أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - النضج الإنساني، الروحاني والحضاري لإنسان {هذا اليوم}! من مظاهر النضج للعالم الإنساني في كور بهاء الله حرق حجاب الأسماء و الالقاب. (7-8)















المزيد.....

النضج الإنساني، الروحاني والحضاري لإنسان {هذا اليوم}! من مظاهر النضج للعالم الإنساني في كور بهاء الله حرق حجاب الأسماء و الالقاب. (7-8)


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 17 - 18:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الملامح المميزة لنظام حضرة بهاءالله(المظهر الإلهي أي الرسول للعقيدة البهائية) العالمي الجنيني هو خلوّه من الشخصيات الأنانية المتنفذة في شؤونه ومصيره. فقد منح حضرته السلطة لمؤسسات نظمه، سواء كانت المحلية منها أو المركزية أو القطرية أو العالمية. لكن الفرد العضو فيها لا سلطة له. وخلافًا لما عليه أهل السلطة في عالم اليوم ممن ينشدون الشهرة والشعبية، فإن أعضاء المؤسسات البهائية لا يسعهم إلاّ إظهار التواضع ونكران الذات إن كانوا مخلصين لحضرة بهاءالله. أمّا أولئك القاصرين، بسبب قلة النضج أو الإيمان، عن بلوغ هذه المستويات فهم حقا ضحايا التعلق ب"ملكوت الأسماء" وهم محرومون من عطايا الله في هذا العصر.
قد تكون أعسر مهمة للبهائي أن يحرر نفسه من علائق "ملكوت الأسماء"، وقد يدوم صراعه معها طوال العمر. فقط لو يدرك الإنسان بأن ما لديه من فضائل لا يرجع لذاته تلقائيًا، بل إنها مظاهر صفات الله، لتحرر من "ملكوت الأسماء" وأصبح متواضعًا حقًا. إن شخصًا كهذا سيهب الكمالات السماوية لعالم الإنسان. وهذه أعلى رتبة ومقام قدرهما الله للإنسان.
وصل بعض أتباع حضرة بهاءالله إلى هذه الرتبة بعدما وعوا واعتبروا بأن شرف فضائلهم إنما يأتي من عوالم الله وليس من أنفسهم. كان النبيل الأكبر واحدًا منهم، والذي قد يُعتبر من أعلم حواريي حضرة بهاء الله.
ومن الملاحظات المحكمة المتينة لذلك الشخص أن الإنسان بطبيعته عاجز جاهل ضعيف حقير كثير الخطأ، بينما القوة والقدرة والعلم والحكمة والغلبة والفضيلة والطيبة هي كلها من عند الحق، سبحانه وتعالى. لذلك على الإنسان في كل الأحوال أن يعتبر نفسه خاطئًا جاهلاً أسير النفس والهوى. فلا ينبغي له الشعور بالهمّ أو الألم إذا ما وصمه الناس بهذه العيوب التي هي في الواقع متأصلة فيه. بل على العكس ينبغي له أن يكون ممنونًا وشاكرًا ومسرورًا، ولكن في نفس الوقت يجب أن يشعر بعدم الرضى عن نفسه، وأن يطلب من الله أن يحميه من نفسه الأمّارة وميوله الطبيعية الدنيا.( "بهجة الصدور"، الصفحتان 189-190)

إن نفوسًا كهذه كانت بالفعل منقطعة حقًا عن "ملكوت الأسماء". وليس من شك أنهم ممن كان حضرة بهاءالله يعنيهم عندما كتب:

"يا شيخ إن هذا الحزب قد اجتاز خليج الأسماء ونصب سرادقه على شاطئ بحر الانقطاع. يفدون بمائة ألف روح ولا يتكلمون بما أراده الأعداء. متمسكون بإرادة الله ونابذون لما عند القوم. ضحّوا برؤوسهم وما تفوهوا بكلمة غير لائقة."( "لوح ابن الذئب"، الصفحة 50 (ألمانيا)؛ الصفحة 55 (مصر))

من مظاهر النضج في كور بهاء الله التأليف بين قلوب البشر و الترفع على النزعة السلطوية و الأنانية
يصرح حضرة بهاءالله في أحد ألواحه(بهاءالله، "مائدة آسماني"، المجلد 4، الصفحة 352) بأن الله قد أدان في هذه الدورة الذين يثيرون الفتنة ويتعاملون بخبث مع الناس. فكل من يميل لأذية أحد أو ضره، كأنما قام بالعمل ذاته نحو الله.
إن مبدأ حضرة بهاءالله هذا يلقي ضوءًا جديدًا على العلاقات البشرية، ويفتح آفاقًا مدهشة أمامها. فهو يسبغ على الإنسان تبصّرًا أعمق وأعظم في عالم الحقائق، ويعينه على نبذ الكراهية بشكل فاعل، وكذلك التعصب وغيره من النقائص التي غالبًا ما تتبدى من البشر عند تعاملهم أو معاشرتهم لبعضهم البعض. مثلاً، يشعر المرء بمرارة وألم عندما يوجَّهُ له انتقاد ليس بمحله وتُستنكَر أعماله. في الموقف والأحوال العادية في الحياة غالبًا ما يؤدي هذا إلى برودة وجفاء وشعور بالمرارة وحتى الكره بين الناس. فالنقد الظالم والاتهامات الباطلة عوامل ضاغطة على الإنسان قد تؤدي به إلى التحطيم التام والانهيار الكامل. لكن إذا ما آمن الشخص بحضرة بهاء الله وكلماته واتبع تعاليمه السامية بإخلاص، فإن موقفه تجاه الآخرين سيتغير تمامًا وسيكتسب مناعة ضد هذا الخطر. لأنه صار يعلم بأن النقائص، مثل البهتان والعداء والحقد لن تتمكن من التأثير فيه ما دام يتوكل على الله، بينما سيئات المذنبين موجهة -طبقًا لهذا المفهوم الجديد- إلى الله الذي سيعاقبهم على أفعالهم.
حينما يبلغ المرء هذه المرحلة من النضج والتبصر، فلن يُثبطه نقد لا مبرر له، كما لن يسرّه مديح وتعظيم. في الحالتين نجد "الذات" هي التي تنفعل بمرارة إذا أزعجت وبانشراح إذا أرضيت. والمفهوم آنف الذكر، كما يفسره حضرة بهاءالله، يساعد الإنسان على كبح أنانيته والسيطرة عليها. فإن مجرد الوعي بحقيقة أن الشخص في هذه الحالة، يتصرف ضد الله عندما يدين أو يتهجم على غيره، يكفي لردعه عن الاستمرار بهذا السلوك الذي يؤاخَذ عليه. كما يمكّنه أيضًا من الإدراك بأنه ما دام متوجهًا إلى الله، فلن تستطيع قوى الشر أن تضره أبدًا بأي نحو كان.
فيما يلي كلمات تبعث على التأمل كتبها المفكر الورع ميرزا عزيز الله مصباح، العلاّمة الكبير:
لن يُضر من له عينان إذا نُسب له العمى، كما لن ينفع الأعمى شيئًا لو مُدحت حدة بصره. ذلك لأن ما يُعتبر مستحق المدح أو القدح في الحقيقة هو امتلاك البصر أو فقده على التوالي وليس تعليق الناس، إيجابًا أو إثباتًا، على الأمر. يستنتج من ذلك بأن العلامة الوحيدة على حدة البصيرة تُعرف عندما لا يعبأ ذاك الشخص بمديح أو ذم الناس.( "ديوان مصباح"، الصفحة 366)

إن تأسيس الاتحاد فيما بين المؤمنين هو حجر الزاوية لتعاليم حضرة بهاءالله. بدونه لا يمكن لأمر الله أو مؤسساته أن تقوم بوظائفها، كما لا يمكن للفرد أو المجتمع أن يتقدما روحيًا أو ماديًا. إن الوحدة بين المؤمنين، وعند تمام الأجل، بين البشر أجمعين، لا يمكن تحقيقها بإجراءات نابعة من دوافع مصلحية، بخطط من صنع الإنسان، أو حتى بتوفر نية طيبة وتفهمّ من قبل كل البشر. إذ بهذه وأشباهها من السبل والوسائل قد يفلح البشر بتأسيس اتحاد سياسي، لا الوحدة التي أتى بها حضرة بهاءالله، وحدة تتخطى كل حدودات البشر، وتؤلّف بين أفئدة الناس وأرواحهم بروح الأخوّة الحقة وتستمد قوتها الموحّدة من حضرة بهاءالله نفسه.
إن الإنسان لقادر على تحقيق إنجازات عظيمة في كافة ميادين النشاط الإنساني. فبوسعه كسر قوانين الطبيعة، والسفر بسرعة ما فوق الصوت في الفضاء، ويقدر أن يخلق ويسيطر على مصادر طاقة مهولة ويستغلها. بل ما من حدود لما يمكنه بلوغه في المستقبل. لكن الذي لا قدرة له على تحقيقه هو التأثير في قلوب الناس وجعل خصمين يحب أحدهما الآخر. فإذا ما حاول، بنفسه فقط، أن ينفق كل ما لديه من قدرات مادية لتوحيد نفسين روحيًا، فإنه فاشل لا محالة. فتوحيد قلوب الناس وتآلفها من شأن المظاهر الإلهية ومهامهم. يشهد بذلك حضرة بهاءالله في أحد ألواحه:

"ولا تجادلوا للدنيا وما قدّر فيها بأحدٍ لأن الله تركها لأهلها وما أراد منها إلاّ قلوب العباد وإنها يُسخّر بجنود الوحي والبيان كذلك قدّر الأمر من أنامل البهاء على لوح القضاء من لدن مقضيٍ عليم."( "منتخبات من آثار حضرة بهاءالله"، رقم 128)

وكذلك قوله المبارك في لوح آخر:

"أن افتحوا يا قوم مصاريع القلوب بمفاتيح الذكر من هذا الذكر الحكيم. ما أراد الله من الأرض وما عليها إلاّ قلوب عباده وجعلها عرشًا لظهور تجليّاته. إذًا قدسوها عن دونها ليرتسم عليها ما خُلقت لها وإن هذا لفضل عظيم."( المصدر السابق، رقم 136)

عند مجيء المظاهر الإلهية، فإن أفئدة أتباعهم تتآلف وتتحد، بتأثير الكلمة الإلهية، في رابطة من الوحدة. حتى وإن كان أولئك أعداء من قبل، فإنهم يصبحون أحبابًا أوداء. فتراهم ينقلبون خلقًا جديدًا وقد حلّت فيهم قوة تؤثر في غيرهم وتبدل قلوبهم. هذه كانت قصة كل الأديان وشأنها. إن كلاً من حضرة موسى وحضرة عيسى وحضرة محمد فعل ذلك في أيامه. واليوم فإن كلمات حضرة بهاءالله فقط هي القادرة على تبديل قلوب الناس. فقد تمكن أتباع حضرة بهاءالله، متسلحين بقوة الكلمة الإلهية الخلاقة، من توحيد قلوب ملايين من البشر كانوا من قبل أعداء. فلقد اعترف في هذا اليوم وأقرّ بأمر حضرته يهود ومسيحيون ومسلمون وبوذيون وأتباع أديان أخرى، ووثنيون وغنوصيون وملحدون في كل قارات الأرض، يمثلون كافة الأجناس والقبائل تقريبًا، ورغم اختلاف لغاتهم ومشاربهم، اعترفوا وأقروا بمقام حضرة بهاءالله على أنه الآب الموعود وأصبحوا أتباعه. وبفضل تأثير كلمته حلّت في قلوبهم نزعة اتحاد روحي وحب عالمي لبني الإنسان، محل البغض والتعصب اللذين لم يعد لهما مكان في جوارحهم. هذه الجامعة العالمية الواسعة المتنامية باستمرار والقائمة بوظيفتها بتوافق وانسجام، هي ظاهرة وحدث فريدان في تاريخ البشر. فهي تشكل النمط، وتدلل على مجد ووعد ما سيتمخض عنه المستقبل في تكوين الرابطة البهائية العالمية. هذا وقد لا يجد المراقب المنزّه عن التعصب والباحث عن أدلة أحقية رسالة حضرة بهاء الله، صعوبة في الاقتناع بأن قوة أواصر الاتحاد التي تربط جامعة البهائيين اليوم ببعضها، لهي إحدى أوضح العلامات على عظمة مؤسسها وعلى أصلها السماوي. (ظهور بهاء الله ج2 الفصل الثامن ص184-189)



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النضج الإنساني والروحاني والحضاري لإنسان {هذا اليوم}! العلم ...
- النضج الإنساني والروحاني والحضاري لإنسان {هذا اليوم}! البلوغ ...
- النضج الإنساني والروحاني والحضاري لإنسان {هذا اليوم}! (4-8)
- يا وزارة الأوقاف : البهائية تعترف بسماوية الرسالة المحمدية و ...
- النضج الإنساني والروحاني والحضاري لإنسان -هذا اليوم-!3-8
- النضج الإنساني والروحاني والحضاري لإنسان {هذا اليوم } (2-8)
- النضج الإنساني والروحاني والحضاري لإنسان {هذا اليوم} (1-8)
- الحياة و الموت في كتب الله
- النفْس
- «إعتبروا الموت بأنه عين الحياة» حضرة عبدالبهاء
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية3-3
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية2-3
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية 2-3
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية1-3
- احتجاب سراج الدين وانحراف الطبيعة الإنسانية!
- تقسيم العالم بواسطة الدين كيف تم ولماذا؟3-3
- تقسيم العالم بواسطة الدين كيف تم ولماذا؟ 2-3
- تقسيم العالم بواسطة الدين كيف تم ولماذا؟1-3
- السّلامُ العَالميُّ وَعْدٌ حَقٌّ 5-5
- السّلامُ العَالميُّ وَعْدٌ حَقٌّ 4-5


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - النضج الإنساني، الروحاني والحضاري لإنسان {هذا اليوم}! من مظاهر النضج للعالم الإنساني في كور بهاء الله حرق حجاب الأسماء و الالقاب. (7-8)