إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 1312 - 2005 / 9 / 9 - 11:56
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
لا يخفى على أحد أن الشباب هو دعامة رءيسية و محورية ينطلق منها المستقبل. و هذا كاف و زيادة للقول بأنه وجب تسخير كافة جهود الدولة لهذه الدعامة. و هذا هو السبيل الأجدى لترسيخ بيئة أكثر استقرارا و إدراكا و وعيا.
لقد وجب أولا و قبل كل شيء التساؤل بصدد المعوقات التي تحول دون استفادة البلاد من شبابه و امكانياتهم. و ذلك لتسخير طاقاتهم بما يفيد حاضر و مستقبل المغرب في عصر العولمة.
و الشباب المغربي حاليا هو ابن بيئته، البيئة المحلية و البيئة الدولية، و هو موصوف بالتمرد و التهميش أكثر من أي وصف آخر. و لعل أهم أسباب هذا الوضع تكمن في غياب المشاركة السياسية، و التباين في عملية الحركية الاجتماعية وسط المجتمع و تردي الأوضاع و ضعف تلبية الحطومة لحاجات المواطنين خاصة منهم الشباب.
و فيما يخص المشاركة السياسية، فإن الأحزاب السياسية بالمغرب لا تلعب دورها كقنوات تساهم في تنظيم العلاقة بين الحاكمين و المحكومين و إدارة الصراعات الاجتماعية.
أما بخصوص الحركية الاجتماعية، فلقد ساد منذ أمد بعيد، على امتداد ما يناهز نصف قرن من الزمان بالمغرب، تعسف بين و جلي في عمليات الارتقاء أو السقوط الاجتماعي لأفراد المجتمع. و هذا ما ظل يساهم في تعميق الهوة و توسيع الفجوة بين كمشة ، تستوحد على كافة تاثروات و منابعها ، و الأغلبية الساحقة اللاهثة وراء متطلبات الحياة الكريمة. و كانت النتيجة تناسل اختلالات هيكلية في العلاقات الاجتماعية و في بنية تماسك المجتمع المغربي و المنظومة القيمية و المعيارية. و هذا ما أفرز بدوره تساؤل عميق بصدد مشروعية المكانة تحتلها تلك الكمشة (الأقلية القليلة) التي تحتكر الثروات الوطنية و مصادرها و الامتيازات الطيطانيكية التي تحظى بها.
و بخصوص تردي و تدهور الأوضاع الاقتصادية بالمجتمع المغربي، لازلنا نعاين بجلاء غياب النمو الاقتصادي الحقيقي و هذا ما يفقد البلاد إمكانية تلبية حاجيات المواطنين . و هذا الوضع يزداد تراديا بفعل التزايد السكاني و استدامة تمركز الثروات الوطنية و مصادرها بيد كمشة قليلة لا يكاد يبين عدد أفرادها و هذا إضافة إلى سوء استغلالها. و هذا الوضع لا يدعو إلى الاطمئنان إطلاقا لاسيما و أن نسبة الشباب المهمش يزداد مع مرور الوقت و تصاعد شيوع حالة الاحباط و الاستياء الاجتماعي المولد للعنف.
هذه عموما هي أهم العوامل التي ساهمت و لازالت تساهم في إنتاج و إعادة إنتاج أسباب تهميش الشباب المغربي.
إدريس ولد القابلة
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟