أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - نجلاء صبرى - دوركِ كأم فى التعامل مع طفلك الموهوب














المزيد.....

دوركِ كأم فى التعامل مع طفلك الموهوب


نجلاء صبرى

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 18 - 11:58
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


أنت وأنا والجميع نعلم أن الأم هى الفرد الأكثر تأثيرًا على الطفل، هذا بحكم ارتباط الطفل بها وتواجدها معه أغلب الوقت، وهنالك ارتباط شائع جدًا بين مستوى ذكاء الأم وموهبة طفلها، كما أن مستوى تعليم الأم وثقافتها له دور بالغ الأثر فى نمو الطفل فى المرحلة المبكرة من حيث متابعتها لأموره وطبيعة مشاركتها له، مما يترتب عليه الأثر الأكبر فى إظهار أو زرع وتنمية الموهبة. الدراسات أوضحت أن هناك ارتباطًا قويًا بين توقعات الأم من طفلها ومستوى إنجاز وأداء وذكاء الطفل، فالتفاعل بين الأم وابنها - أيًا كان الغرض من هذا التفاعل - يلعب دورًا كبيرًا فى تنمية موهبة الطفل، وكلما زادت توقعات الأم من طفلها كلما عملتْ على تهيئة بيئة مناسبة له لتنمو لديه الموهبة، فعلى سبيل المثال، كلما تفاعلت الأم لفظيًا مع طفلها ساعدته على النمو العقلى السريع.

فالأطفال من وجهة نظرى كشرائح الكمبيوتر نطبع نحن عليها ما نريد بغض النظر عن القدرة العقلية الجينية والنمو الفسيولوجى، فكم من طفل أدهشتنا قدرته على النطق المبكر وربط الجمل ببعضها حتى أننا نسأل من أين له تلك الحصيلة اللغوية، متناسين تمامًا قدرته على السمع التى تسبق قدرته على النطق بمرحلة كبيرة، فالطفل يختزن الألفاظ وما نورده إليه من معلومات على شريحة عقله إلى أن يتوفر لديه النمو الفسيولوجى الذى يمكنه من استعمال ما اكتسبه منا عن طريق الملاحظة والسمع، لذا يجب علينا أن نوسع مداركه منذ لحظات النمو الأولى بأن نقرأ له ونعرض له الصور المجسمة التى يراقبها وكذلك نحدثه ونحاوره ونسأله فيما بعد أسئلة مفتوحة تفتح مداركه على الخيال.

كذلك على الأم احتواء صغيرها، فهى مصدر الأمان الأول بالنسبة له، وعليها أن تدرك أنه يستقى منها المعرفة الأولية وأن كافة تصرفاتها معه يختزنها بالذاكرة ولا يلفظها أو يتناساها أبدًا، فسلوكيات الأم وتصرفاتها، وحتى نظرة عينيها تؤثر بصورة بالغة فى الحالة النفسية للطفل والتى يتحدد عليها مستقبله ونموه فيما بعد، فكم من أم تغفل ما تبثه لطفلها من حركات جسدها ومن نظره عينيها بل ومن همهمتها. لتحصلى على طفل متوازن قابل للتشكيل عليكِ إفعامه بجو من الحب والألفة والسكينة والهدوء، ناهيك عن احترام قدرته على التفكير والتعامل معه كراشد وشرح الأمور له بصورة مبسطة. على سبيل المثال على الأم أن تحدد وقتًا تجتمع فيه العائلة - الأب والأم والأطفال - لا لشىء إلا للتواصل اللفظى وبث روح الألفة والترابط والمحبة، وأن يكون محور الاهتمام بالدرجة الأولى الطفل، فعليهما تعليمه أسس الحوار وأساليبه السوية المنظمة، الطفل هنا كالنبتة تحتاج للرعاية وللسماد المناسب كى تنمو قوية خالية من الأمراض قادرة على إنتاج الثمار ومواجهة كافة العوامل البيئية، والآباء هم الأرض التى تنمو منها وفيها تلك النبتة، وتصرفاتهم هى الماء والسماد، فأى أرض تريدون أن تكونوا وأى نبات تريدون أن تنبتوا؟

على الأم أن تدرك فردية أطفالها ورغبتهم فى أن يكونوا أنفسهم لا أن يكونوا امتدادًا لها أو للأب، لذا عليها أن تتناسى تمامًا صورة الامتداد تلك، وكذلك لا تتوقع من الطفل أو الطفلة أن يكونا صورة مكررة منها، فلكل كائن حى فرديته وشخصيته التى يبغى أن يكونها بعيدًا عن ذويه، لذا فمن الضرورى جدًا أن تنفصل الأم عن رغباتها فى تلك اللحظة مع احترام رغبة الطفل والمواءمة ما بين المناسب له وغير المناسب، فالأطفال أيضًا لا يملكون رؤية حياتيه كاملة، ومن هنا تتأتى ضرورة مساعدة الأم لهم بحكمة وحنكة حتى لا تقضى على آمالهم فى أن يكونوا ما يريدون، ولا تشجعهم على أن يُكونوا صورة سلبية قد يُكونوها هم عن أنفسهم نتيجة لعدم إلمامهم الكامل عن طبيعة وآلية وظروف الحياة من حولهم.


نجلاء صبري - أخصائية نفسية / مصر
[email protected]



#نجلاء_صبرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثر العنف على تطوير المرأة لإضطراب ضغوط ما بعد الصدمة .
- القلب ترسانة بارود
- العنف ضد النساء Violence against women
- بؤبؤ عين
- الغيرة والذات المشوهة
- حتى لا يعيد طفلك تربيتك
- فن تربية الأبناء
- هل يعاني طفلك الموهوب من مشكلات؟ ج3
- هل يعاني طفلك الموهوب من مشكلات؟ ج2
- هل يعاني طفلك الموهوب من مشكلات؟ ج1
- الكآبة وباء يكشر عن أنيابه
- هل ألفاظ طفلك تهينك؟
- التوحد ذلك المرض الغامض
- الزهايمر وموت خلايا الذاكرة
- هل سلوكياتك تؤثر في امتلاك ابنك للموهبة والإبداع؟
- الطفل الخيالي
- غرف القلب وحواديت الملحمة
- وبينها شىء ينتفض
- معزوفات عبثية
- واجب الدم


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - نجلاء صبرى - دوركِ كأم فى التعامل مع طفلك الموهوب