ضياء رحيم محسن
الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 17 - 11:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتدمير تنظيم داعش الإرهابي، ومحوه من الوجود، وكرئيس أكبر دولة في العالم؛ فإن ذلك يعتبر طموح يقرب المسافة لأن تكون رئاسة الولايات المتحدة للمرة الثالثة للحزب الديمقراطي، بعد أن إستنفد أوباما حظه في رئاسة الولايات المتحدة لدورتين متتاليتين.
كلام الرئيس أوباما جاء أثناء حديث له أمام الجنود الأمريكان في قاعدة جوية، حيث أكد على أن التحالف الدولي لن يقوم بحل التنظيم الإرهابي؛ بل سيقوم بتدميره، لكن القول في أحيان كثيرة، يكون عكس الفعل، وهو ما يمكن ملاحظته في واقع الحال، من تصرفات الإدارة الأمريكية والبنتاغون.
إذا أخذنا مصطلح التدمير، سنجد أنه مصطلح عسكري، يعني الى وجود مهمة تكتيكية، تهدف الى جعل قوة العدو غير فعالة، من خلال تدمير الجزء الأكبر منها؛ بحيث أنها في نهاية الأمر لا تستطيع أداء وظيفتها الأساسية، أما مصطلح (تفكيك) الذي يستخدمه البنتاغون، فهو عبارة عن تقديم إحتمال أقل طموحا من تدمير تنظيم داعش.
من هنا فإننا نرى أن الإدارة الأمريكية لا تعتزم إبادة داعش ـ في الوقت الحالي على الأقل ـ كونه يتجاوز تفكير الإدارة الحالية.
داعش العراق وسوريا، وخطرهما على المملكة العربية السعودية
ليس من قبيل المصادفة البحتة أن يقوم تنظيم داعش الإرهابي، بهجوم على مخفر سعودي؛ بعد يوم من زيارة وفد سعودي لبغداد، للتحضير لإفتتاح سفارة المملكة في بغداد، بعد غياب لأكثر من عقدين من الزمان، بل أن هذا التنظيم قد يقوم بشن هجمات أخرى، لتستهدف في حينها أماكن حيوية ـ منشآت نفطية مثلا ـ ومع هذا وحتى لو كانت تلك الهجمات لن تشكل خطرا فإن الحذر في هذا الحالة يكون أدعى، خاصة فيما يتمثل بالحواضن الموجودة داخل المملكة.
يمثل الغلو الديني شريان تنظيم داعش، الذي يمده بالمال والعتاد، بالإضافة الى إمداده بالمقاتلين من مختلف دول العالم، تنظيم داعش الذي قدم نفسه في سورية مدافعا عن السوريين، ضد بشار، وفي العراق يدافع عن السنة بوجه (الصفويين)، وها هو اليوم يقيم دولة الخلافة، إن محاربة داعش تتمثل في محاربة الحاضنة الداخلية، فهي أخطر بكثير من التنظيم وهو وراء حدود المملكة، وهذا يحتاج من العقلاء فيها أن يبادروا للقاء الأجهزة الأمنية في العراق، والتعاون معهم في إجتثاث جذور التنظيم داخل البلدين، لأن الوضع أصبح لا يمكن السكوت عنه.
#ضياء_رحيم_محسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟