنيا على وطن ...).انه يصف كوردستان كحبيبة جميلة وتضاريسها مثل تضاريس جسد المرأة وينتقل من الغزل بالحبيبة الى كوردستان متسائلا هل ان تضاريس الحبيبة هي امنه ام ان حقول الالغام التي زرعت في سهول كوردستان لن تنفجر فجأة فتفسد علي احلامي ؟

تنقلت بين سطور شاعرنا المبدع بين الحب والغزل والجمال وصور القمع الذي تعرض له الشعب الكوردي وبين حب كوردستان الذي يسري في دمه يحمله في الليل والنهار , في المنفى والوطن , مثل ظلال النرجس مصورا ألم الفراق للاحبه والاصدقاء حين يقول ( وهي تلومني وتسأل ان لا اترك اجمل احبابي ..فقالت وقد رمت اخر زهرة من يدها ..ضمني اليك لاخر مرة ...).

واعترف ان الشاعر تمكن من انتزاع دموعي وحملني معه الى فاجعة حلبجة والانفال وشهداء البشمركة الابطال بعد ان طوقني بالامل والسلام والحب والغزل بين ربوع أرض الكورد , حيث سافرت  في ديوانه الى كورستان التي فارقتها منذ 13 عاما ويقول متحديا التاريخ  :

( لا تشربي الا مياه قنديل او بحيرة وان أقرأي كثيرا عن البارزاني وتوقه للحرية والنار والخير في كل مكان وزمان ...وحين تقرأين سورة الانفال ..تذكري مقابر صارت بحجم هذا الوطن الذي لم يعرف السلام والامان وحين تمرين في حلبجة احذري فتحت كل جذر يرقد طفل اكلته السموم في ثوان وازرعي ثوبك المغزول بالياسمين والقرنفل والنرجس والريحان ..في وطن القبور لعله يثمر فيه بعد عقود القهر ....).


الاتروشي , فارس سلام , وعاشق لحبيبة , ورسول للتسامح في زمان جديد ينثر الحب في العراق مثلما تنثره امرأة على حبيبها في كل الفصول .
 وعذرا لك وللشعب الذي اعشقه - ايها الصديق العزيز - من أفعال الذئاب في جسد حبيبتنا المشتركة , وعذرا للذين يعاتبونني على هذا العشق ! فهو عشق طويل يمتد الى عقود يسري في روحي ودمي يصعب علي البراءه منه ولم اعثر على دواء يشفيني منه !.... وما دامت حبيبتنا مشتركة , وما دمنا نحبها معا منذ زمان طويل ..علينا ان نضمد جراحها ونقبل ثغرها لكي نشرب منها ثدي لك ...والاخر لي... و مرة لك وثانية لي ...انها عروسنا ..كوردستان !

London
16 December 2002



#منذر_الفضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهنئة وتبريك
- الكورد الفيليون وحقوقهم في مستقبل العراق
- إنتهاكات حقوق المرأة في العراق والحماية القانونية لحقوقها في ...
- الكشف عن ضحايا نظام صدام في الفرات الاوسط وجنوب العراق
- العرب والاكراد مصير مشترك وعلاقات أخوية في الوطن والدين
- دور المحاكم المدنية في حل المنازعات العسكرية
- لائحة الحقوق الأساسية للمواطنين العراقيين
- الانحيازللحق ضد الباطل يزعج اعداء الانسانية
- الفيدرالية ومستقبل العراق
- نظام الأسرة في القانون السويدي
- إبادة الجنس البشري والجرائم الدولية في كردستان و جنوب العراق
- الاسلام السياسي - نمط التفكير واسلوب التكفير
- إهدار الحريات الأكاديمية و هجرة العقول العراقية
- أوضاع حقوق الانسان واللاجئين العراقيين في ضوء أحكام القانون ...
- الحوار الكوردي – العربي اساس للتسامح والتعايش بين القوميات ا ...
- تزييف التاريخ والحقائق لمصلحة من ؟
- مقترح مسودة مشروع الدستور الدائم للدولة الفيدرالية العراقية
- تشريعات القسوة ضد المرأة والحماية القانونية في المجتمع المدن ...
- انتهاكات حقوق المرأة في العراق
- الصيغة الفيدرالية للحكم ضمان لوحدة الدولة العراقية - كردستان ...


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - منذر الفضل - فوزي الاتروشي..مبدع يسبح في بحور كوردستان