|
العسكر بين الحقيقة والتزييف
محمد الحمادى أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4695 - 2015 / 1 / 18 - 00:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دعانى احد الاصدقاء الى وليمته بخصوص حدث سعيد وفى طريقى للوليمة كانت وللاسف معدتى ممتلئة فبدلا من التفكير فى اشكال الطعام والشراب راح عقلى يفكر فى انواع الحكام الذين تناوبوا على حكم البلاد وتسامرت مع نفسى محذرا اياها من العبث مع الحكام ولكنها لم تلق لى بالا وظلت مستمرة فى التفكير فى الخلفاء الحكام والرؤساء والقادة وكل من اعتلى عرش السلطة المصرية تحت اى مسمى وعندما وصلنا للرئيس الحالى .. امرتها بالتوقف حالا وفورا بلهجة خطابية رسمية فوقفت وتوقفت عن التفكير ولكنها كانت ترمى بين الحين والاخر احجاراهنا وهناك فى بحيرة ذاكرتى مقلبة الازمان فتارة ترجعنى للزمن الفرعونى البعيد وتارة تدفعنى للتفكير فى الثورات المصرية الحديثة فتذكرنى مرة بثورة الثالث والعشرين من يوليو عام 1952 وكيف قامت؟ وماذا عن الضباط الاحرار جدا- هذا ان جاز التعبير- ؟ فهؤلاء الاحرار جدا من ضباط جيش مصر رغم قلة عددهم قاموا بثورة شريفة نزيهة ودون اراقة للدماءوقد اعلن احد قادتها –الرئيس الراحل محمد انور السادات – بيانها واجبر الملك فاروق الاول ساعتها على التنازل عن حكمه لولى عهده الامير أحمد فؤاد مغادرا البلاد فى السادس والعشرين من يوليو عام 1952 تاركا البلاد فى حالة انتفاضة حقيقة نحو اهداف وغايات سامية منها اقامة عدالة اجتماعية حقيقية والقضاء على سلطة رأس المال وانتشار ديموقراطية صحيح قويمة انتهت للاسف بحكم العسكر وترجع بى-ذاكرتى- تارة الى الوراء الى احمس الاول احد ملوك الاسرة الثامنة عشر طارد الهكسوس من مصر عن طريق العجلات الحربية حيث اعاد لطيبة-الاقصر حاليا وهى احدى محافظات صعيد مصر- سيطرتها على البلاد وارجع النوبيين تحت سيطرتها ونهض بالبلاد ففتح المناجم واقام مشاريعا ضخمة واعد طرقا تجارية جديدة واهتم خصوصا بالجيش فقام بتطويره بإدخال العجلات الحربية اليه كذلك اعده بدنيا بكثرة التدريبات القتالية تلك التى ساعدته على طرد الهكسوس من صعيد مصر منتهيا بالدلتا ومرة اخرى تذكرني بمقال لكاتب هذة السطور- الراقصة والعسكرى- واخيرا بعد طول عناء من حجارتها التى ادمت ذاكرتى القت حجر النهاية بثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011 التى كانت تسمى ثورة مصر ..!! حينها رق قلبى فعرضت لى كمشهد من فيلم سنيمائى فى افخم دورالعرض السينمائية كيف تحولت مصر من ثورة شبابية انتفاضية تحريرية من قيود الظلم والاستبداد وكل اشكال الجوع والفقر والقهر والعنف والجرم المتفشى فى اركان البلاد فاخذت البلاد والعباد من حال الى حال تغيرت المفاهيم واتضحت الرؤيا وذل الجبابرة المتغطرسون المتعجرفون اصحاب البروج العاجية القساة الاشد وطأة من الغزاة واخذت تودى بهم الي مزلة ومزبلة التاريخ فعرتهم وكشفت مساعيهم والحقت الحق بأهله وازهق الباطل ان الباطل كان زهوقا .. وقبل النهاية وقبل ان تضىء ذاكرتى المظلمة انوارها لينتهى الفيلم بمشهد النهاية الدامية المدمية لاشاهد ثورتنا وقد ضاعت اثر حالة الخبل والتخبط واللاوعى السياسى التى اعترت المجتمع وعرته فأضطربت مفاهيمه عُلَّت مداركه وسارت مصر نحو حالة من (التوهان) وذبحت ثورة مصر بسكين العسكر المزيفين متخذين ثورة يناير قناعا لهم فى حين كانت تطعن وتنهش ويمثل بها وتتعرى بالانقلاب المتخفى تحت ثورة 30 يونية... (توقفت ذاكرتى فهى تعرفنى جيدا)...!!! مشهد من ميدان التحرير ... فى وقت الاصيل والجو جميل "ما كان ينقص الساعة الا سعاد حسنى" ونور الشمس يختنق تحت طبقات السحاب وتلفظ انفاسها الاخيرة واحدا تلو الاخر ويمر الوقت ويظهر شبح الظلام رويدا رويدا ليضاء اول عمود نور فى الميدان فهو ليس( بالزحمة) ولكنه ليس بالهادىء ايضا فمصر دائما صاخبة وبدون مقدمات ولا تجمهر للاشخاص وقف ذو الاصابع الرفيعة "محمد الحمادى " ممسكا بلافتته الصغيرة وعليها الكلمات الجحيمات-التى ستؤدى به حتما للجحيم- يسقط حكم العس... ولم تتضح باقى الكلمة الاخيرة –كحالها الحقيقى – نظرا لثنى اللافتة فى اخرها ..!! لم يكن يتوقع حدوث شىء فكل ما حدث انه خرج من بين ضلوعه مارده ليقوده الى مثل هذة الفعلة ولم يكن يريد تذمرا ولا تجمهرا فكلاهما مضر ..!! وبعد سويعات من مراقبته للشارع والمرور والذى بدأ بشبه( ازدحام) نظرا لتوقف المارة وبعض السيارات لرؤية اللافتة والنظر الى حاملها لعلها تكون اعلانا تليفزيونى او اعلانا عن وظيفة ... فأحيانا يسمع مديحا واجلها يتلقى والداه شتمية نكراء لاذعة غير لاصقة ولا مضرة –فالحمد لله انه وحيدٌ بلافتته-.. ازدحم الميدان بعض الشىء ووقف الناس القليلون من ظنوا انفسهم ذوى عقول نيرة ولكن النور الحقيقى هو من ذاك العمود الذى يقف تحته صاحب الاصابع الرفيعة ..!! تحدثوا اليه ونصبوا وانصبوا انفسهم اعلاميين وسأله احدهم لماذا يسقط حكم العسكر؟. نظر اليه طاحبنا بكل حنق وغضب وكتم غيظه فى سؤاله "ولماذا لا يسقطون " ...ودون ان ينبس السائل بكلمة واحدة ادار ظهره لصاحبنا وانطلق ... وجاء الثانى وكأن معه الحق ... بعدما سمع شبه الحوار الدائر بين "الحمادى" والاعلامى المزيف فبادره بسؤاله " بما انك انت صاحب اللافته فانت عليك ان تخبرنا لماذا يسقط حكم العسكر؟ الهى انت تعلم كيف حالى"هذة القصيدة كانت ترن فى اذنه" اغمض عينيه وفتحهما ببطىء شديد وتنهد ملتفتا للسائل وبدون ان يلتفت للرجل العسكرى الواقف وراءهما مختبئا فى زى رجل المرور ولكن العسكرى مهما تغير فهو عسكرى.."افلا تعقلون" قائلا هناك فرق واضح بين عسكريين حقيقيين يعيشون على ارض الوطن ويريدون لوطنهم الخير وهدفهم الصلاح والاصلاح وبين ما نراه الان من تمسك بالسلطة وقتل للحريات دون الالتفات لمصلحة الوطن فالعسكر الحاليين هم ورثة الضبطية الضباطية ... هم ورثة الاحتكار للسلطة ... هم ورثة الغطرسة والقمع ... وسكت "الحمادى" للحظة وكأنه تذكر شيئا ما ما ثم اردف قائلا بعدما زاد عدد المتجمهرين من المارة: لا احد يسطيع ان ينكر فضل القوات المسلحة فى الحماية والامن خارجيا وداخليا ايضا الا ان بقاء الرجل العسكرى حاكما معتليا السلطتين التشريعية والتنفذية متفردا بالحكم مضيفا سلطة لسلطته مما يقلل من انتشار الديموقراطية وتصبح مصر تحت رحمة دكتاتورية الرأى الواحد ... غير ان الرجل العسكرى الذى ظل طيلة عمره يحكم بمبدأ كن فيكون اى التنفيذ ثم المناقشة ولا اعتراض على اى حكم مهما كان مجحفا ظالما فالقانون العسكرى ينص على "نفذ ثم تظلم " واى ظلم واقع على المواطن المدنى الذى يجتاج للمرونة فى التعامل وحكمة وتدبر فكيف نريد من الثور الهائج ان يكون حملا وديعا.... ولا ننسى حال بلدنا الان وهى تحت وطأة الحكم والحكومة العسكرية فاننى ارى المسار العسكرى يحذو حذو السابقين العسكريين وينتهج نفس المنهج فى القمع والدكتاتورية العسكرية القاتلة التى لاتتطلع الا الى السلطة المطلقة ... وهم الحمادى" بالافاضة والاستفاظة فتوقف عن الكلام لان الميدان( ازدحم) وشلت الحركة المرورية تماما
#محمد_الحمادى_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حديث الناس
-
الراقصة والعسكرى
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|