حيدر حسين سويري
الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 18 - 01:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يا أديب أنت غريب!
حيدر حسين سويري
جاء في المثل(يا غريب كن أديب)، ويقصد بهِ أن الشخص يجب عليه التحلي بحسن الأدب دائماً، وخصوصاً عندما يكون في مكانٍ هو غريبٌ عنه، فإن في ذلك سلامتهُ وحفظُ كرامته.
علي الأديب، الشخص الثاني بعد الجعفري في حزب الدعوة، والذي كان يمثل قيمة سياسية بين الساسة وعند كثير من أبناء الشعب، فقد تم ترشيحهُ لخلافة الجعفري لرئاسة الوزراء سابقاً، ولكن الصدفة وسوء تدبير الرجل جاء بالمالكي خلفاً للجعفري دونه.
الظاهر أن هذا الرجل(علي الأديب)، سيئ التدبير دائماً، فقد إستطاع المالكي من سحب البساط من تحته، ونجح في ذلك أيما نجاح، فغادره جمهورهُ، وكان فشله في الإنتخابات الأخيرة، يعتبر الطعنة الكبرى له من قِبل المالكي، سبقتها طعنات كثيرة، لكنها أقلُ إيلاماً.
وافق الأديب على سياسات المالكي، بالرغم مما كان يذاع من معارضته للأخير بعض الأحيان، والتي لم تكن تغادر غرف اجتماع الدعاة لا أكثر، فلم يظهرها إلى وسائل الإعلام قط، ولعله كان يحابي في ذلك إنتماءهما لحزب واحد، أو لمصالح دنيوية كان لا يريد أن يخسرها، وكذلك محاولة الوصول إلى أكبر منها إن أمكن له ذلك.
ذهبت هالة الكارزما القوية، التي كان يصف بها الدعاة علي الأديب، تذروها رياح الطمع وبيع الذات، فبعد قبوله أن يحمل حقيبة وزارة السياحة، والتي ما تمت له، أحس الأديب بضعف حاله وتردي حالته، وإتضح الأمر جلياً بأنه من أصحاب دنيا المصالح الشخصية.
هبوط مذهل لأحد أبرز قادة الدعاة(فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ)، بدأ الرجل يتخبط ولا يدري ما يقول، فبماذا يفسر هجومه الأخير على إتفاق تصدير النفط الموقع بين الأقليم والمركز!؟
هل يحابي في ذلك المالكي!؟ فأوقعهُ في تناقض مع نفسه!؟
أم هو غافلٌ عما جرى من إتفاق سابق بين حكومة المالكي والأقليم!؟
لقد كشفت وثائق رسمية، أن هناك إتفاقٌ تم التوقيع عليه من قبل حكومة المالكي، والتي كان الأديب أحد وزرائها، مع حكومة الأقليم، يقضي بأن يتم تسليم ملياري دولار من قبل حكومة المركز، مقابل مئة ألف برميل فقط، يتم تسليمها لحكومة المركز من نفط كركوك!
بقي شئ...
المرء هو من يُشرَّفُ المنصب، ومن كان شرفهُ المنصب، فلا شرف له.
#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟