أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طوني سماحة - التعزية بالكفار خيانة وليست من الدين














المزيد.....


التعزية بالكفار خيانة وليست من الدين


طوني سماحة

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 19 - 01:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تأدية واجب العزاء لضحايا شارلي إيبدو ليس من الدين، بحسب الداعية وجدي غنيم، كما أن الإخوان المسلمين "خونة". والسبب؟ قدمت الجماعة العزاء للحكومة الفرنسية في ضحايا "شارلي إبدو". بغض النظر عن دوافع الاخوان في تقديم العزاء، والتي قد تكون من باب التقيّة، إلا أن الداعية يعتبر تقديم العزاء في هذه الحالة مخالف للدين. لماذا يا ترى؟ الدين لا يسمح بتعزية الآخر، فكيف إذا كان الآخر عدوا؟... ألهذا المستوى انحدرنا في انحطاطنا الأخلاقي؟

لماذا، أيها التكفيريون، تبشرون بثقافة الموت حتى أن الموت لم يسلم من فتاويكم؟ لماذا تجرّدون هذا الانسان المسلم والعربي والمشرقي مما تبقى لديه من انسانية حتى تحوّلوه الى مسخ، أقل ما يقال فيه أنه يشبه داعش؟ لماذا تحجبون النور عن عيني هذا الانسان البسيط لكي تجعلوا منه وحشا تتجنبه حتى الوحوش؟ لماذا تقسمون العالم الى معسكرين : مسلمين وكفار؟ حتى هذه الروابط السامية بين الناس تريدون قطعها؟ لماذا تعجز ألسنتكم عن النطق بعبارات الحب والمودة بين الناس، ألا يكون عالمنا أجمل لو نحن عشنا مختلفين في الفكر ولكن تجمعنا الروابط الانسانية؟ لماذا لا تعلّمون أتباعكم حب الآخر، أإلى هذه الدرجة أصبح الدين هشا لا يستطيع تقبل الآخر؟

أيها الدعاة،
عندما يقف الدين عاجزا عن تقبل الآخر حتى لا أقول عن حب الآخر، كان من كان أو مهما كان هذا الآخر، فهذا دليل على سقوط الدين. الدين للإنسان وليس الإنسان للدين، أيها السادة. الدين الذي يحمل السيف بحد السيف يسقط، أيها التكفيريون. الدين الذي لا يخدم الانسان ليس بدين.

أيها الدعاة،
أحتى الموت والاموات لم ولن يسلموا من عنصريتكم ؟ ألا يحق للميت أن يرقد بسلام حتى بعد موته،فتلاحقونه بالحقد والعنصرية؟ ألا يحق للميت أن يموت برصاص الحقد مرة، حتى تميتوه بعد موته مرات؟ ألا يحق للميت أن ينتقل الى الجانب الآخر من الحياة دون أن تلاحقه فتاويكم؟ ألا يحق للميت أن يسلم من شتائمكم وأحقادكم بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة؟

أشعلت فتاويكم النار في الهشيم، أيها الدعاة. ها هي بلداننا تحترق. رجالنا ونساؤنا يموتون بالمئات، حتى أن الكثيرين من الذين ما زالوا على قيد الحياة هم أحياء أموات. أطفالنا يتامى، بيوتنا متداعية، حقولنا خربة، مصانعنا مهدمة، مدارسنا مقفلة، وأنتم ما زلتم تكفّرون وتدعون الناس لذبح بعضها البعض.

لا يا سادتي، الفكر الداعشي لم يأت من فراغ. بل هو ثمرة تعليم وإيديولوجية وطريقة تفكير وتكفير. أستفيقوا أيها الشيوخ والدعاة. قبل أن تحلموا بتحرير روما، حرروا ذواتكم من الحقد. قبل أن تقتلوا الناس بتهمة التبعية للشيطان، أقتلوا الشيطان الذي يسكن في أوصالكم. قبل أن تكفّروا الآخر، أخرجوا الكفر من أعماقكم. قبل أن تتهموا الآخر بالكفر والشرك بالله الذي تعرفوه، اقتربوا من الله الذي لا تعرفوه وتعرفوا عليه.

حضرة السيد وجدي غنيم،
إن قتلى شارلي إيبدو هم ضحايا وليسوا بمجرمين. والرصاصة الاولى التي أصابتهم كانت رصاصة التكفير والفتاوى قبل أن تصيبهم رصاصات الاخوين كواتشي. قتلتوهم مرة، لا تقتلوهم مرتين. لا تريدون التعزية بهم حسنا تفعلون، لكن دعوا أولئكم الذين تبقّى لهم الحد الأدنى من مشاعر الانسانية أن يشاركوا إخوتهم البشر في واجب العزاء حتى لا تخلو بلادنا من البشر.



#طوني_سماحة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا شارلي
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزء الاخير
- الجنة برسم البيع
- يا طفل المزود
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق-12- تحديات الزواج
- الله أكبر
- صرخة مظلوم
- دون كيشوت التركي
- سيّدي يسوع
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق-11- الجنس والزواج
- هل التنصير جريمة؟
- الزواج في المسيحية بين النظرية والتطبيق- الجزء العاشر- دور ا ...
- هاتي يديكِ
- بين إيبولا وداعش
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزء التاسع-دور ا ...
- إن كنت حبيبي... علّمني قطع الرؤوس
- عنصرية أم كبرياء؟
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزء الثامن
- عبادة الصليب شرك عقابه الذبح
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزء السابع


المزيد.....




- خلال لقائه المشهداني.. بزشكيان يؤكد على ضرورة تعزيز الوحدة ب ...
- قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية ...
- من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس ...
- الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي ...
- بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب ...
- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طوني سماحة - التعزية بالكفار خيانة وليست من الدين