|
سامح سليمان يحاور الباحث و المثقف الجزائرى عبد المؤمن لطفى ج 3
سامح سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 18 - 12:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
س : ما هى أهم مشكلات مجتمعاتنا العربيه ، و هل الماركسيه بحسب كارل ماركس قادره على حلها ؟ - مشكلاتنا في العالم العربي هي مشكلات معقدة وذات ابعاد متشعبة فهي مشكلات ثقافية اقتصادية دينية وسياسية . أظن أنني اسهبت قليلا في شرح المشكلات الدينية والثقافية ، لكن كمحصلة فان السلفية الدينية والثقافية العربية هي جزء من مشكلة عالمنا العربي اليوم فوهم التفوق الحضاري ومجابهة التغيير والحداثة واعتبارهم ثقافة غربية صليبية معادية بدل اعتبارها امتدادا طبيعيا للحضارة الانسانية وتطورا منطقياً لها يفرض على الإنسان العربي التقوقع والنكوص الى الخلف. كما ان النخب السياسية الحاكمة قد اسعدها هذا الأمر وهي تسعى جاهدة الى ابقاءه فهو يخدم مصالحها وبقاءها في السلطة بالرغم من بروز تيار الاسلام السياسي المناقض لأتجاهات السلطة فهي تستطيع بسهولة استغلال هذا التيار الذي يتسم بالغباء والعنف لتصفية الساحة السياسيه والحفاظ على الأمور كما هي . فهي عن طريق التيار الأسلاموي تستطيع جعل جهود المعارضه التقدميه و الحداثية صفراً . بل هي تقوم بتخويف التيارات الأخرى من الأسلام السياسي وكسبها الى جانبها لتصبح المعارضة التقدمية والقوى الوطنية مجرد واجهات سياسية لا تأثير لها في السيسة أو المجتمع . إن خطورة الأسلام السياسي ونجاح السلطة في استغلاله بطريقه ذكيه هو الصراع الأيديولوجي الذي يفرضه على الساحة السياسية العامة فبدل الأنضواء تحت المعارضة الوطنية التي تطالب السلطة بمزيد من الحريات السياسيه و العداله الأجتماعية و أصلاح شئون المواطنين يقوم بأثارة مشاكل أيديولوجية دينية تفرق المعارضة وتجلعها تصطف الى جانب السلطة أكثر. وهكذا تقوم السلطة بلي يد المطالبين بالتغيير وتدجينهم. من ناحية أخرى فان منطقتنا من اغنى المناطق بالثروات الطاقوية والطبيعية وهي تمثل سوقاً أقتصادية لا بأس بها. لهذا فإن من مصلحة القوى الامبريالية ابقاء شعوب المنطقة تابعه أقتصادياً وعلمياً ، و الحفاظ على ثقافة الأستهلاك وتدمير الأقتصاد المنتج . وللأسف فإن النخب الحاكمة رأت في الامر ما يعود عليها بمصالح اقتصادية وسياسية كبرى لهذا ربطت اقتصاداتها الوطنية بأقتصاد السوق ودخلت في منظمة التجارة العالمية و رضيت بالتبعية للدول الصناعية الكبرى . - في تقديري فإن الفلسفة الماركسية تملك القدرة الكافية لتفكيك المشكلة الراهنة ، وفضح زيف الأيديولوجيا الدينية والسياسيه التي زيفت الواقع في نظر الطبقات الكادحة وإعادة بعث الوعي الطبقي في عقولهم وفهم الواقع فهما علميا صحيحا، وتبصيرهم بحقوقهم الطبيعية وجمعهم على مشروع أنساني عادل وأخلاقي . لكن هل الأشتراكية بنسختها القديمة قادرة على انشاء نظام اقتصادي فعال ؟ في نظري فإن ما نحتاجه بالفعل هو نظام يزاوج بين القيم الرأسمالية كالتنافسية وحرية الحركة الأقتصادية والتي أثبتت قدرتها على الأبداع و الإنتاج المتراكم لغزو الأسواق الاجنبيه ، و بين القيم الإنسانية الاشتراكية كالتحكم في الاسعار والحفاظ على القدرة الشرائية للطبقات الكادحة وضمان اعادة توزيع عادل للثروة بين الامة وتحقيق نسب لا بأس بها من العدالة الأجتماعية ، وضمان العلاج والتعليم الجيدين لكل المواطنين . فالانسان هو المعادلة الاهم في بناء الحضاره . أضافة الى تفكيك البنية الفكرية القديمة وبناء نظام تعليمي حديث بمعنى الكلمة يستجيب لمتطلبات العصر العلمية والاقتصادية . س : ما الذى قدمه كلاً من ( كانط _ هيوم _ سبينوزا ) للفلسفه،و هل ما زال لأرائهم قيمه أم عفا عليها الزمن؟ أهم ما قدمه كانط للفسلفة في رأيي المتواضع أنه أعاد لها دروها الذي كاد أن يقضي عليه الفيلسوف الاسكتلندي الشهير ديفد هيوم ، فقد أعطى كانط للفلسفة دورا جديداً وهو النقد. فما بعد كانط بالتأكيد مختلف جذرياً عما قبل كانط . فالفلسفة وجدت دوراً جديداً لها بعد ان كاد المنهج العملي أن يقضي عليها تماما وهو دور النقد والتوجيه للمناهج المعرفية العلمية . من ناحية أخرى فأن كانط أعاد للمدرسة العقلية -التي زحفت التجريبية الانجليزية على قلاعها- وهجها وجدتها ، وكان اكبر اعمال كانط في ذلك هو نقد العقل المحض ، والذي بين فيه أليات التفكير العقلي و أين تكمن قوته و أين تكمن حدوده فخفف من غلو الأعتداد بالتخمين العقلي و بين حدود المتيافيزيقا وقدرتها في انتاج معرفة علمية صحيحة متأثراً بذلك بالفلاسفة الانجليز . كما أنه أعاد للسببية (العليه ) و غيرها من المفاهيم الماهويه و التي يعتمدها كل من المنهج العلمي و الفلسفة دورها وقوتها ، بعد أن حاصرها هيوم في فلسفته التشكيكيه . أما بشأن فلسفة ديفيد هيوم التشكيكيه فبرأيي لولا هيوم لما تألق كانط ، و أظن ان الفلسفة الهيومية تميزت تميزاً منقطع النظير بالتشكيك في كل شيء بما فيها ما قد يظنه المرء من بداهات الامور وضروريات العقول . فقد شن حملة شعواء على السببية و كونتيها ، كما أنه فضح ضعف الأستقراء العلمي واضعاً بذلك كلا من الميتافيزيقا و العلم في موضع الشك و المساءله . كما أن التجريبية الأنجليزيه بصفة عامة و الهيوميه بصفة خاصه شنت حملة شنيعة على الميتافيزيقا و بينت ما للعوامل الذاتية السيكولوجية و المعارف القبلية المسبقه المتلاقاه عن البيئه الأجتماعية من تأثير في معارفنا و نظرتنا للأمور وتعاملنا مع الواقع . لهذا فأثر التجريبيه الأنجليزيه على المناهج المعرفيه الأبيستمولوجيه قد كان هائلاً جداً و هو ما دفع العلم قدما وخلصه من المتافيزيقا و ربطه بالواقع . - لم أقرأ كثير في فلسفة سبينوزا لكنه من دون شك ديكارتي كبير، فهو من أنصار المدرسه العقلانية المثاليه ، كما أنه تأثر بالرؤية الرياضية الديكارتية للواقع ، لهذا حاول أخضاع الحقائق للمنطق الرياضي، فالديكارتيون عموماً يؤمنون بأن الكون نتاج لعقل كلي و بأن هذا الكون مبني بلغة الرياضيات ، وصدى هذا المذهب مازال منتشراً الى الأن فهناك الكثير من الفيزيائيين الديكارتيين الحالمين بالوصل الى معادلة تتوحد فيها القوانين الفيزيائية ، يسمونها بالمعادلة الموحده ، أشهرهم البرت اينشتاين .
#سامح_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سامح سليمان يحاور الباحث و المثقف الجزائرى عبد المؤمن لطفى ج
...
-
سامح سليمان يحاور الباحث و المثقف الجزائرى عبد المؤمن لطفى ج
...
-
حوار مع الباحث و المثقف السورى حسن خالد ج 1
-
حوار مع الباحث و المثقف السورى حسن خالد ج 2
-
الشاعر و الناقد ريبر هبون يحاور سامح سليمان حول الدين و مؤسس
...
-
حوار فلسفى هام و عميق مع الباحث و المفكر المصرى أحمد سعد زاي
...
-
مناظره هامه بين المفكر المصرى سامح سليمان و الشاعر وحيد راغب
...
-
حوار فلسفى مع الباحث و المفكر المصرى أحمد سعد زايد ج 1
-
حوار هام و عميق مع القس المصرى المستنير رفعت فكرى سعيد
-
حوار مهم و ثرى جدااااااً مع الفنان المسرحى الكردى سكفان طورى
...
-
حوار جرئ و ثرى جدااااااً مع الفنان المسرحى الكردى سكفان طورى
...
-
حوار جرئ و ثرى جدااااااً مع الفنان المسرحى الكردى سكفان طورى
...
-
حوار جرئ و ثرى جدااااااً مع الفنان المسرحى الكردى سكفان طورى
...
-
حوار مع الباحث و الكاتب الصحفى المصرى روبير الفارس ج 2
-
حوار جرئ و ثرى جدااااااً مع الفنان المسرحى الكردى سكفان طورى
...
-
حوار مع الباحث و الكاتب الصحفى المصرى روبير الفارس ج 1
-
حوار جرئ جداااااً مع المفكر و الشاعر و الناقد ريبر هبون ( ج
...
-
حوار جرئ جداااااً مع المفكر و الشاعر و الناقد ريبر هبون ( ج
...
-
حوار هام حول قضايا المرأه بين التغطيه و التدليس و التسليع
-
أزمة مجتمعاتنا العربيه بين رجل السلطه و رجل الدين ج 1
المزيد.....
-
البندورة الحمرة.. أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سا
...
-
هنري علاق.. يهودي فرنسي دافع عن الجزائر وعُذّب من أجلها
-
قطر: تم الاتفاق على إطلاق سراح أربيل يهود قبل الجمعة
-
الفاتيكان يحذر من -ظل الشر-
-
عاجل | مصادر للجزيرة: الشرطة الإسرائيلية تعتقل الشيخ رائد صل
...
-
الفاتيكان يدعو لمراقبة الذكاء الاصطناعي ويحذر من -ظلاله الشر
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى ودعوات لتكثيف الرباط بالمسجد
...
-
قائد الثورة الاسلامية: لنتحلّ باليقظة من نواجه ومع من نتعامل
...
-
قائد الثورة الاسلامية: العالم يشهد اليوم المراحل الثلاثة للا
...
-
قائد الثورة الاسلامية: المقاومة التي انطلقت من ايران نفحة من
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|