أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسلام بحيري - ذكر الله.. بين المفهوم القرآني والجمود الفقهي














المزيد.....


ذكر الله.. بين المفهوم القرآني والجمود الفقهي


إسلام بحيري

الحوار المتمدن-العدد: 4692 - 2015 / 1 / 15 - 23:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السلفيون الوهابية - بما فيهم الجماعات الجهادية والقتلة - لهم ورد منتظم من الذكر صباحاً ومساء، يسمونها الأذكار.. فيقعد الواحد منهم بعد أن يصلي الفجر والعصر، ويذكر الله بلسانه في تمتمة وهذرمة سطحية لا تتجاوز تراقيَهُم إلى القلب كما أخبر النبي ص (يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم) أي لا يؤثر في قلوبهم ولا يتجاوز ألسنتهم، بدليل أنهم يخرجون بعد ذلك ليفجروا في عباد الله قتلاً وتكفيراً وتفجيراً.. ما هذا ؟ أين ذكر (الله) إذن ؟ أليس (الله) هو رمز الخير والسلام في كافة الأديان ؟
إذن هؤلاء لم يذكروا الله أبداً ولا لحظة واحدة.، وإنما هم يذكرون أنفسهم! نعم.. لحصد الحسنات التي تؤهلهم لنكاح الحور العين في القصور العوالي، في الجنة التي حرمها الله على القتلة والجبابرة والطغاة.. فكل ذاكر لله لو لم يستحضر هذا المعنى القرآني العاطفي (فاذكروا الله كذكركم آبائكم) وهو يذكر الله، أو يقرأ القرآن، فليعلم أنه يذكر نفسه ولا يذكر الله..

إن الذكر عند الصوفية (المسلمون الحقيقيون ) يؤثر في قلوبهم ويصلح أخلاقهم كما هو مشهود، فلم نر صوفياً واحداً تخرج من مدرسة الإرهاب والتطرف.. نفهم من هذا أن مفهوم الناس لـ"ذكر الله" مختلف عن حقيقة "ذكر الله" كما هي في القرآن وكما هي عند الله في الحقيقة..

مفهوم "ذكر الله" في القرآن مرادف للتعلق العاطفي بالله.. والتعلق العاطفي محله القلب.. فالقلب هو الذي يذكر بالأصالة، ثم اللسان بالتبعية.. وذكر القلب ليس بكلمات ولا تمتمات.. وإنما هو (مشاعر) بالدرجة الأولى.. ودعاء وطلب وسؤال، وتأمل قوله تعالى (فاذكروا الله كذكركم آبائكم أو أشد ذكرا) تفهم معنى الذكر الذي يريده الله من عبده. إنه التعلق القلبي والحب السامي المتعالي على المصالح والرغبات.. حب لأجل الحب لا أكثر من ذلك. وقد يحب الأب أن تطلب منه وتسأله، ولذلك أخبرنا النبي ص عن الله تلك المعلومة حيث قال (من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه) أو كما قال ص.. وما أجمل اقتران ذكر الله في ذه الآية بذكر الأب..
كيف نذكر آبائنا ؟ وما هو دور اللسان هنا ؟ دور اللسان فرعي حين يفيض القلب بالحب فيتحرك اللسان حينئذ.. فحركة اللسان بالثناء باعثها الحب المعتلج في القلب. وهذا هو مفهوم الصوفية لذكر الله.

نأتي للمفهوم الفقهي لذكر الله : في الأدبيات الفقهية التراثية، ذكر الله هنا عبارة عن تحرك اللسان بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير لأجل طلب الأجر والثواب وجمع الحسنات، وكلما ذكرت أكثر كلما جمعت حسنات أكثر، وثقل وزن (حصالتك)..
وهذا الجمود سببه العداوة التاريخية بين الفقه والتصوف، فالفقه يحتاج إلى التصوف أكثر مما يحتاج التصوف إلى الفقه، ومع ذلك عادى الفقهاءُ الصوفيةَ غيرة منهم، فأدى هذا مع مرور الوقت إلى جفاف علم الفقه وخلوه من (المشاعر القلبية) والعواطف الإنسانية التي هي روح العبادة في الإسلام، قال الله تعالى (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) وقال النبي ص (إن الله لا ينظر إلى وجوهكم ولا إلى أجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم).

هذا الجمود الفقهي هو أحد العوامل التي أنتجت داعش والنصرة، لأنه أدى إلى أداء العبادات لأجل العبادات! مع أن الله شرع العبادات لأجل إصلاح الأخلاق بالتعلق القلبي بالله ورسوله ص : أصل الأخلاق الفاضلة، والمشاعر السامية.



#إسلام_بحيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (قتلة مفسدون أم شهداء مصلحون) السيد محمد علاء أبو العزائم [1 ...
- رسل الله لا ينقطعون إلى يوم القيامة، والصواب مع شخص واحد هو ...
- محكمة الصلح الكبرى للسيد محمد ماضي أبو العزائم [الفصل الثالث ...
- نقد الفكر السلفي المتطرف وبيان خروجه عن الإسلام وتعاليم الأد ...
- الرد على سامي الذيب وبيان جهل القائلين ب( الأخطاء النحوية وا ...
- محكمة الصلح الكبرى للسيد محمد ماضي أبو العزائم [الفصل الثالث ...
- محكمة الصلح الكبرى للسيد محمد ماضي أبو العزائم [الفصل الثالث ...
- محكمة الصلح الكبرى للسيد محمد ماضي أبو العزائم [الفصل الثالث ...
- فضل النبي الأعظم ص على البشرية وأثره في رقيّ الحضارة الإنسان ...
- الحركات الإستقلالية للبلاد العربية
- محكمة الصلح الكبرى للسيد محمد ماضي أبو العزائم [الفصل الثالث ...
- محكمة الصلح الكبرى للسيد محمد ماضي أبو العزائم [الفصل الثاني ...
- محكمة الصلح الكبرى للسيد محمد ماضي أبو العزائم [الفصل الأول]
- جان بول سارتر: لا دين لي، لكن لو خُيّرتُ، لأخترت دين (علي شر ...
- الدين و الإلحاد وجهاً لوجه [13]
- فضل النبي الأعظم ص على البشرية وأثره في رقيّ الحضارة الإنسان ...
- هل أثنى القرآن على فلاسفة اليونان ؟
- فضل النبي الأعظم ص على البشرية وأثره في رقيّ الحضارة الإنسان ...
- الرد على سامي لبيب في مقاله 50حجة تفند وجود الإله [2] ببساطة ...
- الدين و الإلحاد وجهاً لوجه [12]


المزيد.....




- قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية ...
- من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس ...
- الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي ...
- بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب ...
- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسلام بحيري - ذكر الله.. بين المفهوم القرآني والجمود الفقهي