أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - العيش في الماضي تغريب عن الواقع وانكفاء مرضي خطير النتائج














المزيد.....

العيش في الماضي تغريب عن الواقع وانكفاء مرضي خطير النتائج


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 19 - 20:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذه مجرد تداعيات أخطها أحيانا بالإشارة إلى ما يصادفني من ملاحظة متغيرات المحيط وما يعج به من ظروف متنوعة، بخاصة بشأن مواقف متخذة وممارسات وسلوكيات عيش. وربما تساعد الخلاصة فيها على التنبيه على أخطاء بعضنا عندما تغرقه الأمور السائدة بلجج بحر الظلام. إنك على سبيل المثال، تلاحظ حالة اغتراب مع قيم العصر وتصرف بعضهم وكأنهم يحيون في عالم ندرك أنه أما انقرض أو أنهم يوهمونا بأنه عالم الأمس الخالد الباقي وما الأمور كذلك.
وإنك لتجد (اليوم) بعض الناشطين يتحدثون عن معالم ذاك الماضي المُستدعى وكأنها ما زالت حية و هم يفرضون قسراً علينا أن نكون ديكورهم للعيش وسطها، فيما هم بحقيقة الحال يحيون اغترابا عن يومهم وعن بيئتهم ومحيطهم سواء بالشكل أم بالمضمون مثلما في طريقة التفكير وآلية العيش والمفردات السلوكية..
و هم يوقفون حواراتهم وخطاباتهم حصراً في ضوء الاختلاف على قضية ماضوية. فمثلا في إطار عيشهم بدولة مدنية معاصرة حديثة بكل مفردة يحاولون اجترار نظم ماضوية لتشكيلات ما قبل الدولة ويعملون على فرض أمور (اليوم!) من قبيل متابعة الاقتتال فيمن يختارونه للحكم الخليفة فلان أم غيره؟ والكارثة أنهم لا يقفون عند الفكرة وقراءة التجربة بل يديرون صراعا وكأنهم مازالوا يحيون ماض انتهى من قرون!؟ وهكذا يتنازع خطابهم ذاك قيم تتحدث عن وقائع انتهت فعليا قبل مئات وآلاف من السنين!
وإذا كنّا مع مبدأ رصين في الاستفادة من تجاريب الماضي فإنّ البون شاسع بين تلك الإفادة وبين الاتكاء على مجد ماضِ وقدسية بعض مفرداته من جهة والعيش فيه بصيغ متحنطة كمومياءات نحركها مجددا لتلغي العصر وآلياته وتجتر آليات انقرضت بطريقة سلبية خطيرة من جهة مقابلة...
وفي ضوء هذه الصورة فأنتَ لا تجد للمتحدث باسم ذاك الماضي المنقرض أية مساهمة بشأن مطالب الحياة اليومية للناس ولا أية معالجة تخص ظواهر الفقر والبطالة ولقمة الخبز ومشكلات لحظتنا الراهنة من مثل: قضية مخيمات النازحين والمهجرين قسراً وهذا المتبتل بمحاريب الماضي لا يجيب عن أسئلة الناس فيمن يقف وراء استعبادهم؛ مثلا استعباد إنسان بذريعة إيمانه بدين (آخر يُصادره) ولا يجيب هؤلاء الذين يريدوننا العيش بالماضي عن حقيقة أسباب اغتصاب حقوق الإنسان ولا عن جرائم الاختطاف والتعذيب والاغتصاب الجنسي والاتجار بالنساء والأطفال!!! بل تساور الجهة الماضوية أوهام تدفع بعض المضلَّلين لإدانة التضامن مع الضحايا بتبريرٍ وتذرع يغطي على الجريمة كما جريمة السبي والاغتصاب وما يشابههما.
وكلّ ما يفبركونه يتجسد بفكرة مرضية كأن نعيد الشعوب لمرحلة ركوب البعير واستخدام الحمير أو استخدام تلك الثقافة الماضوية وآليات العيش قبل آلاف السنين يوم سكنت البشرية الخيام والكهوف! ومنطقهم يتعمد مشاغلة الناس بطقوس يسميها لنا دينية وما هي بذات علاقة بدين.. ولم تكن موجودة حتى بين سكان الكهوف!
القضية تخص أمراض مجتمعية بحاجة لمراجعة ومكاشفة ومعالجة جوهرية. وبحاجة لموقف حازم من طرفنا تجاه التصديق بنفر من الأدعياء والسير خلفهم مغمضي الأعين! فإن سحبنا منهم تأييدنا وجدناهم مكشوفين على حقيقتهم واستطعنا التخلص من مآسينا التي تسببوا فيها..
فلا يتردد امرئ من الخروج من أحزاب تدعي دفاعها عن الإنسان وهي تضحي به لمصلحة فكرها السياسي المغطى أو المتستر بادعاء تعبيره عن القدسية الدينية أو عن أية قدسية يسقطونها زورا وبهتانا على فلسفتهم..
لنصحُ أينها السيدات أيها السادة من لعب التضليل ولنكن مع أنفسنا مع الإنسان وعيشه في عصره مستجيبا لمطالبه وحاجاته ولإعمار أرضه كما جاء بوصايا كل الأديان بجوهرها الصحيح السليم وبكل الشرائع والقوانين وبمنطق الحياة الإنسانية بحداثة وجودها وكما هي اللحظة التي نعيشها وليس كما يريدون إيهامنا بعيش في فلك ماض ولَّى واندثر وانقرض...
وللفكرة بقية تكتمل بنضج تداخلاتكم وبتسليط الضوء على محاةر أخرى لهذه افشكالية الخطيرة



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الشأن العام، علاقاتنا بالآخر ومواقفنا تجاهه لا يصح أن تحك ...
- بطاقة تحية للجيش العراقي تتطلع لبناء وطني يتسم بالنقاء والكف ...
- في يوم المثقف العراقي كلمة تحية للاحتفالية المنعقدة في مدينة ...
- في اليوم العالمي للغة العربية، تجديد النداء من أجل انتباهة ا ...
- في اليوم العالمي للمهاجرين تطلعات من أجل الأمن والأمان والتن ...
- من أجل القضاء على العنف وإنهاء معاناة المرأة العراقية التي ب ...
- ليبيا: شعب السلام يتطلع لبناء دولته المدنية وعقبته الكأداء ه ...
- أين موقعنا في دليل التنمية البشرية الأممي؟
- العراق بين قرار حازم واتجاه نحو مفاجآت غير محسوبة
- نداء لإنضاج موقف وطني عراقي موحد تجاه الكارثة وتداعياتها الت ...
- الرسالة السنوية لمسرحيي العراق في اليوم العالمي للمسرح 2014
- إدانة سلطة داعش وممارساتها في إرهاب المجتمع ومكوناته المدنية
- البديل المدني الديموقراطي: بديل سلام لا بديل ثأر وانتقام، بد ...
- معركة الأنبار بين خطل الطائفية وتحديات الواقع المأزوم
- عمليات الجيش العراقي في الأنبار بين مكافحة الإرهاب والتجيير ...
- اليوم العالمي للغة العربية، من أجل انتباهة استثنائية مناسبة
- في (بعض) ما يحكم العلاقات الإنسانية في الإطارين الشخصي والمج ...
- في اليوم العالمي للتسامح: إصباحات خير وعيد للإخاء والمساواة ...
- أمطار بغداد وغرق بيوت الفقراء بين التذمر والسلبية وإعلان الم ...
- الدائرة الثقافية العراقية في لاهاي، نشاط بحجم مؤسسات الثقافة ...


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - العيش في الماضي تغريب عن الواقع وانكفاء مرضي خطير النتائج