حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 4692 - 2015 / 1 / 15 - 16:39
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
حلوة زحايكة
سوالف حريم- التصنّع غير اللائق
ومن ملاحظاتي العابرة أنّ البعض من أبناء القرى خصوصا الفتيات يحاولون الانسلاخ عن أصولهم عندما يخرجون من قراهم، ويبدأون ذلك بالتخلي عن لهجاتهم، ويستبدلونها بلهجة أبناء المدينة، ويعتبرون ذلك نوعا من التحضّر والتمدّن! غير مدركين أنّ اللهجات القروية هي الأقرب الى اللغة الفصحى، بل إن لهجة أبناء البادية هي الأقرب للفصحى من اللهجات القروية والمدينية، ولكم أن تتصوّروا المفارقة بين قول أحدهم على سبيل المثال"أنا من القدس" وقول آخر أنا من الأدس أو من الكدس". وتتعدى الأمور اللهجة إلى الملابس، والتخلي عن الثوب الفلاحي المطرز الجميل واستبداله بالملابس الدّخيلة من بلاد الفرنجة، علما أن الثوب الفلاحي المطرز أكثر جمالا وتكلفة، ولكم أن تتصوّروا أن سعر بعض الثياب المطرزة قد يزيد على الألفي دولار. ولا يفهمنّ أحد هنا أنّني ضد ارتداء الملابس الحديثة، أو أنّني ضد لهجة أبناء العائلات المدينية، أو أنّني ضدّ التمدّن، لكنّني بالتأكيد ضد التّصنع والتزييف.
ويزداد التّصنّع السلوكي عندما ينكر البعض أصوله، وكأن في ماضي آبائه وأجداه ما يعيبه، فتجد من يزعم أنّه سليل عائلة غنيّة متعلمة، مع أنّه سليل عائلة رعويّة، والرّعي طبعا ليس عيبا ولا حراما، فالرسول صلى الله عليه وسلم رعى الغنم. والمثل يقول"كنت راعي وأطلعني ذراعي".
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟