خلفاوي فاطمة
الحوار المتمدن-العدد: 4692 - 2015 / 1 / 15 - 22:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وان كان سقوط ضحايا على يد مجموعة من المتطرفين اثر حادثة المجلة الفرنسية "شارلي ابدو" يبدو مثرا جدا للاهتمام العالمي الا ان الاكثر اهتماما من الناحية التاريخية هو خلق هذا الحدث لواقع جديد تماما في فرنسا فاليوم الحكومة الفرنسية تواجه شرخا في بنيتها الاجتماعية المختلطة بين يهود و مسيح و مسلمين و سيكون عليها ان تواجه هذا الواقع الجديد بذكاء متميز حيث يعيش هناك فئة كبيرة من المسلمين و حتى و ان كانوا غير متطرفين الا انهم سيدافعون عن منظومتهم الثقافية الاسلامية و لن يسمحوا بالمساس بمعتقداتهم في اي حال من الاحوال ناهيك عن ردود الفعل التي ستواجهها فرنسا من الراي العالم الاسلامي حتى خارج اراضيها و ربما يمكننا القول ان قد فرنسا اليوم تواجه حربا طائفية من نوع جديد اساسه صنعته الجماهات الارهابية بالداخل الفرنسي حيث انه و بالرغم من ارتفاع مستوى الوعي للانسان الفرنسي فقد تم تسجيل حالات من الاعتداء على المساجد مباشرة بعد الحادثة و على هذا الاساس يمنك القول ان الحادثة التي تبنتها القاعدة لم تقتصر على اسقاط قتلى بقدر ما خلقت صراعا في فرنسا و ايقظت مشاعر المسلمين بالعالم و بالداخل الفرنسي خصوصا حيث لم يكن هناك اي صدى للمجلة من قبل فيما بلغت مبيعات ضخمة جدا مباشرة بعد الحادثة و قد تكون فرنسا امام خيارات فعلا مصيرية في تكييف مبادئها و اسسها مع شعبها المختلف الاديان و بطابع يتوافق مع واقع التطرف الجديد عليها و لكن اغلب الشك ان الامور و ان كانت ستاخذ الايام المقبلة هدوءا نسبيا و ستواصل المجلة نشر رسوماتها انطلاقا من الحرية و لكن ستظل فرنسا تحت الخوف من القنابل الموقوتة من الشعب الاسلامي بداخلها و ستسجل احداثا كل مرة و ستكون امام حتمية لخلق استراتيجات جديدةو غير تلك التي تتبناها
#خلفاوي_فاطمة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟